خلال الأيام القليلة الفائتة شهدت الحرب في اليمن تغيراً كبيراً وغير مسبوق في مسار الصراع بين المليشيات الحوثية وبين قوات الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية، فبعد أكثر من عامين على توقيع اتفاق ستوكهولم حول محافظة الحديدة، تجد المليشيات نفسها لأول مرة في مواجهة شرسة مع قوات الجيش على أكثر من جبهة.
وحفزت المعركة الشرسة والهجوم الخطير للحوثيين على مارب، منذ مطلع فبراير الماضي بقية الجبهات على التحرك، فاندلعت المعارك مطلع مارس الجاري على أطراف جبل حبشي بعد أن أطلقت القوات الحكومية في تعز هجوماً عسكرياً كبيراً في اتجاه تحرير مديرية مقبنة (غرب المحافظة).
وبالتوازي مع التصعيد العسكري للحكومة في تعز أطلقت المنطقة العسكرية الخامسة في حجة عملية جديدة تهدف لتحرير مدينة عبس الاستراتيجية من قبضة الحوثيين.
التطور الميداني الجديد لم يكن متوقعاً بالنسبة للحوثيين، وفق ما يقوله خبراء عسكريون، خاصة وأن الجماعة الإنقلابية خاضت منذ توقيع اتفاق ستوكهولم عشرات المعارك مع القوات الحكومية في جبهة واحدة (جبهة الجوف مارب) دون أن يحفز ذلك التصعيد العسكري الخطير بقية الجبهات على النفير والتحرك لتخفيف الضغط عن مارب، وهو ما شجع الجماعة على مواصلة مجهودها الحربي الرامي للسيطرة على حقول صافر النفطية، وإسقاط آخر معاقل الحكومة الشرعية في شمال اليمن.
حصاد جبهة مارب خلال الساعات الماضية
انكفأت الوتيرة الهجومية للحوثيين في مارب خلال الأيام الماضية، وخاصة بعد الهزيمة المدوية لقواتها على جبل البلق القبلي في جبهة الكسارة والمتاخم لسد مارب التاريخي، على الرغم من تلقي الحكومة الشرعية خسارة كبرى باستشهاد قائد القوات الخاصة في مارب، العميد عبدالغني شعلان، أثناء معركة تحرير الجبل.
وشكل استشهاد شعلان تغيراً مفصلياً في مسار المعركة، وتحول الموقف الحكومي فيها من الدفاع إلى الهجوم، حيث تمكن الجيش من إعادة قوات الحوثيين الى أطراف مديرية صرواح.
وكانت جماعة الحوثيين، قد استأنفت، عملياتها العدائية على مدينة مأرب، حيث نفذت هجمات انتحارية على جبهات الكسارة والمشجح، بعد نحو أسبوع من الهدوء النسبي، عندما اقتصر القتال على محاولة تسلل وهجمات محدودة.
وأعلنت القوات الحكومية السيطرة على عدد من المواقع في منطقة محزام ماس، غربي مأرب، بعد إحباط هجوم لمجاميع حوثية في المحافظة النفطية، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وفقا لبيان صحافي نشره المركز الإعلامي للجيش الوطني.
وذكر مصدر في الجيش الوطني لـ”عدن نيوز”، أن المليشيات الحوثية عاودت الهجوم من ذات المناطق التي شنت من خلالها هجمات فبراير الماضي ، لكنها تكبدت خسائر فادحة هذه المرة، إذ سقط لها نحو 120 قتيلا في يوم واحد.
وأشار المصدر، إلى أن معنويات القوات الحكومية في الوقت الراهن أفضل من ذي قبل، خصوصاً مع وصول تعزيزات بشرية والتفاف شعبي واسع، فضلاً عن فتح جبهات جديدة على الحوثيين في تعز وحجة.
وأكد المصدر العسكري، أن مقاتلات التحالف نفذت ضربات مُحكمة خلال معارك الأمس، وكان الإسناد الجوي أفضل من أي وقت مضى.
وأشار المصدر إلى أن الجيش يتأهب لإطلاق هجوم واسع يهدف لتطهير جبل هيلان بالكامل، باعتباره أقرب نقطة تفصل الحوثيين عن مارب.
حصاد جبهة تعز خلال الساعات الماضية
وفي محافظة تعز، حيث تتصاعد المعارك للأسبوع الثاني على التوالي، حيث أعلنت القوات الحكومية تحقيق انتصارات جديدة.
وأعلن الجيش الوطني، في بيان، أنه تمكن من تحرير مناطق الكويحة والطوير الأعلى، جنوب مديرية مقبنة، وجبل غباري الاستراتيجي المشرف على مساحات واسعة في 3 مديريات، هي المعافر والوازعية ومقبنة.
وقالت مصادر عسكرية حكومية لـ”عدن نيوز”، إن هناك تعزيزات جديدة خرجت من مدينة تعز إلى الجبهة ذاتها بهدف تشديد الخناق على الحوثيين في مديرية مقبنة، رغم المخاوف الكبيرة من الألغام الأرضية المزروعة في الجبهات المحررة.
كما سيطر الجيش الوطني على منطقة (الكدحة) -بالقرب من جبهة الساحل الغربي – بشكل كامل واستولى على عدد من الآليات العسكرية بعد معارك مع الحوثيين.
وميدانيًا من جبهة الكدحة، قال قائد اللواء 35 مدرع بالجيش الوطني اليمني العميد عبد الرحمن الشمساني في حديث لـ”الجزيرة مباشر” إنه تم تطهير المنطقة بالكامل من الحوثيين.
وأوضح الشمساني أن الجيش الوطني سيطر على منطقة الكدحة بالكامل وغنم عددًا من الآليات العسكرية بعد معارك مع الحوثيين وتم أسر العديد منهم.
وعن آخر التطورات في الميدانية قال إنه تبقى بعض الجيوب للحوثيين وسيتم تطهيرها خلال الأيام القادمة موضحًا أن قوات الشرعية تتقدم في المنطقة.
وننشر آخر الأخبار العاجلة حول آخر التطورات في تعز:
حصاد جبهة حجة خلال الساعات الماضية
وأفادت مصادر عسكرية يمنية بأن قوات الجيش الوطني شنت عملية عسكرية ضد الحوثيين سيطرت خلالها على عدد من القرى في محافظة حَجّة شمال غربي اليمن.
وأضافت المصادر أن قوات الجيش سيطرت على 8 قرى في مديرية عَبْس الساحلية بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، كما شنت هجوما على مواقع للحوثيين في مديرية مستبا، بينما شنت طائرات التحالف السعودي الإماراتي غارات استهدفت مواقع للحوثيين.
وخلال الساعات الماضية صدت القوات الحكومية هجوماً معاكساً للحوثيين، واغتمنت العديد من القطع العسكرية الثقيلة.
وننشر هنا عدد من الأخبار العاجلة التي وردت في الساعات الأخيرة حول حجة: