تحدثت مصادر غربية عن تقدم في ملف ناقلة النفط العائمة «صافر» الراسية قبالة سواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر، بعد تأمين سفينة نرويجية متخصصة يستعين بها الفريق الأممي في عمله الذي يتوقع أن يبدأ خلال أسابيع، وفقاً للمصادر نفسها.
وكانت الأمم المتحدة أبدت مطلع الشهر الحالي قلقها من تراجع محتمل للجماعة الحوثية عن السماح بوصول فريق فني إلى ناقلة النفط اليمنية صافر لتقييمها وإجراء الصيانة الأولية لمنع تسرب نحو من 1.2 مليون برميل من النفط الخام في مياه البحر الأحمر.
وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن عمل خطة الأمم المتحدة لصيانة صافر تسير بشكل جيد حتى الآن. وأضافت المصادر الغربية التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها: «هناك تقدم حصل بعد المشكلة الأخيرة. الآن هناك سفينة نرويجية متخصصة. ما زالت هناك بعض التفاصيل من الحوثيين، لكننا على طريق شبه جيد لخطة الأمم المتحدة».
وكانت الحكومة اليمنية بدورها جددت دعوة المجتمع الدولي للضغط على الجماعة الحوثية من أجل تفادي الكارثة المحتملة لناقلة النفط «صافر»، وإجبار الجماعة على الرضوخ لوصول الفريق الأممي لمعاينتها وصيانتها المبدئية.
كما امتد القلق الأممي إلى دول الاتحاد الأوروبي، بحسب ما جاء في تغريدة على الحساب الرسمي للاتحاد على «تويتر»، حيث أبلغت وكالات الأمم المتحدة سفراء الاتحاد لدى اليمن إلى جانب سفيري النرويج وسويسرا، بالتطورات المتعلقة بالناقلة وبمساعي التراجع الحوثي. وقال الاتحاد في معرض تعليقه على الأمر: «لا يمكن لسلامة الإنسان والبيئة في المنطقة أن تقبل المزيد من التأخير».
وفيما لمحت تقارير إعلامية أخيراً إلى خطة بريطانية – أميركية بالتعاون مع الأمم المتحدة للقيام بصيانة للناقلة «صافر» بحماية عسكرية، نفت المصادر الغربية صحة تلك التقارير، قائلة: «هذا غير صحيح، لا يزال العمل جارياً مع الأمم المتحدة وفق خطتها».
وأوضحت المصادر ذاتها أن السفينة النرويجية المتخصصة في الصيانة يتوقع أن تصل خلال 6 إلى 8 أسابيع، وأن الفريق الأممي يحتاجها لتقييم وصيانة الناقلة «صافر»، مضيفة أنه «يتم إنهاء إجراءات التأمين على السفينة في الوقت الراهن». وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال في بيان له إن «هناك مؤشرات تشي بأن سلطات الأمر الواقع (في إشارة لجماعة الحوثي) تدرس مراجعة موافقتها الرسمية على مهمة انتشار الفريق الأممي ووصوله إلى الناقلة مطلع مارس (آذار) المقبل».
وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن الفريق الأممي جاهز وينتظر إنهاء جميع التجهيزات وترتيبات العمل الرسمية واللوجيستية قبل أن يجتمع في جيبوتي وينطلق باتجاه الناقلة «صافر» لإجراء التقييم والصيانة اللازمة تفادياً للكارثة المحتملة.
وتابعت: «الفريق لم يصل جيبوتي بعد حتى يتم تأمين جميع الإجراءات والموافقات وجاهزيتها، لأن تكلفة الفريق اليومية عالية جداً ولا يمكن انتظارهم لوقت طويل. الفريق جاهز وينتظرون وصول السفينة وإنهاء التأمين وبقية التفاصيل».