حث برنامج الأغذية العالمي الجمعة على اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي حدوث المجاعة في اليمن، إذ تشير معطيات الأمم المتحدة بشأن انعدام الأمن الغذائي، والتي صدرت هذا الشهر، إلى وجود ظروف شبيهة بالمجاعة في اليمن في الوقت الحاضر.
وتشير المعطيات إلى أن عدد اليمنيين الذين يواجهون مستويات كبيرة من انعدام الأمن الغذائي قد يرتفع بثلاثة أضعاف على ما هو عليه الآن – من 16,500 إلى 47,000 بحلول حزيران/يونيو 2021. كما توضح الأرقام أن أكثر من 16 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، سيواجهون مستويات من انعدام الأمن الغذائي بحلول منتصف العام المقبل.
وفي تصريحات صحفية من جنيف، حذر طومسون فيري المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي من أن المجاعة في اليمن “قنبلة موقوتة” ويجب على العالم أن يتحرك الآن.
وقال فيري للصحفيين: “عدد سكان اليمن 30 مليونا وخمسمئة ألف شخص، منهم 24 مليونا وثلاثمئة ألف يحتاجون إلى نوع ما من المساعدة الإنسانية، ونحو 60 مليونا لا يستطيعون توفير الطعام لأنفسهم. هذه كارثة، هذه قنبلة موقوتة ويحتاج العالم أن يتصرف الآن”.
وقد حصل برنامج الأغذية العالمي على جائزة نوبل للسلام لقاء عمله للقضاء على الجوع، وبحسب الوكالة الأممية، فإن درجة واحدة فقط تفصل 3.6 مليون يمني عن المجاعة وقد يرتفع هذا العدد إلى 5 ملايين بحلول حزيران/يونيو، بحسب معطيات الأمم المتحدة.
وأضاف فيري يقول: “يظل الوضع في اليمن واحدا من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم. ما يحدث الآن هو أن النافذة لتفادي المجاعة في البلاد تضيق بسرعة. يداهمنا الوقت وعدد الأطفال الذين يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية الحاد في الوقت الحالي هو نحو مليوني طفل، و360,000 معرضون لخطر الوفاة في حالة عدم حصولهم على العلاج”.
وأعرب المتحدث عن قلق أيضا بشأن النساء الحوامل والمرضعات اللائي يحتجن أيضا إلى علاج من سوء التغذية الحاد. وقال: “الآن وأنا أتحدث وصل العدد إلى نحو مليون”.
من جانبها، حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من أن مئات الآلاف من اليمنيين النازحين داخليا يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي مع فقدان مصادر الرزق بسبب تأثير الصراع وجائحة كـوفيد-19.
وقال المتحدث باسم المفوضية، بابار بالوش، في تصريحات من جنيف: “ينتشر انعدام الأمن الغذائي في مناطق النزاع التي يقيم فيها نصف النازحين في اليمن البالغ عددهم أربعة ملايين. ويعيش هؤلاء داخل 16 محافظة وحولها”.
بحسب المفوضية، من المحافظات الأكثر تأثرا بانعدام الأمن الغذائي الحاد، مأرب والبيضاء وأبين وتعز وحضرموت والجوف.
بحسب المفوضية، دفع النزاع بواحد من بين كل ثمانية يمنيين للنزوح. وقال بالوش: “إن النساء يتأثرن بشكل غير متناسب، في البلد الذي تقيد فيه التقاليد الاجتماعية والثقافية وصولهن إلى العمل. فالكثير من النازحات داخليا، بينهن غير المتزوجات والأرامل، يتحدثن عن أنهن مستثنيات من المساعدات الإنسانية بسبب العقبات الاجتماعية والثقافية التي تقيّد خروجهن للعمل لإعالة أسرهن”.
وأشار المتحدث باسم مفوضية اللاجئين إلى أن الكثير من الأسر النازحة داخليا تضطر لبيع متعلقاتها وإخراج أبنائها من المدارس وإرسالهم للعمل، والتسول في الشوارع أو تقدم لهم وجبة واحدة فقط في اليوم.
يُذكر أن اليمن واجه تهديدا مماثلا بحدوث مجاعة في عام 2018، ولكن تم تفاديها بتقديم حزمات اقتصادية طارئة وزيادة نطاق المساعدة الإنسانية.