لماذا اشترى شيخ إماراتي نصف نادي بيتار القدس المعادي للعرب؟

محرر 39 ديسمبر 2020
لماذا اشترى شيخ إماراتي نصف نادي بيتار القدس المعادي للعرب؟

حين أوقفت مجموعة مؤلفة من نحو 100 مشجع تدريباً لنادي بيتار القدس بعد اقتحامهم الملعب في الرابع من ديسمبر/ كانون الثاني، لم يكن سبب غضبهم حقيقة أن فريق النادي بات على وشك الخروج من دوري الدرجة الأولى في إسرائيل.

فقد اقتحموا أرض الملعب احتجاجا على مفاوضات للاستثمار في النادي من قِبَل أحد أفراد العائلة الحاكمة في دولة الإمارات.

ثم أعلن النادي يوم 7 ديسمبر/ كانون الأول توقيعه اتفاقية على استثمار مع الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان.

ويُعرف مشجعو بيتار بمعاداتهم للعرب وللمسلمين وسلوكهم العنيف.

وإضافة لاقتحام الملعب، وضع المشجعون شعارات عدائية على جدران ملعب بيتار خلال الأيام التي سبقت الإعلان.

ولم تحظ الاتفاقية بقبول بعض المعلقين العرب كذلك. وقال المذيع الرياضي سعيد حسنين لصحيفة نيويورك تايمز إن الاتفاقية “مخزية”. وانتقد على الأخص الاستثمار في نادٍ يتبنى مشجعوه موقفاً معادياً للعرب.

ومقابل الاستحواذ على حصة 50% في بيتار – الذي يحتل المرتبة الحادية عشرة بين أندية الدوري الإسرائيلي الأربعة عشر- تعهد آل نهيان باستثمار حوالي 92 مليون دولار في النادي خلال السنوات العشر القادمة.

وكان هذا الاستحواذ واحداً من عدة اتفاقيات تجارية وُقعت منذ تحرك الإمارات وإسرائيل نحو إقامة علاقات دبلوماسية بينهما في سبتمبر/ أيلول الماضي.

سمعة سيئة:

مع أنها ليست الاتفاقية الأهم التي وقعت بين البلدين، تظل صفقة بيتار بلاشك ضمن الأكثر إثارة للجدل.

فكثيراً ما يظهر اللاعبون اليهود والعرب في إسرائيل معا، بما في ذلك ضمن الفريق الوطني، غير أن بيتار القدس لم يسبق أن ضم إلى صفوفه لاعباً عربياً، وإن كان يضم عدداً منهم في فرق الشباب.

وفي عام 2013، أفادت تقارير بأن مشجعي الفريق أحرقوا مكاتب بيتار عقب ضمه لاعبين مسلمين أثنين من الشيشان.

وخلال المباريات يتكرر استخدام شعارات عنصرية مثل ” الموت للعرب” ولافتات مسيئة، رغم مساعي مالك النادي لتغيير هذا السلوك.

مالك جديد وتحديات قديمة:

وكان موشيه هوغيغ وهو مليونير يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات قد قام بشراء بيتار عام 2018. وهو إسرائيلي المولد لأب تونسى وأم من أصول مغربية.

وفي حديث مع بي بي سي في ديسمبر/ كانون الأول 2019 تحدث هوغيغ عن جهوده لوقف السلوك العنصري، وكان من بينها التهديد باتخاذ إجراءات قانونية قاسية ضد المشجعين الذين ينطوي سلوكهم على تمييز.

وقال هوغيغ ” لا أحاول إفساد حياة أحد، لا أحاول أن أكون أباً أو أماً لأحد، لا أحاول أن أعلمهم، إنها ليست مهمتي”.

” لكن حين تجلب هذا معك إلى الاستاد، وتتصرف بطريقة تنعكس بصورة سيئة على الجماهير وعلى بلدنا، فلا يمكنني أن أقبل هذا”.

وقال هوغيغ أيضاً إنه لن يضم لاعباً عربياً أبداً للفريق “لمجرد أن يسجل موقفا”، لكنه لا يخشى اتخاذ خطوة كهذه لأسباب رياضية.

وأضاف ” لا يهمني ديانة اللاعب ولا لونه. ما يهمني هو أن يكون قادراً على أن يساعد الفريق، وأن يكون لاعباً جيدا”.

عمل وصداقة:

أما إذا كان هذا سيحدث أم لا، فهناك العديد من اللاعبين الإسرائيليين العرب، ومن الممكن أن نقدم عرضاً لواحد منهم كما قال هوغيغ.

وفي بيان نُشر عقب الإعلان عن الصفقة مع آل نهيان، تبنى هوغيغ لهجة تصالحية. وقال “معاً سنسير جميعاً بالنادي نحو عهد جديد من التعايش والإنجاز والأخوة من أجل نادينا ومجتمعنا”.

من جانبه، قال آل نهيان لصحيفة جيروزاليم بوست إن رغبته في الاستثمار في بيتار نابعة من الصداقة والعمل لسنوات عديدة مع هوغيغ.

وفي بيان عقب الإعلان عن الصفقة تحدث آل نهيان عن ” حماسه” لأن يكون شريكاً في النادي.

وقال يوم 7 ديسمبر/ كانون الأول “سمعت كثيراً عن التغيير الذي يحدث في النادي والطريقة التي تسير بها الأمور. وأنا سعيد بأن أشارك في ذلك”.

ويوضح الصحفي أنشيل فايفر – وهو مؤلف السيرة الذاتية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -أن لمشجعي بيتار صلات مع حزب الليكود الحاكم.

حتى أن نتنياهو نفسه سبق وظهر في صور أثناء حضوره مباريات للفريق. وقال فايفر لبي بي سي ” ليس هناك ما يدعو للسخرية في امتلاك آل نهيان نصف نادي بيتار القدس. فعائلته اتخذت قراراً استراتيجياً بالاستثمار في صلاتها بالقيادة الإسرائيلية”.

وفي الواقع، تضمن بيان آل نهيان المصاغ بعناية إشارة ضمنية إلى القدس كعاصمة لإسرائيل.

ويعد وضع القدس أحد القضايا المحورية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

إذ تعتبر إسرائيل القدس بالكامل عاصمة لها، وهو الموقف الذي تدعمه الولايات المتحدة، بينما لا تعترف به أغلب الدول.

ويسعى الفلسطينيون لأن تكون القدس الشرقية -التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967- عاصمة لدولتهم المستقبلية. وعقب اتفاقها على إقامة علاقات مع إسرائيل، أعلنت الإمارات التزامها بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق