مصر تغلق مؤقتا التحقيق في مقتل الباحث الإيطالي ريجيني

محرر 31 ديسمبر 2020
مصر تغلق مؤقتا التحقيق في مقتل الباحث الإيطالي ريجيني

قالت السلطات المصرية إنها سوف “تغلق مؤقتا” ملف التحقيق في قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في عام 2016، في ظل بقاء مرتكب واقعة القتل “مجهولا”.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه النيابة الإيطالية إنها تعتزم إجراء محاكمة غيابية في روما لنحو خمسة أفراد ينتمون لأجهزة أمنية مصرية.

وكان ريجيني، طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج، قد اختفى في القاهرة في يناير/كانون الثاني عام 2016، ثم عُثر على جثته بعد تسعة أيام.

وتسببت جريمة القتل في حدوث خلاف دبلوماسي بين البلدين، إذ يتهم الادعاء الإيطالي المسؤولين المصريين بمحاولة تضليل التحقيقات.

ويشتبه محققون إيطاليون في استهداف قوات الأمن المصرية الطالب بسبب أبحاثه بشأن النقابات العمالية المستقلة، وهو موضوع مثير للجدل السياسي في مصر.

وتنفي السلطات المصرية ذلك، وقدمت تفسيرات مختلفة أخرى لمقتله، من بينها أنه كان ضحية عملية سطو نفذتها عصابة إجرامية.

ووصفت أسرة ريجيني البيان الأخير من القاهرة بأنه “صفعة أخرى على الوجه”، ودعت الحكومة الإيطالية إلى استدعاء سفيرها في مصر.

ماذا حدث لجوليو ريجيني؟

اختفى طالب الدكتوراه الإيطالي، خلال رحلة بحثية، في الـ 25 من يناير/ كانون الثاني عام 2016، تزامناً مع الذكرى الخامسة لبدء الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق، محمد حسني مبارك، وسط انتشار كثيف لقوات الأمن في القاهرة.

وعُثر على جثته في الثالث من فبراير/شباط في حفرة على جانب طريق، وأبلغت والدته البرلمان الإيطالي عام 2018 بأن جثة ابنها كانت مشوهة لدرجة أنها لم تتمكن من التعرف عليه إلا من خلال أرنبة أنفه.

وتبين من تشريح الجثة أن ريجيني تعرض للتعذيب “على مراحل” خلال الفترة بين 25 يناير/كانون الثاني وحتى يوم وفاته.

وقال الادعاء إن جسده كان مصابا بجروح تظهر أنه تعرض للضرب “بالركلات واللكمات والعصي والهراوات” وأنه توفي متأثرا بكسر في رقبته.

وكانت مصر قد نفت وفاة ريجيني أثناء احتجازه لدى قوات الأمن، ولكن المسؤولين المصريين أقرُّوا بأن أجهزة الأمن كانت تراقبه.

ماذا تقول مصر الآن؟

أبدى بيان النيابة العامة في القاهرة “تحفظات” على ما توصل إليه الجانب الإيطالي من توجيه اتهام لرجال أمن مصريين، وقال إنه “مبني على غير أدلة ثابتة”.

وأضاف البيان المصري أن “النيابة العامة المصرية تؤكد تفهمها للقرارات المستقلة التي سوف تتخذها النيابة العامة في روما”.

وقال إن النيابة المصرية “توصلت إلى أدلة ثابتة على ارتكاب أفراد تشكيل عصابي واقعة سرقة متعلقات الطالب المجني عليه بالإكراه، حيث عُثر على تلك المتعلقات بمسكن أحد أفراد التشكيل”. لكنها أضافت أن “مرتكب واقعة” قتل الطالب لا يزال مجهولا.

وأضاف البيان أن “النيابة العامة في مصر ستتصرف في ملف تحقيقات الواقعة بغلقه مؤقتا … وتكليف جهات البحث والتحري بموالاة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للوصول إلى مرتكب الجريمة”.

وأشار المحققون المصريون سابقا إلى أن ريجيني قُتل على يد عصابة إجرامية من خمسة أشخاص، وأنهم جميعا قُتلوا بعد ذلك في تبادل لإطلاق النار، ووصف المسؤولون الإيطاليون الرواية بأنها “غير قابلة للتصديق”.

وقال المدعي الإيطالي سيرغيو كولايوكو، العام الماضي، أمام لجنة برلمانية إن المسؤولين المصريين اختلقوا “قصصا غير حقيقية … لحرف التحقيق”.

الرواية الأولى تقول إن تشريح الجثة، الذي أُجري في مصر، أظهر أن الطالب قُتل في حادث سيارة، وقال إن هذا يتناقض مع الفحص الذي أُجري في إيطاليا.

رواية أخرى تقول إن ريجيني كان عاريا وقت العثور على جثته، وكان هناك دافع جنسي وراء وفاته.

وقال كولايوكو إن مزاعم مصرية أخرى أشارت إلى أن ريجيني شوهد وهو يتجادل مع أجنبي بالقرب من القنصلية الإيطالية في المساء الذي سبق يوم وفاته، وتم تفنيد الادعاء من خلال تسجيلات المكالمات الهاتفية.

ما هو موقف إيطاليا؟

قالت مصادر قانونية في روما لوكالة رويترز للأنباء إنه من المتوقع أن يمضي الادعاء الإيطالي قدما في إجراء محاكمة غيابية لبعض أو كل المشتبه بهم في هذه القضية، وهم خمسة من رجال الأمن المصريين.

وأضافت المصادر أنه من المتوقع إغلاق التحقيق الإيطالي رسميا الأسبوع الجاري.

وقالت وسائل إعلام إيطالية الأسبوع الماضي إن المحققين حصلوا على شهادات من عدة شهود قالوا فيها إن ريجيني اختطفه رجال أمن مصريون واقتادوه إلى موقعين أمنيين على الأقل قبل وفاته.

ووصف والدا ريجيني البيان المصري الأخير بأنه “عدم احترام مطلق ليس لقضائنا فحسب، بل لذكائنا أيضا”.

وقالا: “تعرضنا خلال هذه السنوات الخمس لكل أنواع الضرر والاستخفاف من جانب مصر التي خطفت وعذبت وقتلت ابننا”.

المصدر:BBC عربي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق