استمراراً للفعاليات الجماهيرية التي ينظمها الائتلاف الوطني الجنوبي في مختلف المحافظات الجنوبية، وتفاعلاً مع أبناء شعبنا التواقين للحرية والشراكة في هذه المحافظات، وتناغماً مع روح الكفاح التي يخوضها الشعب اليمني، واستشعاراً للمطالب الجماهيرية الطامحة لنيل حقوقها السياسية المرتكزة على الشراكة والتمثيل العادل في كافة مستويات السلطة، تهيب اللجنة التنظيمية للفعالية الجماهيرية التي سيقيمها الائتلاف الوطني الجنوبي بمحافظة حضرموت بجميع أبناء مديريات المحافظة لا سيما مديريات الوادي والصحراء إلى الاحتشاد الواسع والكبير، للمشاركة الفاعلة في المليونية التي ستقام صباح الاثنين القادم 24 أغسطس 2020م في مدينة سيئون، تحت شعار “#حضرموت_أولًا”، وبالشكل الذي يؤهل حضرموت لتكون في صدارة المشهد السياسي بما يليق بموقعها ومكانتها وثرواتها وإرثها الحضاري، ومواقف وتضحيات أبناءها.
يا جماهير حضرموت التاريخ والحضارة
لقد قطع الائتلاف الوطني الجنوبي عهداً على نفسه أن يكون معبراً حقيقياً عن هموم وتطلعات أبناء الشعب من خلال البرامج والأنشطة والرؤى والفعاليات المختلفة، وأن يكون حضوره فاعلاً في كل المحافل، وأن ينحاز لمطالبكم الحقة في محافظة حضرموت وكافة المحافظات، وأن يكون صوت العقل الوطني الحريص على الشعب ومصالحة، والمتمسك بالشراكة رافضاً للإقصاء والإلغاء، متسلحاً بالحوار والثوابت الوطنية لا بالسلاح والبارود.
إن الحضور والتأثير لا يصنعه العنف بقدر ما يحققه الحرص على المواطن ومصالحه واحترام حقوقه كاملة غير منقوصة ومنها حقه في الرأي والتعبير والتعدد والتنوع السياسي كحقوق أساسية وسلوك حضاري، يثري الحياة ويقدم الأفضل من خلال آليات العمل السلمي المنفتح على الآخر، وبالتالي فإن إدعاء الوصاية والاحتكار ما هي إلا ضرباً من الطيش الذي لا ينتج إلا العنف ولا يخلف إلا الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.
لقد حرص الائتلاف الوطني الجنوبي منذ لحظة تأسيسه على الاسهام في الحفاظ على النسيج والسلم الاجتماعي والأمن والاستقرار، وأعلن رفضه للاحتكار والالغاء والتهميش الذي لن يقود سوى لمزيد من دورات العنف، وعمل بكل جهد وبالوسائل المشروعة على تأسيس حالة سياسية طبيعية تنال فيها كل القوى السياسية والاجتماعية حقها عبر التوزيع العادل للثروة والسلطة وفق ما نصت على ذلك مخرجات الحوار الوطني.
يا أبناء محافظة حضرموت الأصيلة
إن الائتلاف وهو يدعوكم إلى هذا الاحتشاد الوطني الكبير يدرك أهمية المرحلة والظرف الحساس الذي يوجب علينا جميعاً أن نقف بحزم ودون تلكؤ في وجه الدسائس والمؤامرات التي تستهدف وطننا وشعبنا، وأن نستشعر أهمية موقفنا التاريخي اليوم والذي عليه يُبنى مستقبلنا ومستقبل أجيالنا، وإن الواجب اليوم يستدعي أن نقف بصدق وبكل إمكاناتنا خلف الشرعية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، والتأكيد على أهمية الدولة وحضور مؤسساتها، وأن نرفع أصواتنا رفضاً لمشاريع العنف وسياسات الاقصاء والاحتكار وادعاء الوصاية على أبناء الشعب من أي طرف كان، مؤمنين بحق كافة المكونات الجنوبية في الشراكة لتجنيب البلاد المزيد من الكوارث، ولتتوجه طاقاتنا وجهودنا نحو استعادة الدولة وبناء الوطن.
إن المكانة التي تحتلها حضرموت في التاريخ والجغرافيا تجعلها اليوم منطلقاً لتكون قلب الدولة الاتحادية وعمودها الفقري، فحضرموت الأمجاد لها خصوصيات تؤهلها لتصنع تاريخاً جديداً في بناء الدولة الاتحادية المنشودة، ولقد كان لقواها السياسية والمدنية وقبائلها دوراً بارزاً ومتصدراً في كل مراحل النضال الوطني وصولاً إلى ما تمثله اليوم من بوصلة المشروع الوطني بعد أن أفشل أبناءها كل دعوات الفوضى والعنف، وهي مؤهلة اليوم لتكون حادي الجماهير في التعبير السلمي وانتزاع الحقوق السياسية بما تمثله من تاريخ وأصالة وما يمثله أبناءها من سلوك حضاري ووعي وطني.
وإن حضرموت اليوم وهي تلتف حول الائتلاف الوطني المطالب بحقوق كل أبناء الجنوب المشروعة، إنما تؤكد أنها بكل مكوناتها ترجح كفة الوعي الوطني المؤمن بقيم الحرية والديمقراطية والشراكة والتداول السلمي للسلطة عبر الآليات السلمية، وإن رهاننا اليوم على حضرموت هو رهان على صوت العقل والمنطق والسلم، فحضرموت أثبتت عبر تاريخها أنها شوكة الميزان وضامنة الاستقرار والتنمية والبناء الاقتصادي.
لذلك كله ندعوكم إلى الاحتشاد الكبير والمليوني للتعبير عن همومكم وتطلعاتكم في غدٍ أفضل ودولة ضامنة أساسها النظام والقانون، تقوم على مؤسسات فاعلة تحقق أهداف الشعب في وطن يتسع لكل أبناءه، وجيش يستكمل مهمة التحرير واستعادة الدولة ويحمي المكتسبات الوطنية، وتوفير متطلبات المواطن والخدمات، كحقوق أصيلة، وللمطالبة بتسريع تنفيذ اتفاق الرياض وعودة الحكومة لتمارس مهامها من الوطن وتفرض النظام وتحقق الأمن والاستقرار، والتعبير عن تقديرنا لجهود التحالف العربي بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذي يقدمون كافة أوجه الدعم والمساندة لليمن وشعبه، ويدعمون جهود استعادة الدولة في مختلف الجوانب.
إن الائتلاف الوطني الجنوبي يؤكد بهذه الفعاليات الجماهيرية على الحقوق الأصيلة للمواطنين وفي مقدمتها حرية التعبير، ونبذ العنف والتحريض، وسلوك الطرق المشروعة للوصول إلى السلطة دون الالتفاف على إرادة الجماهير.
يا أبناء حضرموت الأحرار المناضلون..
نكرر الدعوة لكل القوى والمكونات السياسية والاجتماعية وفعاليات المجتمع المدني وكل أبناء المحافظة للمشاركة الواسعة في المليونية لتجسيد الحرص على وحدة الصف الوطني الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار كمدخل إلى التنمية، وهي مناسبة لتوجيه التحية والتقدير لكل المكونات بالمحافظة التي أثبتت وقوفها مع الدولة ووحدة الصف الوطني وانحيازها إلى جانب الدولة وقيادة الشرعية، متطلعين لأن يكون هذا الاحتشاد الحضرمي لوحة حضارية تجسيد السلوك الراقي لأبناء حضرموت وقواها ومكوناتها وترسخ روح الشراكة الوطنية الحقة الحريصة على انجاز الأهداف الكبيرة.
صادر عن الائتلاف الوطني الجنوبي
سيئون – محافظة حضرموت
الأحد- 22 اغسطس 2020م