سخر الدبلوماسي اليمني السفير مصطفى النعمان، من اللقاءات التي تعقدها حكومة معين عبدالملك عبر الدوائر الالكترونية المغلقة، واعتبرها حيلة جديدة ابتكرتها للضحك على الناس.
وعبر النعمان في منشور له على فيسبوك عن استغرابه، لاستغناء الحكومة عن وجودها الفعلي مع المواطنين داخل ال 85٪، وتحولها الى شاشات الكومبيوتر لتجمع أعضاءها الموزعين مع أسرهم على عدة عواصم.
واعتبر هذا العمل نشاط مثير للسخرية لأن ما يصدر بعد هذه اللقاءات لا يعدو كونه كلاما مكررا ووعودا لا تطعم جائعا ولا تعالج مريضا ولا تنقذ جريحا ولا تعمر دارا دمرته القذائف ولا طريقا استهلك، حد قوله.
ولفت إلى أن الحكومة المهاجرة “الالكترونية” أدمنت في الآونة الأخيرة وسيلة جديدا للتسلية على المواطنين فأدخلت ما تسميه بالمصفوفات والانفوجرافيك على كل حركة او اتصال او اجتماع للمسؤولين وتلصق بها صورتهم كما لو كان زعيما ملهما يتلهف الناس لمشاهدته ليل نهار في إشارة إلى مكتب معين الاعلامي الذين يعمل على تمليع صورة الرجل وانفاق آلاف الدولارات على ذلك.
وأشار إلى قيام وكالة الانباء الرسمية سبأ ومواقع خاصة بتمويل حكومي للترويج للمسؤولين، وحديثها عن نشاطات “وهمية” لمؤسسات الشرعية التي تسعي دون جهد حقيقي على الارض من خمس سنوات لتستعيد دولة سلمتها صاغرة ثم فرت.
وأكد النعمان أن اغلب ما يتم تداوله لا يعني المواطن ولا يعود عليه بأي مردود مادي يساعده على عدم الموت جوعا ومرضا.
وقال إن اجتماع رئيس وأعضاء الحكومة بهذه الطريقة ليس اكثر من تذكير بأنهم مازالوا أحياء يرزقون وبصحة جيدة، باستثناء الرئيس الذي غاب عن الأنظار ودخل في حظر اختياري قبل ظهور وباء كورونا.
وأوضح النعمان أن هذا يحدث حين يكون هدف المسؤول ومستشاريه هو إضافة سطر الى سيرتهم الذاتية ولقب يتصورونه مجدا عظيما، حين يقدمون اوراقهم للبحث عن وظيفة بعد الاستغناء عن مجهوداتهم العبثية، وحين تصبح المناصب السياسية وسيلة تأمين لقمة عيش وليست وسيلة لتحقيق اهداف وطنية.
وأضاف أن هذا الأسلوب الحكومي يتم “حين يكون هم من يعتلي الموقع السياسي هو الاثراء غير المشروع وتأمين اقاربه وأصدقائه، وتصير المواقع السياسية طريقا للانتقام من الخصوم وازاحة كل منافس أكثر كفاءة ونزاهة، ويتولى المسؤولية السياسية من وصلها بالصدفة البحتة ويعيش فيها بالدعم الخارجي”.
وتابع قائلاً: “فمن الطبيعي ان يكون الأداء هزيلا والمحصلة تافهة”.
وأكد السفير النعمان أن الإعلام قد يزيف ويزين ويضخم ولكنه في النهاية يفضح ويزيل المحسنات ويبين الحقيقة.
ولفت إلى أن الاعلام لا يصنع من الفأر اسدا مهما اجروا عليه من التعديلات الجينية.
وقال إن من يتصور ان ابراهيم الحمدي صنعه الاعلام والتلفزيون وساذج، “لكنه حتما ساهم في اظهار قدراته وكفاءته ونزاهته دون تبجح ولا حرص على المظهر والاناقة”.
وقال لو تفرغ من يقف علــى رأس المـؤسسات لجهد حقيقي على الأرض وتخلوا عن وهم الزعامة الزائفة التي لا يمتلكون ناصيتها، وتوقفوا عن نشر غسيلهم القذر، واعترفوا بواقع قدراتهم. فلربما تمكنوا من تقديم ما يذكره الناس لهم غير اللعنات.
جدير بالذكر ان معين عبدالملك يحاول تقديم نفسه عبر الاعلام باعتباره (الحمدي) الجديد، وأنه رجل المرحلة ويخوض حروب فنكوشية يصنعها بداية للإيهام بأنه انتصر فيها في نهاية المطاف بين كل هذه المعارك لا علاقة لها بمعركة اليمنيين ضد المليشيات.