“تعز” الضحية الكبرى للنسيان في الصراع اليمني.. تقرير بريطاني يتحدث عن العاصمة الثقافية لليمن

محرر 315 مارس 2020
“تعز” الضحية الكبرى للنسيان في الصراع اليمني.. تقرير بريطاني يتحدث عن العاصمة الثقافية لليمن

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الأحد تحقيقًا مطولاً عن مدينة تعز، العاصمة الثقافية لليمن، بعد سنوات من الحرب والحصار.

وتقول ليز دوسيت كبيرة المراسلين في BBC معدة التقرير الذي حمل عنوان “خوف ولطف وموت في عاصمة الثقافة في اليمن”، إن مدينة تعز هي الضحية الكبرى للنسيان في الصراع اليمني، الذي لطالما يطلق عليه اسم “الحرب المنسية”.

وأشارت إلى أن هذه المدينة التي كانت يوماً مركزاً للتعليم والسياحة، شطرت اليوم بين الحوثيين والحكومة، وغزا الخوف شوارعها.

وحاولت دوسيت في التحقيق أن تزيح غبار الحرب والنسيان عن ثالث كبريات المدن في اليمن، والتي كانت تفخر بأنها كانت عاصمة الثقافة، وأنجبت أهم المثقفين وأفضل الأساتذة والحقوقيين والطيارين في البلاد، أما الآن فهي ساحة معركة مديدة لا تنتهي، والمدينة الأكثر تعرضاً للقصف والضربات من قبل القوات السعودية، والمكان الأخطر، الذي شهد أكبر عدد من القتلى في اليمن.

تجاهلت الصحفية جذر الصراع الذي اشعله انقلاب مليشيا الحوثي وصالح ذات الطابع الطائفي القريب من إيران والممول منها على السلطة الشرعية، ومحاولة المليشيات اجتياح المحافظة واخضاعها لسلطتهم بالقوة.

كما تجاهلت القصف العشوائي للمدينة من قبل مليشيا الحوثي والمجازر الكبيرة التي ارتكبتها بحق المدنيين بما في ذلك أعمال القنص اليومي للنساء والاطفال.

وتجنب التحقيق الإشارة الى الجهة التي تفرض حصارا على المدينة، ما جعل الصحفية تقطع المسافة بين الجزء الشمالي الشرقي وبقية المدينة خلال خمس ساعات عبر طرق جبلية وعرة.

واعتبرت كبيرة المراسلين في BBC أن تعز بمثابة الرمز البشع للحرب الطويلة التي مزقت البلد كلها، موضحة أن المدينة تقسمها جبهة قتال ممتدة من شرقها إلى غربها كأنها ندبة طويلة، مبينة أن نحو ثلث تعز في قبضة الحوثيين المسيطرين على المرتفعات المطلة على الحدود الشمالية للمدينة، في حين تسيطر الحكومة على ما تبقى، أما الناس فلا يريدون سوى أن يسمح لهم بالحياة.

وانتقلت دوسيت من منطقة الحكومة إلى منطقة الحوثيين، وقالت إن مسافة الوصول كانت تقطع عادة في خمس دقائق بالسيارة، أما الآن فقد استغرق الطريق خمس ساعات عبر الجبال.

وأشارت إلى أن كل الذين التقتهم في تعز يتذكرون ما حصل لهم وكأنه جرى بالأمس. ومن بينهم شخص اسمه مروان دمر بيته وقتل 10 من أقاربه في غارة جوية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية، لكن ورغم مرور خمس سنوات على الحادث فإن قلب مروان مثل بيته لا يزال محطماً، وهو “يقول كان الهجوم قوياً جداً، وبقينا ستة أيام ونحن ننتشل الجثث”.

وحين زارت دوسيت منزلا دمره الحوثيون، التقت بسيدة اسمها زهرة، وقالت لها “الجميع باعوا اليمن لأجل مصالحهم، الحوثيون يعملون مع إيران، نصف رجال المقاومة يعملون مع السعودية، والنصف الآخر مع الإمارات”.

وقالت دوسيت إن حكاية زهرة تشبه حكاية اليمن، فقد قتل صغيرها في الهجوم، وابنتها خسرت عيناً، وجن زوجها من الحزن.

وأضافت دوسيت “ولكن ما إن تحركنا لنغادر المكان، حتى هرعت زهرة لتقدم لنا خبزاً يمنياً طازجاً خارجا للتو من الفرن، وكأنما لتذكرنا بأن هذه الحرب القاسية التي لا ترحم، لا يمكنها أن تقضي بالكامل على الطيبة والثقافة”.

ونقلت دوسيت عن عبد الكريم شيبان عضو البرلمان الذي يرأس لجنة الطرق وهو يتجهم وهو يتذكر جهد تفاوضي منذ سنوات قوله: “تمت دعوتنا للعبور إلى الجانب الآخر لإجراء محادثات ، لكن الاشتباكات اندلعت وأطلق الجانبان النار علينا”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق