بعد مقتل “البغدادي” و “سليماني” و “الريمي”.. هل يكون هذا “الارهابي” الهدف القادم لامريكا؟

8 فبراير 2020
بعد مقتل “البغدادي” و “سليماني” و “الريمي”.. هل يكون هذا “الارهابي” الهدف القادم لامريكا؟

بعد نحو شهر من مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق “القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني الإرهابي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، مقتل الإرهابي المطلوب قاسم الريمي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بغارة استهدفته في اليمن.

كما يأتي ذلك بعد ٣ شهور من مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي في عملية أمريكية بسوريا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبمقتل الثلاثة يكون ترامب قد نجح في إنقاذ العالم من خطر ٣ من أبرز قادة الإرهاب، ووجه ضربة قاصمة لمربع الشر الذي يضم إيران والحوثيين وداعش والقاعدة.

الهدف القادم

وبمقتل الإرهابيين الثلاثة، يتوقع مراقبون أن يكون زعيم المتمردين الحوثيين، الإرهابي عبدالملك بدر الدين الحوثي، قائد الضلع الرابع في مربع الشر الهدف القادم لترامب.

وعزا مراقبون أن يكون الحوثي هو الهدف القادم لعدد من الأسباب من بينها ثبوت صلة الحوثيين بكل من سليماني والقاعدة وداعش من جانب.

إلى جانب تهديده بالانتقام من أمريكا ثأرا لقاسم سليماني، إضافة إلى سجله الأسود السابق سواء بمحاولة الهجوم على بارجة أمريكية في البحر الأحمر عام ٢٠١٦.

كل ذلك بالإضافة لتهديده الملاحة الدولية والعديد من منشآت النفط في السعودية، مما يؤثر على أمن الطاقة العالمي، مع الأخذ في الاعتبار جرائمه ضد المدنيين في اليمن.

ويتوقع مراقبون أن يقوم الرئيس الأمريكي باستكمال القضاء على أبرز قادة الإرهاب في العالم، الذين يهددون مصالح واشنطن وحلفاءها وأمن واستقرار العالم قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في أمريكا نهاية العام الجاري، ويأتي على رأسهم عبدالملك الحوثي.

ولا ينسى العالم السجل الأسود لإيران وأذرعها ومليشياتها في تهديد الملاحة الدولية وتهديد أمان إمدادات الطاقة، سواء عبر استهداف ناقلات النفط وسفن التجارة في الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر أو عبر استهداف منشآت النفط في السعودية.

وعلى مدى سنوات من سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية على محافظة الحديدة، قامت بمحاولات عدة لضرب السفن والبوارج الأمريكية التي تعبر البحر الأحمر.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016 تعرضت البارجة الأمريكية “يو أس ماسون” لمحاولة هجوم صاروخي فاشلة شنها الحوثيون قبالة ميناء المخا.

وبعدها بيومين فقط، تعرضت البارجة نفسها لمحاولة هجوم ثانٍ من قبل الحوثيين قبالة سواحل اليمن الغربية.

وعقب مقتل قاسم سليماني بغارة أمريكية في ٣ يناير/ كانون الثاني الماضي، شن الحوثي هجوما كبيرا على أمريكا وهددها بالانتقام وتعهد بأن “دماءهم لن تذهب هدراً”.

وارتبط اسم “سليماني” بجميع العمليات الإرهابية الحوثية، حيث عمل على تدريب قيادات هذه المليشيا في طهران.

كما أرسل العشرات من الخبراء الإيرانيين إلى صنعاء وصعدة، وعلى رأسهم “عبدالرضا شهلاني” الذي رصدت واشنطن 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن موقعه في اليمن.

وفي نهاية مايو/أيار ٢٠١٩، كشف تقرير حكومي، أصدرته السفارة اليمنية في واشنطن، وجود علاقة بين مليشيا الحوثي الانقلابية وداعمها الرئيسي من النظام الإيراني مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة وفي مقدمتها تنظيما داعش والقاعدة.

ولفت التقرير إلى علاقة مليشيا الحوثي بشبكات التهريب والاتجار بالبشر التي تعمل معها لتمويل أنشطتها الإرهابية والتخريبية في اليمن.

وبين أن أنشطة شبكات التهريب لم تتضرر، بل انتعشت في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفي تلك التي تتواجد فيها القاعدة.

ومن تلك الأنشطة تهريب الأسلحة والاتجار بالبشر وتهريب الآثار والمشروبات الكحولية والأدوية والمواد المخدرة، حسب التقرير.

عبدالملك الحوثي
وعبدالملك بدر الدين الحوثي، زعيم مليشيات الحوثي الإرهابية التي صنعتها إيران، وأحد أبرز الموجودين بقائمة المطلوبين الـ40 من عناصر المليشيات الإيرانية الإرهابية في اليمن، التي أصدرتها السعودية، يوم ٥ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٧ ، ورصدت 30 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

كما سبق أن أدرج مجلس الأمن الدولي اسمه على القائمة السوداء للعقوبات، بموجب القرار 2216 الصادر تحت الفصل السابع، بجانب آخرين، بتهم منها “الضلوع في أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن”.

ويصف الكثيرون عبدالملك الحوثي بأنه نسخة يمنية من حسن نصر الله زعيم حزب الله الإرهابي اللبناني.

ولد الحوثي في مديرية ضحيان بصعدة أقصى شمال اليمن، عام 1979، وهو أصغر أبناء الزعيم الروحي للحوثيين بدر الدين الحوثي الذي أقام في إيران خلال الفترة ما بين 1994- 2002، حيث اعتنق هناك المذهب الجارودي الأقرب إلى الاثني عشري، متخليا عن الزيدية.

وظل داخل صعدة، حتى منتصف التسعينيات، حين انتقل إلى العاصمة صنعاء للعمل حارسا شخصيا لأخيه الأكبر (حسين) مؤسس المليشيات .

ولا يمتلك الحوثي أي شهادة تعليم نظامية، ولم يدخل مدرسة في حياته، واكتفى بالتعليم الديني على يد والده.

من هنا صنعت إيران من شخصيته نسخة أخرى مطابقة لوكيلها في لبنان حسن نصرالله، ليتماهى تماماً في تقليده بحركاته وأدائه الإعلامي.

وبرز اسم عبدالملك الحوثي، بعد مقتل شقيقه الأكبر حسين، عام 2004 على يد القوات الحكومية خلال حروب التمرد التي قادوها ضد الدولة في معقلهم الرئيس بصعدة.

وبدعم من والده، تصدر واجهة الجماعة وأصبح قائداً لها رغم صغر سنه وعدم امتلاكه أي خبرة.

وسار على خطى شقيقه حيث واصل خوض جولات حروب تمرد أخرى على الدولة حتى عام 2010.

ولم يكن له أي ظهور أو حضور خلال تلك الفترة، حيث تشير مصادر مقربة من الحوثيين إلى أنه كان يتلقى تدريبات على أيدي خبراء إيرانيين ومن حزب الله على الخطابة والحديث والاحتياطات الأمنية، بعد أن أصبح وكيل المشروع الإيراني الأول في اليمن.

واستغل الحوثيون الثورة ضد نظام على عبدالله صالح عام 2011، ليعلنوا عن انتقالهم من “حركة متمردة ضد الشرعية” إلى جزء من حراك احتجاجي تنتهي مطالبه دائماً باستخدام السلاح.

وعندما وجدت طهران الفرصة مواتية وقد أصبحت مليشيات الحوثي مسلحة ومجهزة، دفعتها إلى الانقضاض الكامل على السلطة الشرعية في سبتمبر/أيلول 2014.

تساقط رؤوس الإرهاب

وأمس الخميس، قال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة قتلت الريمي خلال إحدى عمليات مكافحة الإرهاب باليمن.

وأضاف ترامب، في بيان: “مارس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تحت قيادة الريمي قدرا هائلا من العنف ضد المدنيين في اليمن، وسعى لتنفيذ -وإيعاز بتنفيذ- هجمات عديدة ضد الولايات المتحدة وقواتنا”.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مسؤول استخباراتي، لم تسمه، قوله إن “سي آي إيه” نفذت الضربة باستخدام طائرة بدون طيار.

وأشار مسؤول آخر، لم تسمه، إلى أن الوكالة الأمريكية علمت بموقع الريمي من أحد المبلغين في اليمن نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الأمر الذي مكن الحكومة من بدء تعقبه باستخدام طائرات المراقبة بدون طيار.

وأوضحت الصحيفة أن الريمي (41 عاما) كان واحدًا من قادة القاعدة المتبقين الذين يعود أصلهم الإرهابي إلى حقبة ما قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.

ولم يقدم بيان البيت الأبيض تفاصيل كثيرة عن العملية، لكنه أشار إلى تنفيذها بناء على توجيهات الرئيس ترامب.

ويعد الريمي من أخطر الإرهابيين المطلوبين لدى الإدارة الأمريكية، بسبب تورطه في عمليات إرهابية استهدفت مدنيين وأجانب في مناطق مختلفة حول العالم.

كما أنه عمل مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في فترة ما، واعتقل أكثر من مرة قبل الإفراج عنه.

وانضم قاسم الريمي إلى تنظيم القاعدة وهو بعمر 15 عاما، بعد اختفائه وعائلته من محافظة ريمة اليمنية.

وسافر إلى أفغانستان وتدرج في المواقع القيادية وصولًا إلى درجة مدرب داخل معسكر تابع للقاعدة عام 2001.

وجاء مقتل الريمي بعد نحو شهر من مقتل قاسم سليماني، في غارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تقله على طريق مطار بغداد الدولي يوم ٣ يناير/كانون الثاني الماضي.

ويُعد فيلق القدس أداة الإرهاب الإيراني بالخارج، ومن أهم وظائفه غير المعلنة استئصال من تعدهم إيران أعداء لها، وتقديم الدعم والتدريب للكتائب والفرق المسلحة ذات الولاء المطلق لإيران، وهي مليشيات طائفية.

ومع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، نشط سليماني في التدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه ودعم الجماعات الطائفية التي تدين بالولاء لبلاده وإنشاء مليشيات موالية لها.

واتهمت الولايات المتحدة سليماني في 2008 بتدريب المليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق.

كما اعترف سليماني بأن طهران هي التي أسست مليشيات “الحشد الشعبي” التي تقاتل في العراق، وأكد الطبيعة الطائفية لتلك المليشيات وولاءها التام لإيران.

وجاء مقتل سليماني بعد نحو 3 شهور من كشف الرئيس الأمريكي، مقتل أبوبكر البغدادي، أكثر الإرهابيين المطلوبين في القرن الحديث، في عملية استغرقت ساعتين، وشاركت فيه نحو 8 مروحيات في إدلب السورية.

وأكد ترامب أن الجيش الأمريكي لم يفقد أيا من قواته خلال عملية استهداف البغدادي، بينما قُتل العديد من مرافقي زعيم داعش، لافتاً إلى أن القوات لاحقته حتى وصل إلى نهاية نفق مسدود بقرية باريشا في إدلب السورية، ثم فجّر نفسه مع 3 من أطفاله.

وخلال التفجير أصيب كلب كان ضمن وحدة النخبة التي شنت الهجوم على زعيم داعش.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق