بقلم - ايمان صادق
اقترب مني .. واقترب .. ثم اقترب اكثر حتى التصق جسده بجسدي .. ضمني بين احضانه ضمة امتلأت بكل معاني الحب والدفء والأمان ..شعرت بكل تلك المعاني تسري في كل جزء من جسدي ..وبدون شعور ابتسمت و تمتمت شفتاي (( أحبك .. بل أعشقك .. بل أهيم في كل جزء فيك .. فأنت من جعلني ابتسم )) فاقترب بشفاهه من وجهي الذي امتلأ خجلا وانا ارتقب ماذا عساه ان يصنع .. واذا بشفاهه تهمس في اذني بصوته العذب (( أنا عشقك الذي لن ينتهي .. أنا حبك السرمدي .. انا منك وانت مني لامعنى لي بدونك ولامعنى لك بدوني .. أنا عزتك وانت كرامتي .. انا وطنك الذي لن ينتهي الا بك )) ..
نعم ,,انه وطني الذي جعلني ابتسم في عالم تحيط به الاوجاع والآهات والمذلات ، فانت وهو وهي وهم من تجعلوننا نبتسم رغم الالم ..فلما تمنع هذه الابتسامات في وطني .. و لما نستبدلها بالأحزان والاوجاع وفي ايدينا نحن فقط ايقاف كل ألم ومحو كل وجع .. نعم نحن .. فنحن الوطن .. نحن من نبنيه .. ونحن من يهدمه .. بل نحن من صنع طغاته بالتصفيق لهم .. ونحن من سيوقفهم ويوقف كل قطرة دم يمني ان تنزف ..ليس شرطا بقوة السلاح وانما بوحدة الكلمة وقوة الرأي وحكمة العقل وحنكة في اللسان ، دع انت وهو دعوتي الحزبية والطائفية التي انهكت كل بيت يمني ، دعك من تلك الترهات والاوهام والخيالات الفكرية التي تبيح لك نزف دم انسان دونما مبرر تتقبله نفسك انت فكيف بعقلك .
انا وانت نحن الوطن .. فإما ان ندمر انفسنا ونستنزف قوانا في نزف دم بعضنا فينتهي الوطن وتنتهي اليمن ويتصارع المتصارعون على الوصاية عليها فقد اصبحت قاصر وعجز اهلها عن القيام بحقها ، واما ان نمزق غشاء الجهل والتخلف والرجعية في خلافاتنا وافكارنا المشتتة ، فنوحد كلمتنا وخلافاتنا الداخلية ونسوي وضعنا بقيمنا اليمنية ونمسك زمام الحكم لوطننا فنحن اولى به من غيرنا ، فتعود اليمن العصية في وجه كل من اراد ان يكون عليها وصيا ..
فيا اصحاب الرأي : وطنك .. هو من جعلك تبتسم ..هو مكانك الاول والاخير .. فعش لأجله لا لأجل ذاتك او فكرك او طائفتك او مذهبك ..عش لأجل اسعاد الانسانية فيه لا لدمارها .. احميه بعقلك فهو من سيجعلك تبتسم ..