بقلم - عدنان العديني
اتفاق بين حزب الله وأحرار الشام.. هكذا تقول الأخبار!
هل انتقلنا بالفعل إلى ما بعد الدولة الوطنية التي تغيب بالتدريج؟!
خبر آخر عن برزاني، وهو يلوح بالانفصال عن العراق..
هو إذاً عصر التحلل للدولة العربية القطرية وذوبانها داخل تنور المكونات الصغيرة التي لا ترى أكبر من موطئ أقدامها، وحولها ترسم حدود دولتها
دول صغيرة لن يعترف بها أحد غير شبيهاتها في موقع آخر ومهمتها التي ستنجزها هي إسقاط الدولة المعترف بها من كل العالم وإلقاء الكتل البشرية الكبرى داخل المنطقة في العراء.
إلى من سينتسب العراقي والسوري واللبناني واليمني في حال سقطت دولهم؟ وما هي الهوية السياسية التي سيتعرف بها إلى العالم؟ وهل سيبقى معنى للجواز الصادر عن دول المناطق الخضراء والمحميات التي بالكاد تحافظ على الرؤساء وحكوماتهم فيما بقية شعوبهم يصطلون بنيران الجماعات والتشكيلات والأحزمة.
المصير العراقي خير واعظ لنا في اليمن التي مازالت في أول الطريق وعليها ألا تسمح بهذه السكة أن تأخذها الى نفس المصير القاتم … رفض كل الكيانات العسكرية التي نشأت خارج الجيش الوطني مطلب يفرضه حرصنا على اليمن وحمايتها من التهديد الوجودي لنا في حال صمتنا عن أمر كهذا.
كل تشكيلات المقاومة يجب أن تخضع لسلطة الدولة أياً كان حالها، فمهما كان الوضع مرتبكاً في جهاز الجيش وغير منظم ولا فاعل فإن مخاطره لا تقارن بمخاطر وجود جيوش لا تمت للجيش بصلة داخل المجتمع ..
تدمج المقاومة في الجيش دون استثناء، ومن رفض فيعامل كعنصر تهديد للأمن القومي للبلد، على أن لا يسمح بإدماج من لا يؤمن بالجمهورية والتداول السلمي للسلطة والحريات العامة؛ إذ إننا لو فعلنا ذلك وسمحنا لهؤلاء بالتحول إلى قوة نظامية فكأنما سلمنا رقاب الشعب لمجموعة لا تؤمن به.
لا يجب أن ننقسم حول هذا المطلب الضروري الذي ترتبط به حياتنا ومستقبل أولادنا، فكل يوم نضيعه دون إخضاع الأحزمة والقوى والجماعات المسلحة لسلطة عامة يقربنا خطوة نحو المصير الذي لم يعد مجهولاً فقد بات واضحاً في أكثر من بلد.