بقلم - د كمال البعداني
عزيزي الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب في حكومة ( الشرعية ) المحترم : لقد استبشرنا خيرا عند انتخابكم رئيسا لمجلس النواب في شهر ابريل الماضي وخاصة بعد سماعنا لخطابكم الحماسي داخل المجلس بعد انتخابكم مباشرة . فقلنا الان سيكون لليمن صوت قوي يوم خفتت الكثير الكثير من الاصوات . فمرت على البلاد احداث جسام منذ شهر ابريل الماضي . ومع ذلك لم نرى لكم موقف .وكانت الصدمة الكبرى عند ابناء اليمن يوم قصف الطيران الاماراتي ما يقرب من ثلاثمائة ضابط وجندي يمني على ابواب عدن وابين في نهاية اغسطس الماضي ، حينها انتظروا جميعا لصوت وموقف الشيخ سلطان البركاني ولكنهم لم يروا موقف او يسمعوا صوت . عند استشهاد القائد عدنان الحمادي رحمه الله سارعتم الى ادانة تلك الجريمة ، وطالبتم بكشف خيوطها ووصفتم الأيادي التي امتدت اليه بانها( أيادِ آثمة امتدت اليه غيلة وقتلته غدراً ) . وقتل العميد الحمادي جريمة كبرى بلا شك ، والأيادِ التي امتدت اليه هي أياد آثمة والله ، ونحن نتفق معك في كل ما قلته وتشكر عليه . ولكن يا شيخ سلطان يا رئيس البرلمان المعترف به العالم الم يكن الثلاثمائة من قادة وضباط وافراد الجيش اليمني الذي قصفهم الطيران الاماراتي يستحقون منك مثل هذا الكلام على الاقل ان لم يكن اكثر ؟ الم تكن الايادِ التي قصفتهم غدرا وغيلة هي أيادِ آثمة كذلك ؟ فما لنا لم نرى لك موقف او نسمع لك صوت ؟ هل تتابع ما يحدث في شبوة وفي سقطرى وفي عدن ؟ هل تابعت الرسائل المرفوعة الى الرئيس هادي من محافظي شبوة وسقطرى بخصوص ما تصنعه الامارات هناك ؟ هل وهل وهل ؟ اين شجاعتك وخطاباتك الحماسية التي كنا نسمعها منك في ميدان السبعين وفي مجلس النواب ؟ قد يتردد هذا الوزير او ذاك المسؤول في حكومة ( الشرعية ) من الذين يهمهم المنصب قبل الوطن . قد يتردد عن نقد هذه الدولة او تلك او التعليق على ما يدور خوفاً من ان يقوم هادي بتغييره بطلب من التحالف كما جرت العادة مع الرئيس هادي في مثل هذه الحالات . ولكن ياشيخ سلطان انت بالذات لا يستطيع الرئيس هادي او غيره ان يعزلك من منصبك الا في حالة انه يصدر قرارا بحل مجلس النواب مصحوبا بالدعوة الى انتخابات برلمانية خلال ستين يوم وهذا هو المستحيل بذاته في هذه الظروف . فلماذا هذا الصمت اذا ولماذا هذا الموقف الكارثي منك ؟ قد يرى البعض ان لك طموح سياسي لماهو اكبر من رئاسة مجلس النواب ولهذا يرون انك حريص على كسب ود الاطراف المؤثرة في القرار اليمني على حساب وطنك ومستقبله من خلال ترديدك لمن حولك عبارة ( لا نريد مشاكل مع احد ) . فإن صح ذلك فعليك ان تدرك وانت صاحب تجارب سياسية ان الحسابات الخاطئة من النخب السياسية اليمنية على مختلف مستوياتها هي التي اوصلتنا جميعا الى هذا الوضع . وهناك مثل شامي يقول : حسابات الحقل غير حسابات البندر. ويقابله مثل يمني يقول : حسابات المجران غير حسابات الجربة ، وليس بهذه الطريقة وهذه المواقف يكون الوصول الى الهدف ان كان هذا فعلا . ياشيخ سلطان اياك ان تعيش اسيرا للماضي وتكون مواقفك تبعاً لذلك فانت الان رئيسا للبرلمان اليمني المعترف به وليس رئيسا لكتلة حزب في هذا البرلمان . انت ابن هذه البلاد ومن الاسر العريقة فيها فاياك ان تحابي هذه الدولة او تلك او حتى جماعة ما على حساب وطنك ومستقبله. فمن يحابيك اليوم سيتخلى عنك في الغد وهو في الواقع ينظر اليك عكس النظرة التي تعتقدها . الحياة موقف والتاريخ كلمة . فليكن لك موقف من كل ما يدور في بلدك من محاولة تفكيكه وتفخيخ مستقبله . وليكن لك كلمة من محاولة السطو على بعض اجزاءه . يا شيخ سلطان يا رئيس البرلمان . انت تعلم ان معنا رئيس تحترق اليمن وتحدث فيه احداث جسام تلهب الشارع كله ويتفاعل معها الجميع . فيناديه الصغير والكبير ويطالبونه باتخاذ موقف من هذا الفعل او ذاك او الخروج لمخاطبة ابناء شعبه بما يحصل ولكن دون فائدة . وزاد الطين بله انه اصدر قرارا بتعيين رئيس حكومة كان اول تصريح له انه لا دخل له في السياسة وهذه سابقة لم يسبقه اليها احد في العالم كله . فاصبح الشعب امام رئيس نائم ورئيس حكومة لا دخل له في السياسة . ونخب سياسية منبطحة وتائهة وتكيد لبعضها . فلما تم انتخابكم رئيسا للبرلمان قلنا : جاء الفرج جاء قميص يوسف .جاء الشيخ سلطان صاحب اللسان السليط والموقف الشجاع والذي لا يستطيع هادي عزله بسبب مواقفه الشجاعة كما فعل مع الكثير . ولكنا بعد ذلك وللاسف الشديد لم نجد فيك قميص يوسف بل وجدناك واليت اخوة يوسف كما فعل الكثير غيرك على حساب هذا الشعب الملقى في ( الجُب ) . منذ انتخابك لم نرى لك موقف واحد مما يدور يوميا في البلاد .. الشيئ الوحيد الذي رأيناه هي تلك (القُبلة ) الشفوية التي ارسلتها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان اثناء اجتماعه بالبرلمان اليمني في الرياض. ولولا ان الكاميرا التقطتها ما شاهدناها. ومع ذلك قلنا حينها اذا كانت تلك القُبلة المرسلة هي من اجل اليمن فانعم بها من قُبلة . ياشيخ سلطان موقعك انت الان هو اقوى موقع محصن داخل منظومة الشرعية المسجونة والبرلمان هو الممثل للشعب والناطق باسمه لذلك نخاطبك . والله وحده يعلم اني اخاطبك صادقا ومشفقا عليك من التاريخ الذي لا يرحم ، ولكي تتضح لك الصورة اكثر اقول لك : والله الذي لا اله غيره . يمين احاسب عليها يوم اقف امام الله اني لا انتمي لاي حزب او جماعة . اقول لك ذلك حتى لا تصنف رسالتي هذه اليك تحت اي عنوان .. انا واحد من الناس يا شيخ سلطان. واحد من هذا الشعب المقهور المغدور . واحد من ملايين اليمنيين من الذين طحنتهم هذه الحرب ومن الذين يرون بلادهم تنساب من بين ايديهم كما تنساب رمال الصحراء بين الاصابع . نتيجة غدر وفجور جيرانهم . ونتيجة فشل وانبطاح وخيانة نخبهم السياسية على مختلف المستويات علموا ذلك ام لم يعلموا .. فهل من موقف؟ فما يزال في الامر متسع . #كمال _البعداني