قالت منظمات إغاثة دولية عدة إن مدينة الحديدة المزدحمة التي ركز عليها اتفاق السلام الذي تم توقيعه في السويد العام الماضي لا تزال أخطر مكان في الدولة العربية الفقيرة التي مزقتها الحرب.
وذكرت 15 وكالة إغاثية، من بينها المجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة كير الدولية، وأطباء العالم، وأوكسفام، إن 799 مدنيا قتلوا وأصيبوا في الحديدة منذ توقيع الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.”هذه أكبر حصيلة قتلى في جميع أنحاء البلاد. بصفتنا وكالات إغاثية تعمل في اليمن، نشعر بالغضب لأنه بعد مرور ما يقرب من خمس سنوات، ما زال اليمنيون يعانون من أزمة إنسانية كبيرة تغذيها الصراعات”، وفقا للبيان.
وقال البيان “لا يزال المدنيون يتحملون وطأة العنف. دُمرت منازل ومزارع وأسواق ومرافق صحية، ما أدى لتفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل. بدأ الصراع في اليمن عام 2014، عندما اجتاح المتمردون الحوثيون العاصمة صنعاء ومعظم مناطق الشمال، ما دفع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا للدخول في حرب أهلية أودت بحياة عشرات الآلاف”.
وتابع ” تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية عام 2015، وشن حربا ضد الحوثيين في محاولة لإعادة السلطة إلى حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. كما أدى القتال في أفقر دولة بالعالم العربي إلى نقص الغذاء والرعاية الطبية ودفع البلاد إلى شفا مجاعة”.
وتحدثت المنظمات عن توقيع طرفي الحرب على اتفاق بوساطة الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في السويد تضمن وقف إطلاق النار في الحديدة، وتبادل أكثر من 15000 سجين. لكن الاتفاق لم ينفذ بالكامل. وقالت المنظمات “ثمة عائلات تواصل الفرار للحفاظ على حياتها، اقتلعت الحرب ما يقرب من 390 ألف يمني من ديارهم في جميع أنحاء البلاد حتى الآن”. وأشارت إلى أن محافظات تعز والضالع وحجة تأتي بعد الحديدة في مستوى الخطورة.
ونص البيان على أنه رغم انخفاض العدد الإجمالي للقتلى، حيث قتل 1008 مدنيين بسبب العنف المسلح حتى الآن هذا العام في جميع أنحاء اليمن، فهو أقل من العام الماضي الذي قتل فيه 2049 شخصا، إلا أن البلاد لا تزال تواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم. “عشرة ملايين شخص يواجهون المجاعة، ويعاني 7 ملايين منهم من سوء التغذية. إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، فقد نشهد خمس سنوات أخرى من الصراع، وهذه كارثة أكبر للمدنيين”، بحسب البيان.