يحافظ رئيس الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً على رصيده “الصفري” سياسياً وشعبياً ويلازم مقر إقامته في قصر “معاشيق” بالعاصمة المؤقتة عدن ممارساً هوايته في تجاوز مراحل لعبة “ببجي”.
خدع وحيل وأساطير تمر بها اللعبة أتقنها “معين عبدالملك” وبجدارة وبات يصرف “وعوداً” يحاول من خلالها تقمص “اللاعب المحترف” والعارف بمكامن الأمور ويبحث عن “الثغرات” للوصول إلى مبتغاه المتمثل في البقاء على “كرسي” المنصب وصب النار على من يقترب منه او يهدده.
الشاب الاربعيني المتخصص في فنون الهندسة والعمارة والتخطيط العمراني، أجاد كثيراً التهرب من المسؤولية رافعاً شعار “لست أنا” في القضايا السياسية والعسكرية والأمنية، تاركاً الحبل على الغارب لتدخل القاصي والداني في شؤون بلده المنكوب إثر انقلاب ميليشاوي هد “المعبد” وأحال اليمن السعيد خراباً وزاد خرابه بعد صعود “الطارئ الجديد” إلى رئاسة الحكومة.
حتى الخدمات التي أعلن أنه ستكون أولى أولوياته وسيعمل على تأهيلها وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، تردت وبشكل لافت بعد توليه المنصب في ابريل 2018، فالساعات الست اليومية التي كانتا تضيء العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة صارت ساعتين لتحيل حياة المواطنين جحيماً ولظى يسعر أجسادهم ولهيباً يهد كيانه ويحيله رماداً في ظل “وعود السراب” التي يحسبها الضمآن ماء حتى إذا اقترب منها لم يجدها شيئاً.
لا يعترف “الطارئ الجديد” على السياسة وأساليب الحكم أو يقر بالمثل القائل “رحم الله امرئ عرف قدر نفسه” ويصر على أنه صاحب “العصا السحرية” ويمتلك زمام المبادرة في إعادة أمجاد اليمن من باب “لا أعرف” و”لست أنا” و”لست المعني”.
في واقعة جديدة تم تسجيلها مؤخراً، يرويها الناشط سالم العولقي في حسابه على “تويتر” قائلاً “امتنع رئيس الحكومة عن صرف مستحقات شريكة اجريكو للطاقة المشتراه والخاصة بكهرباء شبوة”.
يضيف العولقي ساخطاً “عند مطالبته بالدفع من احد المقربين له من أبناء شبوة في عدن قال وبالحرف الواحد، “ايش تشتون (ماذا تريدون) في الكهرباء يا بدو عيشوا مثل أجدادكم”، لافتاً إلى أن رد الشبواني عليه كان “يا معالي رئيس الوزراء عندما ضاعت الجمهورية وتكالب عليها الانقلابيون وقفت كصخرة صماء تحطمت عليها مشاريع الانقلابات الحوثية والانتقالية..يا معالي الرئيس بداوتنا ليست عيبا حتى تعيرنا بها فليس لاحد فضل علينا”.
محافظة شبوة ترفد خزينة الدولة بملايين الدولارات ثم تغرق المحافظة كاملة في الظلام بسبب عدم تسديد مستحقات الطاقة المشتراة وكل ذلك بتعنت من رئيس وزراء “الشر” معين عبدالملك، يتابع الناشط سالم العولقي.
يتوقع معين عبدالملك أنه وبلسان الإمامة البغيضة وعصور الظلام اليمني “من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق” امتلك “سِرّ المعبد” وأصبح سادناً يقدم له القرابين طلباً للرضى أو العون أو النصرة، لكنه فيما يبدو يسعى جاهداً إلى تعزيز رصيده “الصفري” وطمس رصيده – إن كان له – حتى كمواطن عادي بعد أن تدور الدائرة وينزل من على كرسي “الحلاّق”.
يسعى رئيس الحكومة، كما يقول مراقبون، عبر ظهوره في شاشات التلفزة سارداً “تاريخ اليمن الحزين” منذ الانقلاب، الظهور بالشخصية المتزنة الممسكة بـ”العصا” من الوسط والتحذير من تكرار سيناريو الصراع و”الانقلابات” التي صارت ملازمة للمشهد اليمني منذ “انتفاشة الحوثيين” التي نفخ فيها، طالباً العون لـ”معين” لتسجيل “نقطة جديدة” تضاف إلى “صندوق النقاط” الفارغ حتى اللحظة بحثاً عن “مجد الشخصي” على حساب وطن تتلاطمه الأمواج.
وبحسب مراقبين، يعود معين عبدالملك الذي حصل على صك “شرعي” من “شرعية” مهترئة بليت بها اليمن، عقب كل ظهور ولقاء إلى هاتفه لمواصلة حصد النقاط في لعبة “ببجي” التي أدمنها وفتح صناديقها بحثاً عن “النهاية” التي ستوصله إلى “بر الأمان” ليبقى في منصبه في أي “مرحلة جديدة” وهذه المرة من باب “اتفاق الرياض” ليكشف فيما بعد عن وجهه الحقيقي الذي يحاول إخفائه الطفل الوديع “الطائع” لمن يبقيه في مكانه.
ولا يخجل “الطارئ الجديد” في ممارسة لعبة مكشوفة تستهدف شخص الرئيس عبدربه منصور هادي والطعن فيها وإن لم يقلها صراحة، إلا أنه يصر على التماهي مع القوى الجديدة الصاعدة في المناطق المحررة والاقتراب منها بقراراته المعلنة.
وفي هذا الصدد يقول الناشط سالم العولقي في تغريدة أخرى على حسابه”: “معين عبدالملك صرف خلال هذا الاسبوع ما يزيد عن ثلاثين مليون ريال موازنة تشغيلية لصحيفة 14 اكتوبر التي يسيطر عليها الانقلابيون في عدن”.
ويضيف العولقي “صحيفة اكتوبر محتلة وتشتم الشرعية ليل نهار بينما يقوم رئيس وزراء “الشر” بدعمها بميزانية تشغيلية”.
واعتبر العولقي أن معين عبدالملك “رئيس وزراء ضعيف متماهي مع الانقلاب بشقيه”، حسب قوله.
يبدو أن الايام المقبلة كفيلة بالإفصاح أكثر عن شخصية “الصاعد الطارئ” ولاعب “البوبجي” و”حامل المباخر” الجديد، والكشف عن وجهته المقبلة لإعادة تدوير نفسه من خلال القوى الجديدة ولو اضطر الامر إلى إعلان نفسه كـ”أمير الانقلابيين”.