بقلم - محمد فضل مرشد
يكشف ترقب يعيشه الشارع اليمني لإنجاز اتفاق الرياض التاريخي عن تأييد شعبي غير مسبوق للرئيس عبد ربه منصور هادي وحكمته في احتواء كافة مكونات النسيج الوطني جنوبا وشمالا، وتوحيدهم بمشروع بناء الدولة الاتحادية الحديثة.
فمؤسسات وأجهزة الدولة وما يرتبط بها من مقومات معيشة المواطنين.. جميعها كادت أن تطيح بها بالأمس القريب طبول الحرب والاقتتال والصراع التي تقض سكينة الجنوب طوال العامين الماضيين وكانت ستقضي على الجميع دون استثناء، إن لم تجد من الرئيس (هادي) ما وجدته من حكمة قيادية وحنكة سياسية حولت باقتدار الأزمة إلى فرصة لمعالجة أشد الملفات تعقيدا في الساحة اليمنية منذ عقود خلت، وبوابة للعبور بمختلف القوى السياسية في البلاد صوب ما يحقق تطلعات المواطنين في الاستقرار والأمن وتحسين المعيشة والخدمات.
في المقابل، تستميت جهات ترى في اتفاق الرياض تهديدا لنفوذها وفسادها، كونه سيضع لها حدا بما يتضمنه من اليات وبنود تفرض هيبة الدولة وتعزز حضور مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات المحررة، لذلك استبقت الإعلان النهائي للاتفاق بترويج مغالطات تصفه بأنه تقاسم للسلطة بين طرفين متصارعين في المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية اليمنية.
الأكيد أن اتفاق الرياض التاريخي، وبحسب مراقبون ومحللون سياسيون يمنيون وخليجيون، يعد انجاز استثنائي تفرد بتحقيقه الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك لما يمثله الاتفاق من مشروع وطني يضمد جراح الجنوب ويعيد للجنوبيين مكانتهم وحقوقهم من جانب، وفي الجانب الآخر يكفل تحرير الشمال والانتصار للشماليين من مليشيات الحوثي الإيرانية عاجلا، وفي المحصلة يوحد اليمنيين بمعركة مصيرية لاستعادة وطنهم وبناء دولته الحديثة.
وتأكيدا لأهمية انجاز الرئيس (هادي) لاتفاق الرياض، شدد السياسي الكويتي البارز فهد الشليمي، بأن كل من يسعى لإفشال الاتفاق هو خائن للشعب اليمني.
الشليمي قال بمنشور كتبه أمس بموقع (تويتر): “من يحاول إفشال اتفاق الرياض فهو خائن وعميل لمشروع الحوثي ولا يريد الاستقرار لليمن والابتعاد عن الحروب”.
ويضيف السياسي والمحلل الكويتي قائلا: “شأن اليمن في قلوبنا وعزيز علينا بجميع مكوناته، والاتفاق الأخير بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي برعاية السعودية بادرة خير وإيجابية، وكل من يعارض المبادرة السعودية فهو عميل لمشروع الحوثي ولا يريد الاستقرار لليمن”.
بدوره أشاد المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بجهود المملكة العربية السعودية وقيادة الشرعية اليمنية في توحيد كافة الأطراف الوطنية للتصدي لميلشيات الحوثي من خلال انجاز اتفاق الرياض.
وأكد السفير البحريني جمال فارس الرويعي، يوم الثلاثاء، خلال مشاركته في جلسة لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، أن اتفاق الرياض يعزز “التوصل لحل سلمي بما يضمن وحدة اليمن وسلامة أراضيه وجواره الإقليمي”، مشددا على “التزام مملكة البحرين مع أشقائها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ببذل الجهود ليستتب الأمن والاستقرار في اليمن”.
وبالعودة إلى الجهود الأخوية الصادقة لقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودعمها للرئيس عبدربه منصور هادي وشرعيته، فقد كشف المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، تفاصيل مرحلة هامة ستعقب توقيع اتفاق الرياض، معلنا عن بشرة سارة للمواطنين في عدن والمحافظات المناطق المحررة الواقعة ضمن سلطة الحكومة الشرعية، ستغير أوضاعهم وتنهي معاناتهم المعيشية والخدماتية.
وأكد المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، في كلمة السعودية التي ألقاها في جلسة مجلس الأمن المنعقدة حول الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء، أن توقيع اتفاق الرياض سيلحقه تدشين مرحلة جديدة في المناطق المحررة وتشمل تنفيذ خطوات سياسية تعزز الاستقرار والأمن ومشاريع خدماتية واقتصادية غير مسبوقة بتاريخ اليمن تنهي معاناة المواطنين بدعم ورعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وقال إن “المملكة تقدم الدعم الكامل للحكومة اليمنية والشعب اليمني الشقيق في ظل الأزمة التي يمر بها اليمن وفي شتى المجالات من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل وإعادة الاستقرار لليمن”.
وأوضح المعلمي “أن المملكة استضافت الحوار بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للتوحد وتقريب وجهات النظر في حل الأزمة اليمنية ومواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وقد تم التوصل إلى اتفاق الرياض المتوقع إعلانه قريباً”.
وأضاف المعلمي: “الذي سينتج عن اتفاق الرياض مرحلة تطويرية جديدة لحكومة اليمن الشقيق تقودها كفاءات سياسية، تضم أربعة وعشرين وزيراً مهمتها توحيد الصف وتسخير مؤسسات الدولة لخدمة الشعب اليمني بجميع مكوناته والعمل على تلبية احتياجاته المعيشية”.