ذكر تقرير صحفي إسرائيلي أن “كتابا جديدا صدر للجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب الإسرائيلية بعنوان “المنبه”، يسلط الضوء على أهم الأحداث الأمنية والسياسية المهمة في تاريخ إسرائيل، خاصة منذ حرب لبنان الأولى 1982، التي اندلعت في عهد حكومة مناحيم بيغن وحتى يومنا هذا”.
وأضاف التقرير الذي نشره المعهد المقدسي للشؤون العامة والدولة، وترجمته “عربي21” أن “السفير الإسرائيلي فاردي إيتان اختار مقتطفات من الكتاب، خاصة أن مؤلفه عاموس غلعاد، الجنرال الأمني المتمرس، وذو الخبرة الطويلة المخضرمة، لا يتردد في كشف بعض المعلومات السرية التي واكبها بنفسه، ورآها بأم العين”.
خلافات الجنرالات
ينبه الكاتب إلى أن “القارئ الإسرائيلي حين ينتهي من قراءة الكتاب سيطرح أسئلة مقلقة؛ إن كان غلعاد محقا فيما ذهب إليه، فلماذا غلب على السلوك العام للجيش والحكومة في عدد من الأحداث الخطيرة حالة من الإرباك والتخبط، ولماذا لم يتم استخلاص الدروس والعبر بعد كل حادثة، والوقوع في الأخطاء ذاتها في الأحداث اللاحقة، ولماذا لم تأخذ الأوساط الأمنية والعسكرية تحذيرات خبراء الاستخبارات بعين الاعتبار، بل أهملوها؟”.
ويشير إلى أن “الكتاب ليس سيرة ذاتية لغلعاد، بل عبارة عن حوار امتد لعامين مع الصحفي المخضرم شمعون شيفر، وجاء في 245 صفحة، واحتوى على 17 جزءا، مع مقدمة وملحق و16 صورة حصرية، وشمل الكتاب أسئلة صعبة، لكن إجابات غلعاد جاءت بسيطة معبرة للقارئ، فهو لم يتجاهل التفاصيل، ولم يقفز عن الإخفاقات”.
وأكد أن “غلعاد لا يتردد في الكشف عن حروب الظلال التي تحصل بين جنرالات الموساد والاستخبارات العسكرية، والصراعات الجدية بين أقطاب المؤسسة العسكرية والأمنية، فضلا عن غياب التنسيق بين المستويين السياسي والعسكري، والملاحظات التي تضعها وزارة الخارجية لدى اتخاذ أي موقف إسرائيلي عسكري أو أمني، آخذة بعين الاعتبار التطورات السياسية الإقليمية والدولية”.
وأوضح أن “الكتاب يتوسع في الحديث عن حرب لبنان الأولى، التي تخللها إقامة حلف إسرائيلي مع الكتائب اللبنانية المسيحية، وتبين لاحقا أنه حلف مكسور، موجها انتقادا ضمنيا لجهاز الموساد صاحب فكرة هذا التحالف، رغم أن غلعاد لم يؤمن منذ البداية بالتحالف مع هذه الكتائب، ويشرح مطولا أسباب ذلك”.
إسرائيل والمصيدة
وأكد أن “بعض دروس واستخلاصات حرب لبنان الأولى ما زالت تلاحق إسرائيل حتى اليوم، مع العلم أن الكتاب يمتنع عن نشر بعض التفاصيل عن تلك الحقبة بسبب الرقابة العسكرية التي حظرت نشرها، لكن أحد أهم دروس إسرائيل من تلك الحرب، أنها لا تستطيع تغيير أو فرض أنظمة في لبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، كما فشل نموذج فرض بشير الجميل على اللبنانيين”.
الكتاب ينفرد بإعطاء “قراءة مستفيضة عن ياسر عرفات، والعمليات المسلحة، والفشل المدوي لاتفاق أوسلو، والانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى 1987 والثانية 2000، وكل محاولات حل القضية الفلسطينية، ويشرح كيف أن إسرائيل وقعت في المصيدة بين مرة وأخرى”.
يتهم غلعاد “عرفات بأنه عدو مرير، لأنه رفع راية السلام من جهة، ومن جهة أخرى اعتقد أن إسرائيل سوف تنكسر في النهاية، وخلال 50-60 عاما لن تبقى قائمة، عرفات ليس كمحمود عباس رغم كل ما يقال عنه بين الإسرائيليين، فهو يرفض العمليات المسلحة، ليس لأنه يحبنا، ولكن لأنه يحب نفسه”.
ويرى غلعاد أن “اتفاق أوسلو من الأخطاء الكبرى في تاريخ إسرائيل التي عايشها طوال عمله في المنظومة الاستخبارية، متهما جهاز الشاباك بأنه فرط في فرصة تاريخية عندما لم يقدم تحذيراته باندلاع الانتفاضة الثانية”.
ياسر عرفات
يكشف غلعاد في كتابه “عن لقاءاته السرية مع عرفات في تونس بحضور الجنرال جاك ناريه مبعوث رابين الشخصي، وقبلها بادر شمعون بيريس بإيفاد مبعوثيه السريين للقاء عرفات منذ 1987، حين كان التواصل مع منظمة التحرير محظورا نهائيا في إسرائيل، وقد قام بذلك دون علم رئيسي الحكومة في حينه إسحق شامير وإسحق رابين”.
السيسي المعجزة!
يفرد غلعاد فصلا خاصا عن “علاقاته الإيجابية مع القيادة العسكرية والاستخبارية في مصر، وعلاقاته الشخصية مع عبد الفتاح السيسي، الذي نفذ معجزة في الدقيقة التسعين، حين أخرج مصر من أيدي الإخوان المسلمين، وقد أخطأ الرئيس باراك أوباما والأوروبيون حين اعتقدوا أن الإخوان المسلمين سيقيمون دولة ديمقراطية في العالم العربي”.
كما ينتقل غلعاد في الحديث “عن علاقاته الطيبة مع الأردن، مؤكدا أن إسرائيل يجب أن تتخلى عن فرضية أن الأردن هو فلسطين، لأننا لن نعثر على فلسطيني واحد يتنازل عن فلسطين وطنا له”.
يتطرق الكتاب إلى “كيفية عمل الاستخبارات الإسرائيلية في تعقب الوضع الصحي للرؤساء العرب، ومدى قدرتهم على البقاء على رأس السلطة في بلادهم، لاسيما حسني مبارك وحافظ الأسد”.