إثر بيان مشترك للتحالف.. سخط عارم يجتاح منصات التواصل، والمملكة تدخل دائرة الشك

Editor9 سبتمبر 2019
إثر بيان مشترك للتحالف.. سخط عارم يجتاح منصات التواصل، والمملكة تدخل دائرة الشك

شن قطاع واسع من اليمنيين هجوماً حاداً على قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في أعقاب بيان مشترك لهما إزاء تطورات الأوضاع جنوب البلاد.

وكانت كل من أبوظبي والرياض قد دعتا  في البيان الصادر اليوم الأحد الطرفين إلى وقف أي تحركات أو نشاطات عسكرية وكذا وقف التصعيد الإعلامي تمهيداً لانخراطهما في الحوار الذي من المقرر أن يقام في مدينة جدة برعاية سعودية.

صحفيون وناشطون وسياسيون من كل المشارب رأوا أن البيان المشترك يمثل إمعاناً خليجياً في اغتيال كل بارقة أمل تلوح أمام اليمنيين في عودة المسار إلى وضعه الذي كان عليه قبل التمرد الذي مولته الإمارات ونفذته عبر أذرعها المسلحة في العاصمة المؤقتة عدن.

في حين يرى قطاع آخر بأن التحالف يمارس – كعادته – هواية التلاعب بمصائر اليمنيين، دون أي اكتراث لخطورة المرحلة وقابليتها للانفجار على احتمالات صفرية لن تبقي معها أحداً في مأمن، حتى دول الخليج المتخمة المال والغباء السياسي.


ترسيخ لواقع “شاذ”

الصحفي ومدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن سعيد ثابت، قال إن البيان يحاول ترسيخ واقع “شاذ” نشأ في العاشر من أغسطس الماضي، وشرعنة مناطق النفوذ بالجنوب بين طرفي التحالف.

وتابع القول: البيان يسعى الى منع الحكومة الشرعية من تقديم اي شكوى ضد الامارات وإخراس الأصوات المنددة والمستنكرة للأفعال ضد اليمن وسيادته ووحدة أراضيه، كما يصف على الحكومة في عدن وما تلا ذلك من انتهاكات بـ “الفتنة” فقط.

 

 

تجاهل دم يمني مسفوك

وندد الصحفي عامر الدميني بالبيان السعودي الإماراتي، مشيراً إلى أنه “تجاهل بكل وقاحة دم 300 يمني قصفتهم طائرة الإمارات ولم يتطرق له من قريب أو بعيد” بحسب ما كتبه على صفحته الشخصية بمنصة (فيس بوك).

وقال الدميني إن جميع البيانات السعودية تجاهلت التطرق لهذه الواقعة ما يشير إلى أن الرياض قد تجاوزت هذه القضية بشكل تام.

وأضاف: رخيص من لم يزل يعول على هذه الدولتين أن تعيد له شرعية ودولة وبلد.

إمعان في ترسيخ العربدة الإماراتية

بدوره قال وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان، إن” الإقرار بالواقع الشاذ الذي نشأ في (عدن، لحج، أبين) جراء التمرد على الدولة وشرعنته، ليس في صالح الشرعية ولا السعودية، وسيزيد من عربدة الإمارات وأطماعها التوسعية”.

وأضاف في تغريدة على حسابه بتويتر، أن “إنهاء التمرد وعودة الحكومة لعدن أو انتظروا جولة جديدة وتمرد آخر تزهق فيه الأنفس ويتسع الشرخ ويصعب العلاج”.

صراع أجنحة أم تبادل أدوار؟

من اللافت في البيانات الصادرة من السعودية منذ بداية الأزمة في عدن، مشتركة أو فردية، التصادم فيما بينها جميعاً، حيث حملت رسائل متضادة، الأمر الذي زاد من فوضوية المشهد وعتامة الأفق.

ويرى قطاع من اليمنيين أن هذه البيانات المتصادمة ليست إلا ترجمة طبيعية لصراع أجنحة متضادة داخل البيت السعودي الواحد.

وفي هذا الصدد يقول الناشط طارق البنا أن “صراع الأجنحة واللوبيهات داخل السعودية نفسها، يشتعل كل يوم أكثر”.

البنا قال أن البيانات ليست سوى حبر على ورق، وأن تعامل الحكومة اليمنية معه ومع دعوات الحوار مع الإنفصاليين هي المحك والمقياس.

 

 

 

ولا يتفق كثيرون حول هذا الرأي في تفسير تصادم البيانات، ويسوقون أسباباً أخرى في محاولة لاستقراء هذه الفوضى.

وفي هذا الصدد يرى الصحفي مصطفى راجح أن السعودية ضالعة في التآمر على اليمن، وأن صراعات اللوبيهات السعودية مجرد أوهام.

ويقول راجح: من إفرازات العجز أن يتحسر البعض على البيان الثاني للسعودية والإمارات لأنه عكر عليه الإحتفاء بالبيان الأول. ومن ذلك نوع ثاني لا يريد أن ينظر للسعودية وهي عارية فيذهب لتفسير يقول أن هناك إنقسام داخل في الرياض يتجلى من خلال بيانين شبه متناقضين في يومين.

انقياد سعودي لأبوظبي

يرى المحلل السياسي، الدكتور كمال البعداني أن البيان يؤكد المؤكد: خضوع السعودية بشكل تام لرغبات ونزوات الإمارات في المنطقة بأسرها، وهو ما يعني أن السعودية صارت الإمارة الثامنة في حظيرة الدولة الإماراتية.

وفي هذا الصدد يقول: من خلال البيان المشترك  الذي اصدرته السعودية والامارات  هذا اليوم . يتضح بما لا يدع مجالا  للشك  تأثير  الامارات  على  القرار  السياسي السعودي  . وعليه  فإن  عبارة  الامارتي سعودي  والسعودي اماراتي  غير صحيحة . بل السعودي اماراتي والاماراتي اماراتي.

التعرية الإعلامية.. أكبر مخاوف أبوظبي

يقول المحلل السياسي محمد المحيميد أن الدعوة الصريحة التي حملها البيان لوقف التصعيد الإعلامي تكشف مقدار الأذى الذي تلحقه الحملات اليمنية الإليكترونية بأبوظبي.

وقال في تغريدة له: الملاحظ في كل بيان أن الإمارات تطالب بالتهدئة الإعلامية.. هنا الوجع فاضغطوا عليه.

 

 

 

وقال الناشط السياسي محمد مهيوب أن المهم الدعوة لوقف التصعيد الاعلامي هو ما ازعج الإمارات.

وتابع القول: لا يعرفون ان هشتاقاتنا ستصل لكل العالم وأننا مستمرون بالحرب ضدها وفضحها عبر الاعلام في كل أصقاع الأرض.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق