تاريخ اغتيال الدولة والمواطنة!

محرر 219 يوليو 2017
تاريخ اغتيال الدولة والمواطنة!
علي عبد الملك الشيباني
علي عبد الملك الشيباني

بقلم - علي عبد الملك الشيباني

في مثل هذا التاريخ 17 – 7 من كل عام , يحتفل المنتفعون ومعهم ” المقفلون ” اليمنيون وكل حملة ثقافة الفيد والنهب وعتاولة الفساد ومدمنوا نهب المال العام , والمستفيدين من نظام علي صالح بصعوده الى كرسي الحكم عقب اغتيال القائد الشهيد ابراهيم الحمدي واخيه عبد الله بأداة يمنية واشراف وتمويل سعودي وداعم دولي.

– في مثل هذا التاريخ من العام 78 جرى اغتيال الدولة التي كان قد اسسها وارسى مداميكها الشهيد الحمدي , في توازي مع تدمير ممنهج لقيم المواطنة واستبدالها بمواطنة متعددة الشرائح المناطقية والجهوية والطائفية والاسرية.

– في مثل هذا التاريخ تم تجريف اخلاقيات وقيم المجتمع والعبث بتعايشه , ومن ثم اذكاء الصراعات القبلية وتجذير ثقافة مطلع ومنزل وزيدي وشافعي وحاشدي وبكيلي , ومن ثم شمالي وجنوبي ووحدوي وانفصالي , وكل ماقاد الى تفتيت المجتمع على كل المستويات.

– في مثل هذا التاريخ انطلقت سياسات تجهيل المجتمع بشكل ممنهج وبإمكانيات السلطة وبنكها المركزي , بدءا بضرب التعليم , واحلال ثقافة ” المزقاوه ” وحمرة العين ” والذييه والبسمة” محل مخرجات العملية التعليمية المفترضة.

– في هذا التاريخ برزت وتجذرت سلوكيات قطع الطريق والاختطاف والقطاعات القبلية وغياب الامن وتسيد القبيلة.

– في هذا التاريخ ذبح القانون وسحل الدستور , وثبت مكانهما ثقافة وقيم ماقبل الدولة على نحو المحدعش والمربوع وذبح الاثوار والهجر والتحكيم , والتي شملت رجال الدولة الذين يتعرضون لحالات الامتهان ومواقف التجريح والاعتداء بالضرب كما حدث مع رئيس الوزراء انذاك الدكتور حسن مكي. – في هذا التاريخ افرغت المؤسستان العسكرية والامنية من وظيفتيهما , وصارتا بتشكيلتيهما المناطقية والطائفية اداة بيد الحاكم وحفظ كرسي الحكم , كما قدمتا نفسيهما اشبه بعصابه منها لمؤسسات معنية بحفظ الامن وسيادة البلد.

– في هذا التاريخ جرى التنازل عن نجران وعسير وجيزان والشرورة والوديعة , وبمساحة اجمالية قدرها 265 الف كم2 , مقابل عائدات مالية ضخمة ذهبت الى حسابات الحاكم ورئيس وزراءه , دون حتى الحفاظ على شروط اتفاقية الامام.

– في هذا التاريخ من عام النحس بدء العمل باعتماد معايير قلة الحياة والرخص والابتذال في شغل الوظائف القيادية , في تعارض فاضح مع كل المعايير السائدة في العالم ومضامين المنطق.

– في هذا التاريخ تم الاساءة لاهم منجز وطني ضحى الكثيرون من اجل بلوغه وفي مقدمتهم الرئيس الحمدي الا وهو هدف الوحدة اليمنية التي تحولت الى وسيلة للانتقام من هزائم مضت , وما ترتب على حرب 94 من فيد ونهب واقصاء وتحقير وصراعات نشعر ازاءها بالالم والحزن حين نقارنها بالوحدة الالمانية المشابهة لجريمة وحدتنا وما ارتبط بها طوال 27 عاما من سياسات الغلبة.

– هذا التاريخ يمثل مصدر وجذر واصل كل المشاكل والحروب والتفرقة والصراعات بمختلف مضامينها , بل ومنبع مانعيشه اليوم من خطورة اوضاع لم يسبق للبلد ان عاشته من قبل.

– 17 – 7 – 1978 تاريخ كارثة البلد الحقيقة والتي سنعاني منها ومن تداعياتها لخمسين سنة قادمة على الاقل, الى جانب مامضى سدى من سنوات اعمارنا.

– طلاب وجد من يحتفل ويتباهى بتاريخ ارتكاب جرمه سوى هذا الرجل , ومعه مخرجات سنوات حكمه ونتائج سياسات التجهيل.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق