بقلم - د. عبده مغلس
أكتب لك خطابي هذا بِسِن الصمصام اليماني، وبمداد الهدي القرآني، مختوماً بقوة الحق الدامغ للباطل، المبدد للوهم، حروفه مصاغة بقيم عربية وإسلامية أصيلة، وعلى رأسها الوفاء لا الغدر، وهي القيم التي تأسست عليها دولة الإمارات بقيادة الرائد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، وبلغة عربية بينت دلالات القرآن بمفرداتها القوية والواضحة، لغة تقطع ولا تدمي، تُبيّن ولا تُسَفّه بأدب يحفظ ولا يُمزق، فهذا نهج قوة الحق وحق القوة .
أما بعد
في تغريداتك طالما تدخلت في الشأن اليمني بما يُفرق ولا يجمع، وبما يغذي الكراهية ويمزق النسيج الوطني، وبما يخالف الدور الذي أعلنته والتزمت به دولتك، في مشاركتها بتحالف دعم الشرعية، الذي فرحنا به وبكم وبدوركم، وفتحنا قلوبنا وعقولنا وبلادنا لكم، أشقاء أحباء لمشاركتنا مواجهة العدوان الفارسي علينا وعليكم، وقلنا اليوم سنحرر صنعاء وعدن، وغداً نحرر طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، وتفائلنا بعصر الأخوة العربية والتحرر العربي، وتحالف دعم الشرعية اليمنية، وكنا نعتبر ما تقوله رأي قد نقبله من باب حرية الرأي والتعبير، الذي شهد به لنا كتاب الله ، وقَبِل الله رأي الشيطان ليُعَلّمنا ذلك ، فكيف لا نقبل رأي خلفان لنؤكد التزامنا بنهج القرآن، لكنك عندما تطاولت على اليمن وقيله اليماني، فخامة الرئيس هادي، وبلغة تجاوزت بها حدود الإحترام في مخاطبة رؤساء الدول، وتجاوزت قيم الأخوة والشهامة العربية التي هي سمة العرب في دول الخليج،فلم يعد الوضع رأياً ولا حرية تعبير بل نهجاً ووضعاً فيه سوء قصد ومقصد وإساءة، يستهدف اليمن بشرعيته ومشروعه، بشعبه وأرضه، بحاضره ومستقبله،وفيه تجاوز لا يقبله كل حر يماني، ولا تقبله القيم العربية لحكام دول مجلس التعاون وشعبها ولا نُظمها، ولا قيم الإسلام ، ولم أجد تفسيراً لهذا الهجوم على اليمن ورئيسها المتجاوز لأخلاق الدبلوماسية وأدابها، وقيم العروبة ونبلها ، وشهامة البدوي العربي بكرمه وقيمه وفزعته، غير تفسير واحد هو وجعك وألمك وغيضك من فخامة الرئيس هادي ،لأن من تعمل لهم لم يستطيعوا شرائه ولا شراء ولائه كغيره، ولا إرغامه أو إغرائه ليبيعهم جزء من وطنه أو يتنازل عن ثروات بلده، فكلامك عن رئيسي وبلدي، يعبر عن عمق ألمك منه لعدم استجابته للمطالب والإبتزاز، وتبين أن هجومك على الشرعية اليمنية ومشروعها استهدف هدم رمز الشرعية وقدوتها تمهيداً لتنفيذ تآمر الإنقلاب الإنفصالي الذي قام به مجلس الضاحية الإنتقالي، في مدينة عدن والذي أوصلتم به من عملوا مع إيران والضاحية والحوثي بالأمس لينقلبوا على الشرعية التي أتيتم لدعمها وعودتها وليس لتنقلبوا عليها، كل ذلك ليعطوكم ما رفض الرئيس الشرعي لليمن إعطائه، وتأكد أن قيامكم بدعم الإنقلاب على الشرعية، باسم تحالف دعم الشرعية، والجرائم التي نتجت عن الإنقلاب لن تسقط بالتقادم، فقد خالفتم ما التزمتم به و خالفتم القانون الدولي، وكل ما نتج عن هذه الأعمال من جرائم ضد الإنسانية، من تهجير وقتل ونهب تتحملون مسؤوليته القانونية والأخلاقية وفق معايير القانون الدولي، ولن تنسى الأجيال اليمنية استعادة حقها وتحميلكم كل ما نتج عن الإنقلاب وقبله وبعده من أعمال غير شرعية ولا إنسانية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، التي كان لإنقلاب ميليشياتكم يداً فيها سواء اليوم أو غداً والله محيط بالظالمين.
هذا هو التفسير الوحيد لتجاوزك لكل الأعراف والقيم في التخاطب، مع رئيس دولة انتخبه الشعب اليمني بأصوات لم يحصل عليها من سبقوه، وعليك أن تدرك أن فخامته يمثل الشرعية اليمنية التي سمحت لدولتك بالمشاركة في تحالف دعم الشرعية، وشرعيته تحمي وتشرعن لوجودها باليمن، وشرعيته لا تحتاج لشهادتك فما هي شهادتك بجانب شهادة ملايين اليمنييين الذين انتخبوه، والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة، وهو هنا يمثل اليمن بحضارته التاريخية ودياناته السماوية وأصل العرب، وسد مأرب شاهد على إدراك الشيخ زايد رحمه الله لهذه الحقيقة،فخامة الرئيس هادي يمثل اليمن بحضارته وتاريخه، فهو سهيل اليماني الذي عندما تريد رؤيته تلوي عنقك نحو السماء لتراه، وإن تهت في صحرائك تهتدي به لينقذ حياتك من الموت ويدلك لطريق النجاة، وهو الركن اليماني الذي لا يصح إيمانك ولا إسلامك ولا صلاتك دون السجود نحوه، وهو سبأ والأحقاف تلاوتهما تطلب منك الطهر والطهارة.
فحديثك بالإرجاف والإفك عن اليمن ورئيسه، يخدم تمزيق الصف العربي والخليجي خدمة لمشاريع تفتيت الأمة وعلى رأسها المشروع الفارسي، ونهج هذا الإرجاف ومنهجه إشاعة الكراهية والعداء بين الشعوب العربية ودولها، والذي يؤديه البعض لخدمة هذه المشاريع، فإرجافك ضد اليمن ورئيسه هو نفس إرجاف أدوات هذه المشاريع في كل من الجزيرة وطهران وحزب الله والحوثي وداعش والإنفصاليين، ضد اليمن بشرعيته ومشروعه وتحالف دعمهما بقيادة المملكة الشقيقة.
ولذا وجب الرد فالصمت جريمة وخيانة فإن كنت تحب وطنك مرة فنحن نحب وطننا مليون مرة.
ولتعلم فلست إخوانياً لتتهمني بهذه التهمة بل لست حزبياً، ولا متطرفاً فأنا اعتبر الصحوة الإسلامية بتبنيها الفقه المغلوط بشقيه السني والشيعي أحد أسباب نكبة الأمة.
فأنا إنسان محب لوطني ورئيسي وغيور عليهما ولست بأجير فاليمن مليئة بالرجال الصادقين .