بقلم - محمد مصطفى العمراني
لدي قناعة راسخة أن ما حدث في عدن مؤخرا من استهداف لمعسكر الجلاء بطائرة مسيرة وصاروخ باليستي وسيارة مفخخة وفي وقت واحد لم يكن ليحدث دون تنسيق وتواطؤ إماراتي ، مراقبون كثر اعتبروه التدشين الرسمي للتعاون الإماراتي الحوثي بعد التقارب والتواصل بين الإمارات وإيران وانتهاج الإمارات سياسة جديدة في الجنوب ، هناك قرائن ترقى إلى مستوى الأدلة التي تؤكد هذا التواطؤ الإماراتي وهناك ايضا تساؤلات كثيرة تبحث عن إجابات ولكي لا ينشغل الناس بهذه التساؤلات ويدركون ان الإمارات لها اليد الطولى فيما حدث كان لا بد من أعمال مشينة ينشغل به الرأي العام ولكي ينسى الناس ان الأيادي الاماراتية هي التي خططت ونسقت شاركت في قتل جنود الحزام الأمني وقائدهم أبو اليمامة ولذا اوعزت الإمارات لقوات الحزام الأمني بالقيام بحملات تهجير للعمال البسطاء من أبناء المحافظان الشمالية بعدن وقد نجح مخطط الإمارات إلى حد كبير وانشغل الناس بالجريمة الجديدة وكادوا ينسون جريمة الإمارات الأولى .
قلت في مقال سابق ان إيران سوف تستثمر علاقاتها الجديدة مع الإمارات لتحقيق انجاز لها في اليمن فايران لا تسالم دون ثمن ولا تقدم على اي خطوة دون حسابها من كافة النواحي وتحقيق المصالح منها.
ولكي لا ننسى في غمرتنا ادانتنا لما يحدث من حملات المطاردة والتهجير والاستهداف لأبناء المحافظات الشمالية بعدن الحقيقة الأهم التي تسعى لطمسها وهي تورط الإمارات في استهداف جنود الحزام الأمني وعلى رأسهم أبو اليمامة ورفاقه سوف ألخص هذا القرائن التي ترتقي إلى مستوى الأدلة في النقاط التالية :
1- غياب اي شخصية إماراتية من قيادات أو ضباط أو جنود عن حضور تلك الفعالية التي أقيمت في معسكر الجلاء على غير العادة اذ يحرص الضباط الاماراتيون على حضور تلك الفعاليات وان يكونوا في مقدمة الصفوف ، يذكرني هذا الغياب الغامض والمريب بغياب الضباط الإماراتيين عن فعالية تدشين العام الجديد في قاعدة العند الجوية بلحج والذي تم بحضور نخبة من قادة الجيش الوطني وتم خلالها استهدافهم بطائرة مسيرة تابعة للحوثيين وقتل يومها منهم مجموعة من كبار قيادات الجيش الوطني وجرح العشرات وهكذا اذا ارادت الإمارات تصفية بعض القيادات العسكرية الوطنية لتحقيق أهدافها يرسل ضباطها الإحداثيات والمعلومات ويغيبون عن حضور تلك الفعالية .
2 – ايقاف الرادارات التابعة للقوات الإماراتية بعدن عن رصد الطائرة المسيرة التابعة للحوثيين وكذلك الصاروخ الباليستي وعدم اعتراضه وتدميره في الجو كما يحدث غالبا وهذا من المؤكد لم يحدث بشكل ” عفوي ” بل هو مقصود حتى يتاح المجال للصاروخ والطائرة لتقصف بكل دقة وتحقق اهدافها دون اعتراض.
3- الخلافات التي نشبت مؤخرا بين أبو اليمامة ومجموعة من الضباط الإماراتيين بعدن جعلتهم يرون فيه خطرا عليهم ويقررون تصفيته بطريقة غير مباشرة خاصة وأنه يمتلك الكثير من المعلومات والوثائق التي يمكنها ان تشكل خطرا عليهم حتى أن البعض وصفه ب ” الصندوق الأسود” التابع للإمارات بعدن .
4- رفض القوات الإماراتية بعدن التعاون مع اللجنة التي شكلتها الحكومة الشرعية للتحقيق في ملابسات الاستهداف الذي اودى بابي اليمامه ورفاقه وفي التفجير الذي استهدف قسم شرطة الشيخ عثمان وتهديدها لأعضاء اللجنة بالسجن ان تحركوا في القضية.
5 – رغبة الإمارات في ايجاد دافع قوي لأبناء عدن وخاصة قوات الحزام الأمني للقيام بحملات تهجير باسم الثأر لأبو اليمامة من العمال البسطاء من أبناء المحافظات الشمالية ليتطور الأمر إلى طرد كل شمالي بعدن وإعلان الانفصال بعد خلق فجوة كبيرة من الكراهية بين أبناء الشمال والجنوب كل هذا جعلها تخطط وتنسق وتسهل حدوث هذه الاستهداف والأحداث الدامية التي رافقته .
6 – التوجيهات الإماراتية للمجلس الانتقالي وقوات الحزام الأمني بعدم اتهام جماعة الحوثي باستهداف جنود الحزام الأمني بمعسكر الجلاء رغم التبني الحوثي الصريح للعملية وتوجيه الاتهامات لحزب الإصلاح بأنه من يقف وراء استهداف قوات الحزام الأمني .
7 – تحريك الإمارات لما يسمى بداعش وتوجيهه لاستهداف قسم شرطة الشيخ عثمان بعدن بسيارة مفخخة ثم تبني العملية يأتي لتبرير التوجه الجديد للقوات الإماراتية في الجنوب والتي أكد أكثر من مسؤول إماراتي ان القوات الإماراتية باقية في اليمن لمحاربة الإرهاب وداعش وإعطاء هذا التوجه شرعية كون داعش تستهدف الأمن بعدن .
8 – تحريك الإمارات لمسلحي القاعدة للسيطرة على المحفد بأبين وتسهيل هذه السيطرة ثم الانسحاب منه خلال ساعات في مسرحية مكشوفة لتبرير بقاء القوات الإماراتية بالجنوب تحت لافتة ” محاربة الإرهاب وداعش والقاعدة ” .
9- الضغط الإماراتي على الشرعية لاصدار بيان من وزارة الخارجية الخميس الماضي عقب هذه الأحداث يؤكد انضمام اليمن للتحالف الدولي لمحاربة داعش لإعطاء الصفة القانونية لبقاء القوات الإماراتية في الجنوب بعد إعلان الإمارات انها ستعمل على إبقاء قواتها في اليمن وفق القانون الدولي وهذا يؤكد ان كل هذه الأحداث مترابطة ومخطط لها من قبل الإمارات وأولها التواطؤ في استهداف معسكر الجلاء بعدن .
10 – ايعاز الإمارات لبعض الضباط والقيادات العسكرية الموالية لها والتي ما تزال تحتاجهم بعدم حضور الفعالية التي أقيمت بمعسكر الجلاء مما يؤكد علمها المسبق بما يحدث ولذا تغيب الكثير من قيادات الحزام الأمني عن هذه الفعالية .
11 – التحريض الذي مارسته وسائل إعلام اماراتية وممولة من الإمارات وشخصيات إماراتية وأخرى محسوبة عليها على استهداف وتهجير ابناء المحافظات الشمالية بعدن يوكد ان ما حدث مخطط واحد تم التخطيط له من قبل الإمارات لتحقيق اجندة تخريبية تنسجم مع التوجه الجديد للإمارات في اليمن وإعادة تموضع وانتشار قواتها وتغير سياساتها وأهدافها..
مؤكد لن ينشغل البعض من المأزومين من أبناء الجنوب بالبحث عن اجابات لهذه التساؤلات التي ترقى إلى مستوى القرائن والأدلة الواضحة على تواطؤ الإمارات في استهداف أبو اليمامة وجنود الحزام الأمني وانما سيكيلون الاتهامات والشتائم للكاتب وهذه هي بضاعتهم التي يجيدونها .