وثق ناشطون وصحفيون عمليات القمع والتهجير التي تعرض لها العشرات من أبناء المحافظات الشمالية خلال الأيام الماضية، حيث تم تجميعهم ونقلهم عبر عربات نقل خارج حدود المحافظات اليمنية الجنوبية.
ودشنت قوات الحزام الأمني في العاصمة المؤقتة عدن حملة دهم وتهجير استهدفت العديد من المواطنين المنتمين للمحافظات اليمنية الشمالية المتواجدين في المدينة، كما تعرض عدد من اليمنيين الشماليين للقتل من قبل مليشيات مسلحة تابعة للحزام المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتزامنت هذه التصعيدات الخطيرة في المشهد المحلي مع حملة تحريض قادها عدد من أبرز القيادات الإماراتية ضد اللحمة الوطنية واليمن الموحد، حيث توحدت تلك الأصوات في الدفع باتجاه إذكاء نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، تحت دعاوى نصرة القضية الجنوبية.
وفي هذا الصدد قال القيادي الأمني السابق في شرطة دبي، ضاحي خلفان، أن لا حل إلا بإنهاء شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، في حين حرض مستشار ولي عهد أبوظبي السابق، عبدالخالق عبدالله على الوحدة اليمنية قائلاً: لن يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل الساخطة على هذه الحملة، حيث وصف قطاع واسع من اليمنيين شمالاً وجنوباً هذه الإجراءات بأنها “عنصرية وصادرة من جهات غير شرعية”، مطالبين الدولة بالقيام بواجباتها إزاء هذه الانتهاكات التي تهدد بـ “تمزيق النسيج الوطني” بحسب تعبيرهم.
وفي هذا الصدد قال الصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق: “ليس من الصواب في “عدن” الاعتداء على العامل الشمالي المسكين .يدركون وندرك جليا ان هؤلاء ليس لهم من الأمر شيء. هذا مواطن جارت عليه الظروف وترك قريته بعد لقمة عيشه ..لايعرف من الحياة لا حوثي ولااصلاحي ولا حراكي ..ونبرأى إلى الله من كل فعل كهذا”.
وندّد أمين عام حزب الرشاد السلفي، الشيخ عبد الوهاب الحميقاني، بتلك التصرفات.
وقال الحميقاني في منشور على صفحته بمنصة (فيس بوك): التعدي على أي شخص بعصبية مناطقية سلوك مقزز وجاهلية منتنة لايقبلها أهل اليمن لا جنوبا ولا شمالا.
من ناحيته هاجم السفير اليمني بالمملكة الأردنية علي العمراني قادة الإنفصال، مؤكداً أنهم يملكون أجندة عدائية تجاه مواطني الجمهورية اليمنية، ودلل على حديثه بالقول: لم نسمع أحدا من قادة الإنتقالي يعترض أو يندد بما يحدث.. السكوت علامة الرضى، مشيراً في ختام حديثه الى أن “الإنفصاليين أحد أضلاع مثلث الشر في اليمن ، مثلهم مثل الحوثي والقاعدة”.
وقال الصحفي الجنوبي أحمد ماهر: ماذا ارتكب هذا الشمالي صاحب البسطة حتى يتم إحراق مصدر رزق اولاده أمامه.هل كان إرهابي؟ مطلوب أمني؟ قاتل؟ كان يبيع خضروات بجانب مستشفى النقيب.
مضيفاً: الخطاب السياسي الإعلامي التحريضي ضد أبناء الشمال بعدن تحول إلى حقيقة وأصبح ينفذ، مؤكداً أن ما حدث اليوم ضد أبناء الشمال يعد جريمة كبرى ومشددأً على أن هذه الافعال لا تعبر أبداً عن اليمنيين جنوبي البلاد.
حملة الإدانة والشجب والاستنكار تواصلت وبوتيرة عالية، إذ قال الروائي مروان الغفوري: الفاشية هي الفاشية. الذي سحل جارك قبل عام بحجة إنه إصلاحي عاد ووجد ذريعة لسحلك بحجة إنك خلايا نائمة.
مضيفاً: دخلنا “سكة مجاري” جديدة، ذلك أننا لم نقهقه ولم نغضب عندما سمعنا عبد الملك الحوثي يخطب أمام باب صنعاء:جئنا لمحاربة القوى التقليدية. ولم نأخذ الخطاب الفاشي الصاعد من الجنوب على محمل الجد وصدقنا، ويا للخفة والخسة، إنها أزمة تخص أناسا آخرين.
مختتماً بالقول: لسنا جاهزين للتعلم. وهذا ما سيجعلنا ننزلق إلى سكة المجاري الثالثة وسنخرج منها إلى سكة مجاري رابعة وهكذا.
من جهته رأي الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي أن تلك الاعتداءات تمثل “ارتداداً إرهابياً” تقوم به قوات الحزام الأمني ضد اليمنيين في مناطق سيطرتها.
وكتب الناشط السياسي عمار العولقي قائلا: نطالب الجنوبيين بضبط النفس وعدم الانجرار وراء دعوات التحريض لأننا جنوبيين ويُسمع منا في الوسط الجنوبي ما لا يُسمع من غيرنا.