بقلم - فتحي بن لزرق
من يحب الإمارات ويحفظ لها جميل المشاركة في تحرير مناطق يمنية عدة دفاعا عن مصالحها ومصالحنا سيوجه لها النصح اليوم .
ومثلما يقال النصيحة بجمل ، وفي واقع اليمن اليوم يبدو الناصحين عن صدق وأمانة قلة.
وانا أتابع الردود على تطورات الوضع الأخيرة في عدن وسقطرى وشبوة أدركت جليا انه حان ان يرتفع الصوت ناصحا لمن نحبهم .
وقد لاتصل هذه النصيحة وسط كل هذا الضجيج لكنني أتمنى لها ان تصل وان لم تصل فكلمة حق ونصيحة قيلت لكي لاتخسر الإمارات معركتها في اليمن.
ونصيحتي هي انه حان الوقت لمراجعة الأداء الإماراتي في جنوب اليمن تحديدا ومراجعة كل الأخطاء وتصحيحها والسعي لشراكة حقيقية وعادلة مع اليمنيين كافة والجنوبيين على وجه التحديد.
اتفقنا أو اختلفنا مع مطلب الانفصال ، لكن معطيات الواقع تؤكد ان لا انفصال حقيقي قادم وفق مانراه على الأرض من معطيات وحقائق وشخوص وتمثيل للأطراف.
ما أنتجته الأحداث الأخيرة عكست واقع احتقان حقيقي على الأرض ، لم يعد ممكنا خداع الإماراتيين ان الأرض هي الأرض والشعب هو الشعب والمزاج هو المزاج وان كل شيء ممكن وان المعارضون “خونة”..
لقد تغير كل شيء لكن المستفيدون من أهل الساسة هم من يكذبون ويخدعون أنفسهم..
تحتاج الإدارة الإماراتية إلى المراجعة الفورية لحضورها السياسي والأمني والعسكري في جنوب اليمن.
هذا الحضور مهم لها ومهم لنا ومهم للجميع ان يسير في طريقه الصحيح لكي لانرى دول أخرى تستغل هذه الأخطاء وتدعم الناس لخوض معركة بقاء ضد “الإمارات” وفي معارك كهذه ينتصر صاحب الأرض في الأخير.
هي نصيحة من شخص احب الامارات ولايزال ولايتمنى لدورها انتكاسة ما ..
اعيدوا ترتيب اوراقكم..
نعم تستطيعون تجييش القوات وسحق المعارضين لكم لكن هذا لن يكون مدخلا لاي شراكة حقيقية تحفظ مصالح الجميع، انها فتح لابواب صراع واستنزاف لن ينتهي ابدا..
والمستفيدون من هذا الصراع تعرفونهم..
اعيدوا ترتيب اوراقكم ، راجعوا اخطائكم فلايزال هناك متسع من الوقت لكنني اخشى ان ينفذ..
فتحي بن لزرق
20 يونيو 2019