دعا رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، برلمانيو العالم إلى الوقوف صفً واحداً مع زملائهم اليمنيون الذين اجتمعوا في سيئون وتعمل ميليشيا الحوثي الانقلابية بصنعاء على إجبار القضاء على محاكماتهم بتهمة الخيانة العظمى.
وقال في كلمته التي القاها، اليوم الأربعاء، خلال الجلسة الختامية لدور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي ان ” ميليشيا الحوثي تسعى لاصدار قرارات قضائية بإعدام النواب ومصادرة ممتلكاتهم وقد بدئوا بالاستيلاء على ممتلكات البعض وتفجير منازل البعض الأخر”.
وأضاف ان ” اليمن يخوض اليوم حرباً ضروساً ضد ميليشيا الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران التي تهدد وحدة الشعب وكيان الوطن ودول الجوار من البلدان العربية وتهدد كياننا القومي بكاملة وتحاول التمدد على طول الوطن العربي وعرضه “.. مستعرضاً الاوضاع وتطورات الاحداث التي شدتها البلاد منذ العام ٢٠١١م وما آلت اليه في الوقت الراهن نتيجة سلب الدولة من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية.
وأكد ان الحكومة الشرعية مستمرة في مساعيها للسلام ومستعدة للذهاب إلى أخر العالم من أجل تحقيق السلام وندعم كافة الجهود المبذولة في هذا الجانب، وان تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة سيكون بمثابة اختبار حقيقي للميليشيات الإنقلابية ولجديتها في التعامل مع السلام.
وأكد البركاني أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي أختاره الشعب كان يقود مسيرةً وطنيةً تستجيب لآمال الجماهير وتطلعها إلى مستقبل يلبي طموح أجيالٍ جديدةٍ غادرت الماضي بمرارته وإنجازاته .. مشيراً إلى ان فخامة الرئيس بدأ عهده بمؤتمر الحوار الوطني الذي دارت خلاله مناقشات مستفيضة بين كل التوجهات السياسية، وتجمعت المكونات والجهات والفئات والجماعات تحت مظلة واحده وخرج الحوار الى نتائج تفتح السبيل إلى القرن الحادي والعشرين.
وأضاف “لكن فئة باغية ومتربصة مدعومةً من جهةٍ أجنبيةٍ التوت وتآمرت وخانت وشنت حرباً قذرة لكي تسود وتتسيد .. وهي جماعة الحوثي المتخلفة .. وقد جاءت هذه الجماعات البغيضة من بطون التاريخ المندثر ومن عصور الظلام”.
وقال “ان رياح الغدر جاءت شديدة وعاصفة من هناك من الزاوية الشرقية للوطن العربي الكبير برائحة فارسية تحمل أحقاد الماضي الدفين عندما انتقل بهم العرب من عبادة النار إلى رحابة الإسلام .. مؤكداً أن هذه ميليشيا الحوثي الانقلابية تهدد المقدسات والثروات وتستهدف السيادة الوطنية للبلاد.
وأكد ان الشرعية والجيش الوطني يقاوم ببسالة شديدة المشروع الإيراني في اليمن ومعنا أشقاءنا بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها دوله الإمارات العربية المتحدة الذين نقدم لهم كل الشكر ونعترف لهم بالجميل ، من أجل هزيمة الانقلاب واستعادة الدولة وتحرير إرادة شعبنا .. لافتا الى جهود دول التحالف العربي وما قدمته من الدماء والأموال وهو ما سيخلده التاريخ ويسجله بأنصع صفحاته.
وعبر البركاني عن إدانته للاعتداءات المتكررة التي استهدفت المملكة العربية السعودية خلال الأيام والشهر الماضي وكان أخرها صالة الركاب في مطار أبها واستهداف السفن في الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة وفي بحر عمان بأسلحة إيرانية الصنع.
واكد أن شر هذه الجماعة لن يتوقف عند حد وأنه كان من ضمن مخططاتها السطو على مجلس النواب وتزوير إرادة الشعب غير أن النواب وجهوا لهم صفعة قاسية ودحروا المؤامرة حينما اجتمعوا في مدينة سيئون في 13 ابريل الماضي وانتخبوا هيئة رئاسة للمجلس واستأنفوا الدورة التشريعية.
وأشار إلى تعرض مقر مجلس النواب في جلسته الاستثنائية التاريخية بسيئون للاستهداف بالطائرات المسيرة و الصواريخ التي أسقطتها الدفاعات الجوية خارج أسوار مدينة سيئون، دون ان تأبه عصابة الارهاب الحوثية بالمئات من البشر وقد كانت تسعى لارتكاب مذبحه للنواب والحكومة ومئات من الحراسات والمواطنين بدم بارد .
وأستطرد “إننا مصممون على عقد دورات جديدة خلال الفترة القادمة حتى يسقط الانقلاب ونعود إلى ممارسة مهامنا من المقر الرئيسي للمجلس في العاصمة صنعاء” .
وفي الشأن العربي دعا رئيس مجلس النواب الى تبني استراتيجية عربية دفاعية لا هجومية ضد العدوان الذي تتعرض له .. لافتا الى أن الكيان الصهيوني كان ومازال مصدر تهديد للأمن القومي العربي مستفيداً من الطارئ الذي اطل علينا من الشاطئ الشرقي للوطن العربي في إيران.
واقترح البركاني وضع استراتيجية لمدى قصير لا يتعدى ثلاث الى خمس سنوات تستطيع خلالها الدول العربية أن تكيف التصورات والحلول مع أي جديد يطرأ .. داعياً إلى إنشاء مراكز أبحاث مشتركة تدرس وتفكر وتخطط في استراتيجية بعيدة المدى وأن يتم الاهتمام بالجبهة الأمنية والعسكرية وفي المدى المتوسط فان الجبهة الاقتصادية هي معكرتنا الأساسية.
وأكد أن إنشاء جيشاً عربياً مشتركا وقوة تدخل سريع وتوسيع التعاون والتبادل التجاري أصبح لازما وصار واجباً معهما نفخ الروح في الجامعة العربية ودعمها لتقوم بدورها وتؤدي وظائفها كاملة .
وقال أن إيران لا تخوض معاركنا ولن تنتصر لفلسطين وشعبها بقدر ما تتغذى من آلام ومعاناة الفلسطينيين لتحقيق مطامعها مع ادراك طبيعة الخلاف الإيراني الإسرائيلي الذي يتركز في منافسة محمومة على نفوذ يطمح إليه كل منهما في مجالنا الحيوي وفوق أراضينا .. مؤكداً رفضه القاطع لإن تتحول فلسطين إلى سلعة يجري عرضها في صفقة تجارية مهينة لشعب سلبت أرضه واستبيحت حقوقه.