نشرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية تقريراً مطولاً عن ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات، الأمير محمد بن زايد، ودوره التخريبي في المنطقة العربية.
وتضمن التقرير الذي اطلع عليه “عدن نيوز” على سيرة ذاتية للحياة السياسية للرجل الذي صار عدو الشعوب العربية الأول، بعد أن قاد ولا يزال حملة شرسة لوأد الثورات العربية المتطلعة للحرية والعدالة الاجتماعية.
وقال أنه أيضًا من بين أكثر الأصوات الأجنبية نفوذاً في واشنطن ، دافعاً معه الولايات المتحدة الى تبني نهجه العدواني المتزايد تجاه المنطقة، وأنه قد يكون أغنى رجل في العالم. إذ يسيطر على صناديق الثروة السيادية بقيمة 1.3 تريليون دولار ، أكثر من أي دولة أخرى.
وتابع التقرير: على مدى عقود ، كان الأمير حليفًا رئيسيًا لأمريكا ، يتبع خطى وأوامر واشنطن ، لكنه الآن يسير بطريقته الخاصة. قواته الخاصة تنشط في اليمن وليبيا والصومال وشمال مصر في سيناء. لقد عمل على إحباط التحولات الديمقراطية في الشرق الأوسط ، وساعد في تثبيت مستبد مقرب منه في مصر وعزز من وصول تلميذه إلى السلطة في المملكة العربية السعودية.
وأشار الى أنه في بعض الأحيان ، قام الأمير بمناقضة السياسة الأمريكية كما قام بزعزعة استقرار جيرانه من الدول. انتقدته جماعات حقوقية بسبب قيامه بسجن معارضين في الداخل ، ودوره في خلق أزمة إنسانية في اليمن.
وقال التقرير أن الأمير الإماراتي مهووس بالحرب ضد اثنين: الحركات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمون وكذا ثورات الربيع العربي الرامية لإزالة الاستبداد وإحلال النظم الديموقراطية.
وأشار الى أن العلاقة بين الأمير والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد وصلت الى الحضيض عقب اندلاع ثورات الربيع العربي مطلع 2011م. حيث كان يتوقع بن زايد من أوباما التحرك لمواجهة تلك الثورات الشعبية لكن الرئيس الأمريكي أعلن عن تأييده لخيارات الشعوب.
وجاء في التقرير: في الداخل الإماراتي ، استأجر الأمير محمد شركة مرتبطة بإريك برنس ، مؤسس شركة الأمن الخاصة المعروفة سابقًا باسم بلاكووتر ، لإنشاء قوة من المرتزقة الكولومبيين والأفارقة وغيرهم. لقد سحق أي هامش للمعارضة ، واعتقل خمسة نشطاء لقيامهم بكتابة عريضة تطالب بإصلاحات ديمقراطية (وقّع عليها 132 شخصًا فقط) واعتقل عشرات المشتبه في تعاطفهم مع الإخوان المسلمين.
وأكد التقرير أن بن زايد أنفق ملايين الدولارات خلال الأعوام الماضية على العديد من المسئولين الأمريكيين بالإضافة الى مراكز الفكر والبحوث هناك، بغرض دعم سياساته الرامية لقمع الاحتجاجات الشعبية، وبغرض تزييف وتضليل الرأي العام الأمريكي بأن الشرق الأوسط ليس جاهزاً بعد “للديمقراطية”.
وأخبر الأمير محمد المسؤولين الأميركيين أنه يرى إسرائيل حليف استراتيجي ضد إيران وجماعة الإخوان المسلمين. لقد حاز على ثقة إسرائيل بما يكفي لتبيعه طائرات حربية ذات تكنولوجيا متقدمة للغاية F-16 ، فضلاً عن برامج التجسس المتقدمة للهاتف المحمول.
وقال بروس ريدل ، الباحث في معهد بروكينجز ومسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية: “إن محمد بن زايد يعتقد أنه مكيافيلي لكنه يتصرف مثل موسوليني”.
أما في اليمن فقد تحول التدخل الإماراتي منذ أربع سنوات إلى مستنقع لها ، مع خسائر دورية مروعة.
وقال النائب الديموقراطي رو خانا ، “إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي وصمة عار في جبين الضمير العالمي – دولة الإمارات العربية المتحدة كما تدار حاليًا تنتهك كل قواعد العالم المتحضر”.
وأشار التقرير الى أن جملة التدخلات الإماراتية في الدول العربية أدت الى الإخلال باستقرار المنطقة وزيادة معاناة الشعوب.
مشيراً الى أن الإمارات التي دعمت الانقلاب في مصر والتمرد العسكري في ليبيا والاحتلال في اليمن ومؤخراً الانقلاب في السودان قد تجد نفسها في النهاية أكبر الخاسرين، فالاوضاع ليست مبشرة في كل البلدان التي خربت المشهد السياسي فيها، فالاقتصاد المصري يوشك أن ينهار لولا مليارات الدولارات السنوية التي تقدمها أبوظبي للعسكر هناك، وحفتر واقع في مأزق كبير وتمرده لم ينجح، واليمن قد يشهد دخول لاعبين إقليميين جدد في الصراع الأمر الذي قد يعني سقوط هيمنتها أو تحجيمها.