امير حسن طفل ذو خمسة عشر ربيعا يتيم الاب، من أبناء منطقة الصلبة بمديرية نصاب وسط محافظة شبوة من اسرة متوسطة الدخل، نتيجة ظروف خاصة به لم يكمل دراسته الابتدائية وترك الدراسة في سن مبكر.
بدأت قصة الطفل امير مع التجنيد عندما بدات قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الامارات الإعلان عن تسجيل مجندين ضمن قواتها لانشاء معسكر خاص بأبناء العوالق الذي تنحدر قبيلة امير منها بعد رفض قبول أبناء قبيلته ضمن التشكيلات السابقة التي أنشأت على أسس قبلية ومناطقية لا تسمح لافراد القبائل الأخرى في الانضواء ضمنها.
كأي طفل لا يدرك اخطار التجنيد وحق الطفل في الحصول على الرعاية واللعب، سارع امير بالالتحاق في صفوف قوات النخبة الشبوانية التي كانت تغري الشباب بالرواتب الشهرية المستمرة والباهظة بالنسبة للشباب والأطفال، ولم تضع معايير قانونية لقبول المجندين ضمن قواتها.
في مطلع يناير/كانون الثاني أصيب امير في مواجهات مع مواطنين في قرية الهجر بمديرية مرخة السفلى، بعد مجزرة دموية ارتكبتها قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الامارات بحق أبناء منطقة الهجر حيث دوهمت القرية في ساعات الفجر الأولى؛ الامر الذي أداء الى اندلاع اشتباكات بين المواطنين وقوات النخبة راح ضحيتها اثناء عشر شخص (9) مدنيين سقطوا اثناء دفاعهم عن منازلهم وانفسهم و(2) من افراد النخبة.
إصابة امير كانت خطيرة تطلبت اسعافه الى مدينة المكلا لتلقي العلاج هناك، ليصارع اصابته بجسمه النحيل والضعيف أربعة أيام، ليستسلم بعدها للإصابة ويغادر الحياة تاركا احلاما وطموحات كان يخبر بها اقرانه وأصدقائه من الاطفال.
رحل أمير وترك خلفه اسرة حزينة على فراقة ومكلومة على رحيلة، ليصبح ذكرى في زمن لم ترعا فيه حقوق الطفولة، من قبل مليشيات مسلحة خارج اطار السلطات الشرعية.
رحل الطفل أمير حسن تاركا عدة تساؤلات الى متى سيكون الأطفال ضحايا استقطاب المليشيات في شمال الوطن (مليشيات الحوثي) وجنوبه (النخب والاحزمة الامنية)؟ الى متى سيكون الأطفال وقود هذه الحرب التي ليس لهم بها ناقة او جمل؟ رحل امير ليكون نموذج حي لتجنيد الأطفال والدفع بهم في اتون صراعات لا يعلمونها؟.
وأخيرا امير لن يكون الضحية الأخيرة من الأطفال؟ بل هو صورة واحد من مئات الانتهاكات التي تمارس بحق الطفولة من قبل المليشيات في اليمن.