“نسافر إلى السعودية نبحث عن رزق ولا نبحث عن مشاكل” بهذه الكلمات بدأ الإثيوبي عبده ياسين ادريس المتحجز تحفظياً لدى شرطة الشمايتين بمحافظة تعز (جنوب غرب اليمن ) حديثه لمراسل المصدر أونلاين.
فقد احتجز تحفظياً من يوم الأربعاء الماضي مع رفاقه البالغ عددهم 60 شخصاً منهم 37 امرأة قادمين من أحد الأقاليم في أثيوبيا، يتحدث عبده لغة عربية ركيكة خلافاً لبقية رفاقه الذين لا يجيدون العربي وبالتالي كان عبده متحدثاً بلسان الجميع.
غادر عبده مع أقرانه أثيوبيا وتوجهوا صوب جيبوتي وركبوا سفينة حتى وصلوا منطقة تطل على خليج عدن وتسمى رأس العارة بمحافظة لحج وبعد ذلك بدؤوا المشي سيراً على الأقدام حتى حطوا الرحال بوادي المسبوب بالشمايتين ومن هناك تم التحفظ عليهم.
سألناه لماذا جئتم إلى هنا وهناك طرق من رأس العارة أقرب للسعودية؟ فكان الرد “لا نعرف الطريق”.
اضطر عبده ورفاقه للهجرة من بلادهم بحثاً عن عمل يحصلون من خلاله على مبلغ جيد من المال كون منطقتهم في اثيويبا لا تتوفر فيها الاعمال يقول عبده “ما يدفعنا للهرب من بلادنا هو عدم وجود أعمال نقوم بها”.
عندما عثرت شرطة الشمايتين على عبده ورافقاه القادمين من البحر بعد تلقيها البلاغات كانت النساء لايرتدين لباسا يسترهن بما فيه الكفاية ما دفع أحد فاعلي الخير للتكفل بشراء ملابس وبالطوهات يعتقد أنها ضرورية.
في مكان التحفظ عليهم ولعدم توفر الامكانيات لدى الشرطة تكرم شيخ يدعى عبد الرحمن الكباب بإطعامهم وتقديم الدواء لهم بشكل مستمر.. وتقول الشرطة إنها بانتظار منسقية الأمم المتحدة لتأتي وتأخذ 60 أثيوبياً قذف بهم البحر إلى بلد يطحنها الفقر وتمزقها الحرب.
قصة هذه المجموعة المحتجزة في شرطة الشمايتين هي تكرار لقصص يومية إذ تقول التقارير إن نفق النازحين من القرن الأفريقي إلي اليمن لا يزال مستمراً رغم الحرب وخاصة أن معظمهم يتخذ من اليمن ترانزيت للإنتقال إلى السعودية.
ولمعرفة تفاصيل تحفظ الشرطة على الإثيوبيين منذ يوم الاربعاء التقينا بنائب مدير شرطة الشمايتين العقيد عمر الزين وكان رده: “لا يوجد لديهم إي إثباتات هوية او بطاقات لجوء وعقب التحفظ عليهم وجهنا مذكرات تخاطب المنظمات الدولية بشأن إعادة الإثيوبيين إلى بلادهم أو التصرف بشأنهم”.
ويتابع: “المنظمات رفضت التعاون معنا بحجة أن إثيوبيا لا توجد فيها حرب ووضعها مستقر وتم استبعادهم من قائمة الجنسيات التي يحق لها الحصول على حق اللجوء، خلافا لمن تم التحفظ عليهم سابقا من الصوماليين حيث قامت المنظمات بالإهتمام بهم وإعادتهم إلى الوجهة التي قدموا منها.
ويشير الزين إلى أنه أصيب إثنان من المتحفظ عليهم بإسهالات مائية حادة وهي من أعراض الاصابة بالكوليرا وتم أخذهم للمستشفى للعلاج. وقال مدير الشرطة الزين إن فاعلي خير “تكفلوا بتقديم الفرش والدواء والطعام والشراب والملابس لهم ولا يوجد بالشرطة إي امكانيات من شأنها مساعدتهم”.
ويضيف ليست هذه المرة الأولى نتحفظ على مواطنين من دول أفريقيا، وهناك العديد من المناطق على طول الشريط الساحلي والبحر العربي هي محطة عبور للقادمين من أفريقيا منها المخا بتعز ورأس العارة بلحج التي يوجد فيها مخيم لإيواء اللاجئين
ويختم حديثه بالإشارة إلى أنهم لا يزالون في انتظار وصول مندوب من منسقية الأمم المتحدة بعد موافاتهم بأسماء وصور المتحفظ عليهم لأجل إعادتهم إلى وجهتهم.