بقلم - أبو زين
يبدو أن معضلة شيخ الدين المتحول بين ليلة وضحاها الى دمية تتقاذفها أهواء من قدم لهم قرابين الولاء مدفوعاً بشبق السلطة والمال، بالغة القسوة والمرارة معاً.
وهنا أجد نفسي وفي لحظة غريبة متعاطفاً مع رجل الدين السلفي “سابقا” والشيخ “الكيوت” حالياً، ميد إن أبوظبي ذو الربطة الرصاصية والبنطال المخصر واللحية المقلمة، هاني بن بريك، وأشعر بمرارة ذاته المهانة المرمغة في وحل الارتهان، بعد أن ارتضى لنفسه أن يكون مجرد جسر تعبر فوقه أقدام قطعان محمد بن زايد صوب ثروات اليمن.
والله لكأني بلحيته وهي تحاول رفع جبينه المطأطئ إلى أعلى قائلة له: ألا تستحي مني وقد كنتَ عزيزاً، فيقول لها: من لم يستحِ من الله ومن الشعب فممن يستحي إذاً؟!
ولهذا فإنه بات من المعتاد أن نشاهد شيخ الدرهم الإماراتي وهو ينساق متوعداً كعنترة بن شداد كل الأحرار والشرفاء، وكل المساعي الوطنية الرامية الى إعادة اللحمة في الصف الجمهوري وبث الحياة في الفعل الثوري المقاوم لمشروع الحوثي شمالاً ومشروع العمالة للمحتل الإماراتي جنوباً.
ومذ أعلنت قيادة الشرعية اعتزامها عقد جلسة “استثنائية” لمجلس النواب في سيئون، هب ليثنا الهصور يتوعد الأحرار وقد ارتدى بزته العسكرية التي يلمع فوق كتفها علم الإمارات، في واحدة من أكثر لحظات التاريخ اليمني سواداً.
“لن تمروا إلا على جثثنا.. انتظروا الطوفان العارم والسيل الثائر.. لن يمنعكم منا ومن بأسنا أحد.. حانت ساعة الصفر لاقتلاعكم وإن غداً لناظره قريب”.. بهذه الكلمات أو بما يماثلها في المعنى توعد وهدد بمنع انعقاد جلسة البرلمان، وتوقّد فأنتج “تغريدات” نووية أثارت هلع العالم أجمع، وصار الجميع يترقب على قلق قدوم المارد لاجتياح سيئون.
مر اليوم الأول والناس شاخصة أبصارها صوب الموت القادم من عدن.. يتهامسون في سيئون: تقول يا صاحبي متى با يوصل بن بريك؟ فيقول له الآخر: قد شفت واحد من جماعتهم كتب منشور قبل قليل يقول انهم على مشااااارف سيئون.. فيقول له صاحبه: الله يستر.. والله طلع راس بن بريك هذا.
طال الانتظار ولم يأتِ أحد.. وبعد يومين كان موكب برلمان الشرعية يجوب سيئون معلناً للناس أن تهديدات الشيخ في مواقع التواصل تمخضت فأنتجت خطبة دينية في قلب عدن!!
وهنا لعله من الطبيعي أن نتساءل: لماذا هذه العنتريات يا شيخنا المغوار؟ لماذا تقولون ما لا تفعلون يا هاني؟ صرت أضحوكة على كل لسان. ألم يكن من الأسلم لك أن “تعمل نفسك ميت” ولا تجيب سيرة البرلمان على لسانك.. يا شيخ هاني.. عادل إمام يسلم عليك ويقول لك: بتحط نفسك في مواقف بااااااااايخة..!
كتبه/ أبو زين