بقلم - خالد الرويشان
يجب ألاّ يفلت هؤلاء الضباط من العقاب!
لم يضربوا رجل المرور بل ضربوا الدولة!
واقعة ضرب رجل المرور في أحد شوارع عدن من قبل ضباط قبل يومين وفي عز النهار لمجرّد أنه نبّههم لأنهم مخالفون تحتاج لوقفة من الرئيس هادي ورئيس الحكومة ومحافظ عدن!
دلالات هذه الجريمة خطيرة
ويزيدها خطورة أنها وقعت في عدن!
عدن المدنية التي نعرف ونحب
لاحِظ أن الجناة هنا ضبّاط!
رجل المرور هو الدولة في أبسط معانيها وأعمقها في نفس الوقت ..بمعنى وجوب احترام الجميع للنظام والقانون كمواطنين متساويين أمام الإشارة الحمراء!
هذه هي الدولة الحديثة باختصار!
قبل حوالي عشرين عاما قَتل ضابطٌ من الجيش بمسدسه رجل مرور في قلب صنعاء وأمام البنك المركزي بعد مشادة بينهما بسبب وقوف سيارة الضابط بطريقة خاطئة!
واشتعل الشارع اليمني كما لم يحدث من قبل
واندلعت أعنف مظاهرات شهدتها العاصمة في تاريخها
واشتعلت بعد ساعات شوارع إب وتعز وذمار!
وبدا أن البلاد على فوهة بركان يوشك أن يلتهم كل شيء! فقد تم إحراق عشرات المباني والسيارات والحافلات وتكسير إشارات المرور ..
وحتى يتم إطفاء الحريق عُقِدت المحكمة خلال ساعات وصدر حكمٌ بالإعدام على الضابط الجاني
وهدأ الشارع اليمني وكأن مطرًا نزل فأخمد كل النيران!
اليوم .. ضُبّاط ضربوا رجل مرور في عدن وسط الشارع وفي عز النهار
بالأمس وقبل عشرين عاما.. ضابط قتل رجل مرور في قلب صنعاء ووسط الشارع وفي عز النهار أيضا ..
كم هم اليمنيون متشابهون!
وللأسف أن بعضنا يتعالى ويظن أنه من كوكب آخر!
رغم أن المعْوز في عدن هو نفس المعوز في صنعاء ..والشميز هو نفس الشميز ..والروتي هو نفس الروتي
والضابط هو نفس الضابط!
خالد الرويشان✏