أخفقت الأمم المتحدة للمرة الثالثة في إلزام مليشيا الحوثي بتنفيذ الاتفاق الجزئي ضمن اتفاق استوكهولم حيث كان يتوجب امس الخميس انسحاب المليشيا من مينائي رأس عيسى والصليف كخطوة اولى تسبق الانسحاب من ميناء الحديدة وهو الأمر الذي لم يحدث.
وغادر المبعوث الأممي الى اليمن مارتن جريفيث صنعاء في وقت سابق امس الخميس رفقة رئيس لجنة الرقابة الأممية على إعادة الانتشار مايكل لوليسغارد بعد لقاء مع الحوثيين، لم يسفر عن شيئ وانتهى دون أي تعليق رسمي.
ويحاول المبعوث الأممي الركض وراء تلاعب الحوثيين وتبديد الوقت ببذل جهود غير مجدية، لإنقاذ الاتفاق الذي يوشك على الإنهيار بسبب رفض الحوثيين التنفيذ الجزئي لبعض بنوده بعد مفاوضات شاقة وموافقة مبدئية.
وأعلن الحوثيون أنهم سيشرعون بتنفيذ الإنسحاب من مينائي رأس عيسى والصليف الأحد الفائت ثم أرجأوه الى الإثنين، ثم عادوا وحددوا امس الخميس موعدا لتنفيذ الإتفاق، لكنهم لم يلتزموا بتنفيذه، وسط صمت من قبل الأمم المتحدة.
ووقعت الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء اتفاقا جزئيا عرف باتفاق استوكهولم في 12 ديسمبر الفائت، بالسويد ركزت بنوده على إيقاف معارك القوات الحكومية لاستعادة الحديدة، مقابل انسحاب مليشيا الحوثي من الموانئ ومدينة الحديدة وتسليمها للسلطات التي كانت قائمة قبل الانقلاب في سبتمبر 2014، بالاضافة الى ملف تبادل الأسرى.
لكن الحكومة اليمنية اتهمت مليشيا الحوثي بالتلاعب بالاتفاق، بعدما شرعت المليشيا المتمردة بتنفيذ انسحاب وهمي عندما قامت بتسليم الموانئ لقوات تابعة لها ترتدي الزي العسكري، وهو ما انتقده رئيس فريق المراقبين السابق باتريك كامرت وكان اول اصطدام له بالحوثيين، ولحقه إطلاق المليشيا النار على موكبه قبل أن يتم تغييره بناء على طلب جريفيث كما تقول المعلومات.
وضغط المبعوث الاممي مارتن غريفيث ومن خلفه دبلوماسية بلاده بريطانيا على الجانب الحكومي للجلوس مجددا وتقديم تنازلات والتفاهم لتنفيذ خطوات أولية ضمن الإتفاق الجزئي، وسط معارضة حكومية لتجزئة الإتفاق، في حين يجري التلاعب بملف الأسرى، بصورة مشابهة وإعادة التفاوض على الاتفاق المبرم في استوكهولم.
وعادت الحكومة للرضوخ للضغوط وسط غضب شعبي ، والقبول باتفاق يقضي بتنفيذ خطوات أولى بعضها يتعارض مع اتفاق استوكهولم، تتمثل بانسحاب مليشيا الحوثي من مينائي رأس عيسى والصليف بمسافة ٥ كيلو متر،يقابله انسحاب للقوات الحكومية الى دوار المطاحن، كمقدمة للإنسحاب من ميناء الحديدة والمدينة، وتسليمها للسلطات القانونية بحسب الاتفاق.
وبالتزامن سافر مارتن جريفيث الى صنعاء للمرة الثالثة خلال شهر هذا الأسبوع والسادسة منذ توقيع اتفاق استوكهوبم متوددا للحوثيين للدفع بالاتفاق الجزئي نحو التنفيذ، وانقاذ الاتفاق، ليتبدد كل شيئ ويعود المبعوث الذي يوصم بالتواطؤ مع الحوثيين بخيبة أمل.
وللتغطية على فشل المبعوث الذي ظل يبيع الوهم طويلا بشأن الإتفاق، والتواطؤ مع الحوثيين، ضد الجنرال الهولندي السابق كاميرت الذي جرى تغييره بناء على مقترحه، سارعت بريطانيا للتحرك دبلوماسيا، للتأكيد على حساسية لندن حيال ملف الحديدة وجهودها الحثيثة لمنع إدانة الحوثيين.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، الخميس بصورة مفاجئة أنه سيزور السعودية والإمارات وعُمان لإجراء مباحثات بشأن جهود السلام في اليمن والبناء على اتفاق السويد.
وكتب هانت في تغريدة مقتضبة نشرها الوزير البريطاني على حسابه الخاص بـ”تويتر” قائلاً: “أتوجه الليلة إلى عمان والمملكة العربية السعودية والامارات لإجراء مزيد من المحادثات حول عمليه السلام في اليمن”.
وأضاف ” هدفنا هو البناء على اتفاق ستوكهولم الذي تدعمه الأمم المتحدة منذ كانون الأول/ديسمبر، وقد شهدنا بعض التقدم، لا سيما انخفاض القتال في الحديدة”.
وحث المسؤول البريطاني على “بذل المزيد من التقدم في طريق تحقيق السلام الدائم في هذا البلاد الذي مزقته الحرب”.
في السياق قالت الخارجية البريطانية إن “زيارة وزير الخارجية هذه في سياق جهود دبلوماسية بريطانية مستمرة لتعزيز عملية السلام في اليمن”.
وسوف تدور مناقشات وزير الخارجية حول اجتماع وزراء في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – التي ترأسها في 13 فبراير / شباط، وفقاً لبيان الخارجية البريطانية.
وللمرة الثالثة خلال ثلاثة أشهر، سيلتقي وزير الخارجية شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة اليمنية وقادة حوثيين وسياسيين في عُمان والمملكة العربية السعودية للضغط من أجل التقدم الذي تحتاجه اليمن بشدة.
وتابع البيان “تضع المملكة المتحدة ثقلها وراء جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفيث، لتعجيل تطبيق الإجراءات التي اتفق عليها الجانبان خلال محادثات السلام التي عقدت في ستوكهولم”.
وأمس الأربعاء قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك في لقاء تلفزيوني إن أي إفشال لاتفاق الحديدة سينسف المسار السياسي برمته، مطالبا المجتمع الدولي بموقف جاد حيال تلاعب المليشيات.
وارتفعت نبرة التذمر الشعبي من أداء المبعوث البريطاني، ودور بلاده المشبوه، فانطلقت حملة تطالب برحيل مارتن جريفيث.
وأطلق ناشطون وسياسيون من أبناء الحديدة، حملة على منصات التواصل الإجتماعي، تطالب بطرد المبعوث البريطاني حمل وسم : #أبناء_الحديدة_يطالبون_بطرد _جريفيث
*الحرف28