أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، اليوم الأربعاء، تنصيب نفسه قائماً بأعمال رئيس البلاد بالوكالة، بدلاً من نيكولاس مادورو، وهو ما اعتبر انقلاباً بدعم أمريكي.
وقال غوايدو أمام حشد كبير من مناصري المعارضة في العاصمة كاراكاس: “أقسم أن أتولى رسمياً صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا (…) للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة”.
وبمجرد إعللان غوايدو، اعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، به رئيساً لفنزويلا، ودعا في تغريدة عبر حسابه الشخصي في تويتر، الدول الغربية إلى الاعتراف به كذلك.
وقال البيت الأبيض: إن “الولايات المتحدة ستستخدم كامل قوتها الاقتصادية والدبلوماسية للضغط من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا”.
وأعلنت كل من البرازيل والبارغواي وكولومبيا والبيرو وكندا، اعترافهم برئيس البرلمان الفنزويلي “رئيسا بالوكالة” في البلاد.
قطع العلاقات
وكرد سريع؛ أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وطرد كافة الدبلوماسيين الأمريكيين من البلاد في غضون 72 ساعة.
وقال مادورو أمام مؤيديه: “لا نريد العودة إلى عهد التدخلات الأمريكية .. نحن الأغلبية ونحن شعب هوغو تشافيز، سنبقى في قصر الرئاسة مع أصوات الشعب الذي هو الوحيد من ينتخب رئيسا دستوريا لفنزويلا”.
واتهم مادورو وسائل الإعلام الدولية بالتلاعب بالوقائع وتجاهل مظاهرات مؤيديه، كما اتهم المعارضة بمحاولة الانقلاب على نظام الحكم.
وجاءت تصريحات مادورو بعد حديث لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، عبر فيه عن دعمه زعيم الجمعية الوطنية الفنزويلية، المعارض غوايدو.
وكتب بنس على موقع “تويتر”: “نيابة عن الشعب الأمريكي، نقول للفنزويليين: نحن معكم، نقف معكم، وسنظل معكم حتى تتم استعادة الديمقراطية”.
والاثنين الماضي، تحدّثت وسائل إعلام فنزويلية عن محاولة انقلاب مجموعة متمرّدة على حكومة مادورو، قبل أن يُلقي الأمن الفنزويلي القبض عليهم.
وأظهرت مقاطع أخرى مجموعة من العسكريين يعلنون سيطرتهم على قيادة الحرس الوطني في منطقة كوتيزا بكاراكاس، قبل القبض عليهم.
من هو غوايدو؟
وخوان غوايدو من مواليد يوليو 1983، وشغل منصب رئيس الجمعية الوطنية لفنزويلا منذ يناير 2019. وعضو في حزب الإرادة الشعبية، كما أنه نائب اتحادي عن ولاية فارغاس، ودرس الهندسة في جامعة جورج واشنطن الأمريكية.
ويعد من أبرز الشخصيات المعارضة للرئيس مادورو، وتدعمه منظمة الدول الأمريكية (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والبيرو والأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا).
ويعتبر غوايدو أنّ تنصيب مادورو في 10 يناير 2019 “غير مشروع”، معلناً أن الجمعية الوطنية ستستمر في التخطيط لإزاحة مادورو، بحسب تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية في وقت سابق.
ودعا غوايدو، أول من أمس الاثنين، الجيش إلى الوقوف في صف الشعب بعد أنباء عن سيطرة قوة عسكرية على منطقة في العاصمة كاراكاس.
وكتب غوايدو، في تغريدة عبر “تويتر”: “لا نريد للجيش أن ينقسم أو يواجهنا، نريد له أن يكون متحداً إلى جانب الشعب والدستور ضد استغلال السلطة”.
وفي 12 يناير الجاري، دعا البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة إلى تعبئة جماهيرية يوم 23 يناير (اليوم الأربعاء) من أجل تشكيل “حكومة انتقالية”.
وذكر رئيس البرلمان أمام نحو ألف من أنصار المعارضة في كراكاس، بأن دستور فنزويلا يمنحه الشرعية لتولي السلطة في إطار حكومة انتقالية.
وكان البرلمان الفنزويلي أعلن، في 5 يناير، أنه السلطة الشرعية الوحيدة، وقال إنه سيشكل “حكومة انتقالية” قبل تنظيم انتخابات جديدة.