تتعدد انتهاكات الحوثي وتتكرر في كل مجال من مجالات الحياة، فلم يعد هناك أي ملف إلا وكان للمليشيات الحوثية الانقلابية قصب السبق في مسيرة الإجرام والتعدي والانتهاك.
أبرز تلك الملفات المؤلمة، هو الملف الإنساني، فالمليشيات الحوثية لم تكتف فقط باستغلال أوضاع اليمنيين وابتزازهم في ظل الحرب وتجنيدهم في الجبهات، وتسويق أوجاع الناس في المنظمات الدولية تحت شعار المظلومية؛ بل قامت بسرقة الغذاء من أفواههم حسب توصيف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
الأرقام التي كشفت عنها اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة اليمنية تكشف جانبًا من تلك الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق الشعب اليمني، من احتجاز وتوقيف ونهب وتدمير لقوافل وسفن الإغاثة الإنسانية القادمة من المنظمات الدولية ودول التحالف العربي وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
بيان اللجنة العليا للإغاثة، أكد أن المليشيات الحوثية قامت باحتجاز ما يزيد عن 88 سفينة إغاثية وتجارية ونفطية ومنعتها من الدخول إلى مينائي الحديدة والصليف بمحافظة الحديدة غربي اليمن، وذلك خلال الفترة من مايو 2015م إلى ديسمبر 2018م، منها 34 سفينةً تلفت حمولتها بعد أن احتجزتها المليشيا لأكثر من 6 أشهر، إضافة إلى استهداف المليشيا 7 سفن إغاثية وتجارية ونفطية بالقصف المباشر، منها 4 سفن سعودية وسفينتين إماراتيتين وسفينة تركية في البحر الأحمر.
حسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” صباح الثلاثاء، فإن المليشيات الحوثية قد قامت أيضًا بنهب واحتجاز 697 شاحنة إغاثية في مداخل المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، آخرها شاحنة تزن ٣٢ طنًا في ميناء الحديدة كانت متجهة إلى محافظة صنعاء يوم 29 ديسمبر المنصرم.
ليس هذا فحسب، بل وصل الإجرام بتلك المليشيات إلى احتجاز ونهب الشاحنات التي كانت تحمل أدوية خاصة بوباء الكوليرا ولقاحات الأطفال، مما تسبب بفقدان الكثير من المرضى حياتهم نتيجة انعدام تلك الأدوية، وتلك جريمة أخرى.
يواصل بيان اللجنة العليا للإغاثة رصد الأرقام الصادمة لانتهاكات المليشيات الحوثية، فقد قامت خلال أكتوبر الماضي باحتجاز 51 ألف طن من القمح المقدم عن طريق برنامج الأغذية العالمي والذي يكفي لأكثر من 3 مليون و700 ألف شخص، لأكثر من 4 أشهر، واحتجاز أربع سفن في ميناء الحديدة والصليف كانت تحمل 25050 طنّ من المواد الغذائية والدقيق والسكر و25980 طنّ من الديزل و9025 طنّ من البنزين.
لم تتوقف انتهاكات الحوثي في مجال الإغاثة عند النهب والاحتجاز، بل تمادت أكثر وأوغلت في الإجرام وقامت بقصف وتفجير 4 شاحنات إغاثية في مأرب قدمتها المملكة العربية السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كانت في طريقها للمستحقين في محافظة البيضاء، كما أحرقت مخازن برنامج الأغذية العالمي وأتلفت أكثر من 4000 طنّ من القمح من محتويات المخزن بمدينة الحديدة، إضافة إلى قيامها باقتحام مخازن البرنامج أربع مرات في أكثر من موقع بالمحافظة، واستخدمت بعض المباني المحاذية للمخازن ثكنات عسكرية.
محافظة الحديدة التي يقع فيها الميناء الرئيسي الذي يمد المحافظات الشمالية بالغذاء والنفط وكافة الاحتياجات الأساسية، تعتبر هي الأكثر انتهاكات من قبل تلك المليشيات الإرهابية، فقد رصدت اللجنة أكثر من 185 انتهاكًا تدرجت من قتل سائقي الشاحنات الإغاثية، إلى اختطاف أكثر من 25 موظفًا بالعمل الإغاثي، فاحتجاز السفن الإغاثية، وإحراق مخازن برنامج الأغذية العالمي، واقتحام مكاتب المنظمات ومخازن المنظمات الدولية.
هذه الأرقام كشفت عن حجم الكذب والتدليس التي تمارسه مليشيات الحوثي في الادعاء بأن ميناء ومحافظة الحديدة تقع تحت حصار التحالف العربي، وقامت بالتسويق لأنصارها في الداخل والعالم الخارجي بأن اليمن تقع تحت الحصار، في حين أن الواقع يكشف حجم الجُرم الذي ارتكبته تلك المليشيات بإيقاف واحتجاز السفن الإغاثية والتجارية والنفطية، وسرقة المساعدات الإنسانية وحرمان ملايين من الجوعى والمحتاجين.
كما أن بيان لجنة الإغاثة يأتي بعد يوم واحد من إعلان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن تلاعب المليشيات الحوثية في توزيع مساعدات الإغاثية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، مؤكدًّا أن “هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى، وأن هذا يحدث في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ. يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي”.