بقلم - علي هيثم الميسري
بمجرد أن وصل لمسامع الشيخ الفاضل أحمد العيسي خبر الأزمة الصحية التي يعاني منها فنان اليمن الكبير أيوب طارش سارع فوراً بالتكفل في علاجه ، وليس بغريب على هذا الشيخ الفاضل هذه الوقفة الإنسانية ، فالشيخ أحمد العيسي له الكثير من الوقفات الإنسانية التي لا تُعد ولا تُحصى مع الكثير من فئات المجتمع ، أكانوا مواطنين عاديين أو فنانين أو مسؤولين أو كوادر عسكرية ومدنية ، والميزة التي فيه أنه لا يحب الإشهار بأعماله الإنسانية مع العلم انه يحتاج لإعلان مواقفه الإنسانية هذه ليخرس الألسنة التي طالته وتطوله لإظهاره بالمظهر السيء ولكنه يؤثر أن يعمل بصمت لتكون علاقته المباشرة مع الله عز وجل ، فتحية إجلال وتقدير لهذا الشيخ الفاضل أحمد صالح العيسي ، فهو من يستحق أن تغني له كل هذه القناديل .
ما دعاني أكتب هذا المقال ليس المديح بل لأمر جلل لم يفكر به أحد قبل الآن ، فقبل حوالي ثلاثة أيام أشيع خبر وفاة فنان قناديل اليمن أيوب طارش ، ودعونا نتخيل صحة وفاة الفنان أيوب طارش بعد معاناته لمرض عضال أطال الله في عمره فإن التالي سنشاهده عبر مانشيتات عريضة في نشرات الأخبار وهي : فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ينعي وفاة فنان اليمن أيوب طارش بعد معاناة طويلة مع مرض عضال ألم به ، والخبر الذي يليه يقول نائب رئيس الجمهورية ينعي وفاة الفنان أيوب طارش ، وبعده مباشرة خبر يقول رئيس مجلس الوزراء ينعي وفاة الفنان أيوب طارش .
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما أعنيه هو أن طوال فترة مرض شخصية إجتماعية أو فنية أو عسكرية أو سياسية خدمت اليمن وأفنت عمرها لأجله لا يعلم بمرضه أحد ، وبمجرد أن يموت فالجميع يقدم له التعازي وكأنهم ينتظرون وفاته لينعوه ، وأنا هنا لا أرمي العتب على شخص فخامة الرئيس أو نائبه أو رئيس الوزراء ، لا ورب محمد بل أرمي العتب وبشدة على طواقمهم ومدراء مكاتبهم ، فصاحب الفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه ورئيس الوزراء مسؤوليتهم تنتهي بتعيين طواقمهم ، ومن واجب طواقمهم أن يبلغوهم بهذه الأخبار وما يدور في الساحة ليتلقوا بعدها الأوامر ، ولمن كل هذه القناديل تغني لمن ، يبدو أنها بالفعل تغني للشيخ الفاضل أحمد العيسي .
للأسف الشديد لن يقوم اليمن الإتحادي بهكذا أشخاص أو هكذا طواقم لا يعنيهم ما يدور في البلد ، بل جُل إهتمامهم اليومي هو الحصول على وجبة الغداء ثم البحث والإهتمام بالحبة القات لينبطح حتى آخر الليل على مدكاه ممسكاً جواله ليعبث به ، بالله عليكم يا سادة هل ستقوم لليمن قائمة بهكذا كائنات أياديهم في الماء البارد وأيادي وقلوب وكل جوارح الشعب اليمني في النار ؟ .
يعلم الله أنني أكتب وقلبي يعتصر ألماً على وطني الحبيب وتكاد دموعي تنساب على أحوال الشعب اليمني ، هل يعتقد هؤلاء بأنهم سيخلدون في مواقعهم أبد الدهر ، الخلود لن يكون إلا في الجنة أو النار أما في الدنيا فجميعنا زائلون ، ولن تدخلنا الجنة أو النار إلا أعمالنا في الدنيا ، ورب العزة والجلال كريم يحب العفو ولكنه لا يعفو إلا في حقه أما حقوق الناس فلا يعفو عنها لاسيما خيانة الأمانة ، وقد قال : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ، فأسأل الله تعالى أن يهلك الظالمين في الدنيا والآخرة ، وأسأله تعالى الرحمن الرحيم أن يفرجها على الشعب اليمني ويخلصه من كل مسؤول لا يفكر إلا بمصلحته الخاصة ومصلحة ذويه وأقاربه وبنو جلدته وحزبه ، ويعمل على إفشال مشروع فخامة الرئيس اليمن الإتحادي بقصد أو بغير قصد .
هؤلاء لا يفكرون بأن الشعب اليمني إقتلع رأس النظام السابق الفاسد وقادر أن يقتلع الجسد ، وهؤلاء الذين يمثلون الجسد ستكون نهايتهم وخيمة لا تختلف عن نهاية راس الفساد فليترقبوا نهايتهم على أقل من مهلهم ، وليترقبوا الحقائق القادمة التي تتحدث عن المنح الدراسية لأبنائهم وإخوتهم وبنو أصدقائهم وصديقاتهم ، وإن غداً لناظره قريب .
علي هيثم الميسري