بقلم - محمد الربع
في كل بلدان العالم ..
من ارتكب خطأ أو شارك في جريمة يحال للتحقيق وينال جزاءه ويعاقب بقدر دوره في الجريمة .
إلا في اليمن من إرتكب خطأ وشارك في جريمة يُعقد له مؤتمر صحفي ، ويطلع يستعرض للناس كيف كان يمارس جريمته. وتتزاحم الناس لالتقاط الصور الشرفية معه .
أما إذا كان مشارك أساسي وقوي في الجريمة ومن المخططين لها من البداية فيمنح ثلاثة أو اربعة الوية عسكرية يقودها أو وزارة وإعتماد مالي تكريماً لجهوده منذ البداية .
وإذا كان مجرد مشارك فقط في الجريمة فيمنح مكافأة مجزية ويحجز له فندق خمسة نجوم ويرتب له منصب تقديرا لإنجازاته السابقة . ويبدأ من اليوم التالي يصرف صكوك الوطنية للناس وهذا وطني وهذا مش وطني من غرفة الفندق.
وأنا أشاهد الشيخ حمود المخلافي وهو يتنقل من دولة الى دولة ، ومن تاجر إلى فاعل خير ، يبحث عن من يساهم معه في معالجة جرحى المقاومة .. ولا أحد مكترث لحاله ولحالهم ..
واتذكر أن هذا الرجل الذي قاوم مليشيات الحوثي من أول يوم وقدم أولاده وإخوانه ونفسه مواجهاً إنقلابهم غير مسموح له العودة لبلاده ..
ولايجد عشر الحفاوة والترحاب الذي يجدها أصغر منديل لمع للحوثي جرائمه .
ومازلنا نتعجب ليش حصل إنقلاب أخر على الشرعية في عدن ..
ببساطة لأن الذين قاموا بالانقلاب الأول في صنعاء تحولوا جميعهم أبطال ومناظلين والقنوات تتزاحم عليهم والفنادق تستقبلهم فاتحين .
إذا أستمرينا نعيش بذاكرة الذباب فلا نلوم أنفسنا إن ظلينا في مستنقع الأمم ، وننتقل من حفرة الى حفرة.
وإذا قد غفرتم للقتلة جرائمهم وتجاوزتم عن تدميرهم لبلادكم
فالأولى أن تغفروا لجريح ومقاوم لم يحسن الإعتراض على هذه الجرائم .