جاءت المبادرات الدبلوماسية والسياسة الخارجية السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كبشرى لمسلمي الهند لانهم يعتبرون قمم الرياض دفعة قوية لتحقيق تطلعات العالم الاسلامي. تابع العلماء المسلمون الهنود كلما جرى في الرياض اثناء زيارة الرئيس ترمب بتوق وشوق. وهم يصفون هذه الزيارة والاتفاقيات التي تم توقيعها كحدث تاريخي لم يسبق مثلها في تاريخ الشرق الاوسط لأن الزعماء الكبار من جميع البلدان العربية والاسلامية لبوا دعوة خادم الحرمين الشريفين للحضور. “الرياض” استطلعت آراء و ردود فعل العلماء الهنود في نيودلهي والاقاليم الاخرى.
حيث قال نصرة علي، الامين العام للجماعة الاسلامية بالهند، بان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود استضافة الرئيس الاميركي دونالد ترمب ليس الا في صالح العالم الاسلامي والامة بكاملها. هذا فوز السياسة الرشيدة للمملكة العربية السعودية التي أدت الى اختيار الرئيس ترمب لزيارة الرياض ولقاء الزعماء والقادة المسلمين الذين حضروا هنالك تلبية لدعوة الملك سلمان. كانت هذه الجهود السياسية والدبلوماسية للمملكة التي جعلت الرئيس ترمب ان يعيد النظر في تصريحاته السابقة واختيار المملكة لتكون أول بلد لزيارته الاولى منذ تولي الحكم في البيت الابيض.
مضيفا: نحن في الهند نعتبر بأن الله عز وجل اختار المملكة العربية السعودية بأن تقود العالم الاسلامي لمكانتها وخدماتها للحرمين الشريفين. لا يوجد بلد آخر يتمتع بهذه المكانة العظيمة. نرحب برؤية خادم الحرمين الشريفين للتواصل مع العالم والتعاون في المصالح المشتركة خاصة لمكافحة الارهاب والتطرف، ونتوقع بأن سياسة المملكة كأقوى بلد اسلامي تجاه العالم خاصة الولايات المتحدة الاميركية ستساهم في حل قضايا المسلمين.
وقال نصرة علي بأن خادم الحرمين الشريفين فتح ابوابا للتواصل مع العالم وخاصة مع اقوى بلد في العالم لإزالة اي سوء تفاهم بين العالم الاسلامي والبلدان الاخرى، هذا مهم بالنسبة لايجاد السلام ومكافحة الارهاب والتطرف والتقدم الحضاري والثقافي والاقتصادي، وقال نتمنى بأن الاتفاقيات التي وقعتها المملكة والولايات المتحدة تكون خيرا وبركة للعالم الاسلامي كله، لابد أن يكون البلد الذي جعله الله جل وعلا بلدا آمنا رمزا للأمن والسلام للعالم كله وهذا ما يسعى لتحقيقه الملك سلمان وحلفاؤه في الخليج والعالم الاسلامي، مؤكدا ان اية محاولة لهز أمن وسلام للمملكة تعتبر هجوما على الأمة الاسلامية كلها، كما لا يمكن لاي مسلم سني أو شيعي ان يتجاهل خدمة المملكة حكومة وشعبا للحجاج والمعتمرين الذين يتوافد اليها طوال السنة ومن كل جهة في العالم.
وأكد نصرة على بأن على الدول الاسلامية ان تحل قضاياها مع بعضهم البعض تحت اشراف المملكة العربية السعودية لمكانتها المرموقة وان لا يتركوا المجال للاعداء ان يدخلوا في صفوفهم، وزاد: التضامن والتعاون مع المملكة العربية السعودية هو ما نحتاجه الآن بشدة في الظروف الراهنة لمواجهة التحديات الاقليمة والدولية.
من جانبه قال عبدالحميد النعماني، رئيس الجبهة المتحدة لعموم الهند والسكرتير الاسبق لجمعية علماء الهند، لابد للمسلمين أن يتضامنوا مع المملكة العربية السعودية التي هي نموذجا جيدا للتواصل مع العالم والتعاون في الخير. حيث كانت استضافة الرئيس ترمب وقمم الرياض من اهم انجازات السياسة الخارجية للمملكة. وسيكون فيها الخير للعالم كله. هذه كانت محاولات دبلوماسية وجهود ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين التي جعلت الرئيس ترمب يفهم أرض الواقع ويقوم بزيارة الرياض ولقاء مع الزعماء الكبار من العالم الاسلامي كله.
واضاف النعماني قائلا: هذه رسالة خادم الحرمين الشريفين للعالم كله بأن لا بد ان تكون أبواب الحوار واللقاءات مفتوحة، وهذا حل للكثير من القضايا المعقدة في العالم الاسلامي، الآن يدرك الرئيس ترمب مكانة المملكة العربية السعودية وشعبها في قلوب العالم الاسلامي. ان المملكة العربية السعودية تفعل ما تقول وتريد العلاقات بين البلدان والحضارات والديانات على أساس الاحترام المتبادل. والرياض استضافت الضيف الرئيس كما يستضيف المسلم ضيفه حسب التقاليد الاسلامية التاريخية وكما تعلمناه من التاريخ الاسلامي.
وحول دور ملالي ايران في اثارة الفتن ورعاية الارهاب عبر الحدود، قال النعماني: لا بد ان تدرك طهران الرسالة التي وجهها العالم الاسلامي بقيادة المملكة وماذا قال له الرئيس ترمب في الرياض. لن تقبل الأمة الاسلامية السياسة التي تتبناها ايران، على ايران ان تفهم بأن الامن والسلام في المنطقة هو الحل ولن تفلح مؤامرات الاعداء في تشتيت صفوف البلدان الاسلامية.
ظفرياب جيلاني رئيس رابطة العمل للمسجد البابري قال بأن المملكة العربية السعودية واصلت علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ زمن طويل في صالح شعبها والعالم الاسلامي، هذه بشرى للمسلمين الهنود بأن المملكة العربية السعودية جمعت الزعماء من العالم الاسلامي كله على طاولة مع رئيس أقوى بلد العالم لكي يتحدثوا عن قضاياهم ويسمعوا كيف يفكر البيت الابيض، وهو امر فيه فائدة للمملكة والمنطقة العربية والعالم الاسلامي.
وقال جيلاني: يدعو مسلمو الهند أن يشد الله من ازر المملكة لانها قبلتهم وقبلة كل مسلمي في العالم، وان اية محاولات للتعاون مع دول العالم فيها مصالح مشتركة لا بد ان نرحب به لانها في النهاية تفيدنا الجميع كما في قضية الاتفافيات التي وقعتها المملكة مع أميركا في مجال الاقتصاد، والصناعة والتجارة، والدفاع. قوة المملكة الاقتصادية والسياسية والعسكرية هي قوة الأمة الاسلامية بكاملها.
أما أنيس الرحمن القاسمي، الامين العام للامارة الشرعية في أقليمي بيهار واريسة في الهند، فقال متابعتنا للاعلام المحلي هنا في الهند بالنسبة لقمم الرياض وزيارة الرئيس ترمب هو شيء رائد ونتوقع الخير في كل ما فعله خادم الحرمين الشريفين، فالاتفاقيات التي تم توقيعها اثناء هذه الزيارة التاريخية ستكون مفيدة للمملكة والخليج والعالم الاسلامي في جانب وايضا لاميركا لجانب آخر.
هذه اللقاءات والقمم واتفاقيات التعاون في عدة المجالات ستؤدي الى مزيد من التعاون بين البلدان الاسلامية وستساهم في ايجاد حلول للقضايا التي يواجهها الشرق الاوسط، لا بد للدول الاسلامية ان توسع مجالات التعاون بينها وبين دول العالم الاخرى تحت رعاية المملكة، مرحبا بتشكيل التحالف الاسلامي العسكري وصفا اياه بالخطوة في الاتجاه الصحيح.
قال نويد حامد، رئيس مجلس المشاورة المسلم لعموم الهند، بأنه على رغم الغموض في الادارة السابقة في واشنطن أرادت المملكة العربية السعودية ان تواصل التعاون مع الولايات المتحدة. لذلك لا بد على أمريكا ان تعيد النظر في سياستها تجاه الرياض. ان الاتهامات البشعة التي لا أساس لها والتي وجهت من أمريكا الى المملكة للتورط في احداث 11سبتمبر 2001 سببت جروحا في قلوب المسلمين. ولن نقبل مثلها الاتهامات. هذا استهداف للبلد الذي يحبه العالم الاسلامي كله والذي هو رمزا للامن والسلام.
قرار الرئيس ترمب لتكون المملكة أول بلد في زيارته الخارجية منذ تولى الحكم يشير الى فوز السياسة الخارجية السعودية في تصحيح سوء التفاهم بين ادارته والعالم الاسلامي، ان الزيارة وقمم الرياض والاتفاقيات التي وقعت اثناء هذه اللقاءات فائدتها هائلة للجانبين أي للمملكة في جانب وأمريكا في جانب آخر. أمريكا تدرك جيدا بأن التعاون مع السعودية قد ينقذها من الركود الاقتصادي والمالي الحالي، وقال نويد حامد مضيفا بأن التعاون بين المملكة وامريكا طريق طويل ونتوقع أن فوائدها هائلة وليست لها حدود.
من جهته رحب عبدالواحد الندوي، عالم ديني ومدير عدة مدارس اسلامية في اقليم بيهار للهند، بزيارة دونالد ترمب ومبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قائلا بأن التعاون بين البلدين هو في مصلحة المملكة والعالم الاسلامي بكامله. خادم الحرمين الشريفين فتح باب الحوار والتعاون مع العالم لمكافحة الارهاب والتطرف واحلال السلام في جميع انحاء العالم، عندما نتحدث عن الاتفاقيات في عدة مجالات لا يمكن ان نهمل مساهمة المملكة ودعمها لمكافحة الارهاب وجهودها على النطاق الدولي.
مؤكد ان هذا البلد الآمن يستحق ان يكون قائدا لمكافحة الارهاب والتطرف برعاية الملك سلمان، ولا يمكن للعالم الا ان يشكر جهوده وما يوفره للعالم من الموارد للحياة الآمنة ومكافحة الارهاب. المملكة استغلت زيارة ترامب ايضا لتوضيح رؤيتها لاحلال السلام الشامل على بقاع الارض.