بقلم - فتحي بن لزرق
فشل المجلس الانتقالي وبعد مرور أكثر من أسبوع كامل من إصدار بيانه السياسي الداعي الى السيطرة على المؤسسات الحكومية في جنوب اليمن من انتزاع أي موقف تأييد حقيقي لهذه الدعوة.
لم يؤيد وزير واحد في الحكومة هذا البيان.
لم يؤيد محافظ واحد هذا البيان.
لم تصدر اي قيادة سياسية جنوببة في الخارج اي بيان تأييد
لم يؤيد أي مجلس محلي لا في أي محافظة أو أي مديرية هذا البيان باستثناء مدير عام مديرية واحدة في شبوة.
لم تؤيد أي قوة امنية أو عسكرية خارج اطار هذا المجلس هذا البيان.
لم تصدر قيادات بارزة من المقاومة الجنوبية أي بيان تأييد لهذا الموقف والبيان.
حتى السلطة المحلية بالضالع حيث تعتبر المعقل الرئيسي للمجلس لم تنشق ولم تعلن تأييدها للمجلس ولا بيانه.
لم تصدر المكونات السياسية الاخرى أي تأييد لهذه الدعوة ولاحتى الشخصيات الاجتماعية والقبلية
في 2007 حينما اعلن الحراك الجنوبي عن نفسه ومطالبه توالت بيانات التأييد من كل حدب وصوب ولكنها غابت الان في مواجهة تحرك قد يعتبر الاخير للإنتقالي.
في 2011 ومع اندلاع ثورة الشباب انهالت مواقف التأييد لهذه الاحتجاجات من قادة الالوية والوزراء والشخصيات الاجتماعية والمشائخ ومن كل فئات المجتمع.
وحدث ذلك يومها ونظام صالح كان في اعز قوته ولكنه لايحدث اليوم رغم ان نظام الرئيس هادي ضعيف للغاية وهش.
اذا لماذا لم تصدر بيانات التأييد للمجلس الانتقالي ؟
هل هؤلاء راضون عن الحكومة الشرعية وعن الوضع الحالي؟ بالتأكيد لا .
هل يريدون تغيير هذا الواقع السيء بالتأكيد نعم لكنهم يستشعرون ان الانتقالي ليس الطرف الامثل لإحداث حالة التغيير هذه ويتملكهم الاحساس بان القادم قد يكون “اسوأ”.
“الانتقالي” في ورطة اذا ..
حالة الانتفاضة الشعبية التي كان يفترض بها ان تحدث يومي 3 اكتوبر ومايليها لم تحدث.
الانشقاقات المتوقعة عن الحكومة في صفوف دوائر السلطات المحلية والوزارات والاجهزة الامنية وخلافها لم تحدث ايضا.
اذا لم يعد هناك من خيارات امام المجلس الانتقالي الا ان يتقدم هو شخصيا بقواته لبسط السيطرة على المؤسسات الحكومية
ويتولى الحكم منفراد ويكون هو مسئولا عن كل شيء.. فهل سيفعلها؟ ام انه سيلجأ للمناورة مجددا؟
الخيارات صعبة والمسئولية كبيرة والفسبكة “سهلة..
#فتحي_بن_لزرق
10اكتوبر 2018