بقلم - د. عبدالحميد ملهي
إطمئنوا ايها اليمانيون، فالامور تحت السيطرة، وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فالهبوط المخيف والمفاجئ لقيمة العملة اليمنية ليس سببه أيا من التحليلات المتداولة في السوق الإلكترونية، وإنما هو قرار سياسي متفق عليه بين اطراف الازمة اليمنية الفاعلين، محليا واقليميا ودوليا، باستثناء حكومة المنفى، برئاسة هادي، وتنابلته،
والمقصود بافتعال الازمة الاقتصادية الحالية هو انضاج صفقة التسوية للازمة اليمنية برمتها، وفقا للسيناريوهات الموجودة في حقيبة المبعوث الاممي البريطاني، مارتن جريفيث،
ولعل بروز الازمة الحالية بعنوانها المرعب، وهو تدهور سعر العملة،يشير الى ان جريفيث قد استكمل مشاوراته الاخيرة، خلال حركته المكوكية النشطة مؤخرا، بعيد تقديم أحاطته الغامضة امام مجلس الامن، حيث عقد مشاورات مع مسؤولين امريكيين وبريطانيين وفرنسين، على هامش الدورة الحالية للامم المتحدة، ثم انطلق بعدها الى الرياض ف ابو ظبي، الكويت، ومسقط، متوجا مشاوراته تلك بالتوجه الى صنعاء، للقاء زعيم انصار الله، عبدالملك بدرالدين الحوثي، ما يدل على اهمية وحساسية موضوعات التداول،
وإذن فإن حالة القلق والارباك الشديدين، في اوساط عامة الشعب، بسبب تدهور سعر العملة اليمنية، الغرض منها تهيئة الشارع اليمني لقبول بنود التسوية، والتي تتطلب ك خطوة اساسية، أولى ، ازاحة عبد ربه وحكومته ( الفاسدة جدا ) على خلفية عجزه الفاضح في معالجة ازمة تدهور سعر الصرف، ويلي ذلك إظهار الترتيبات المتفق عليها، لانقاذ الشعب اليمني المنكوب والصابر،
واول تلك الترتيبات تشكيل مجلس رئاسي برئاسة ربيب اولاد زايد، خالد بحاح، والذي سيترافق مع اطلالته الاولى عودة سعر الدولار مقابل العملة المحلية الى سيرتها الاولى، لان بضعة مليارات من العملة الصعبة ستضخ الى رصيد البنك المركزي اليمني، ك وديعة ،
وفورا ستتدفق الجماهير الهادرة الى الشوارع مؤيدة لهذا المنقذ العظيم، فتمنحه بذلك شرعية شعبية، اضافة الى الشرعية الدولية والإقليمية، وبذلك يتبين لنا الآن سبب سكوت السعودية والامارات عن ازمة العملة وتجاهل صيحات النشطاء، بل واستغراب البعض من المحللين، كيف يتم تجاهل عملية سقوط العملة، وما يترتب على ذلك من نتائج، لن تكون دول الجوار بمنأى عنها، بل واتهم بعض الكتاب المملكة بالغباء والحسابات الخاطئة ، مع ان مثل هكذا موقف يعطي مؤشرا جليا على ان وراء الاكمة ما وراءها .
وقبل يومين سمعنا تصريحا ل مارتن جريفيث يقول فيه ان على المجتمع الدولي ان يتخذ إجراءات لإنقاذ ملايين اليمنين من كارثة محققة، وهذا التصريح يندرج في اطار التهيئة لإنضاج الترتيبات ، التي حان اوانها، ثم ستتوالى ظهور الترتيبات المتفق عليها، وبضمنها انسحاب انصار الله من مدينة الحديدة وتسليمها لطارق عفاش، وكذلك الانسحاب من الأجزاء المتبقية معهم في تعز ……….وهكذا .
ولعل سؤالا يلح الآن على قارئ مقالي هذا عن شكل الدولة، فاقول بإيجاز شديد، أنها ستكون على الأرجح فدرالية او ربما كونفدرالية من اقليمين، شمال وجنوب، وداخل كل ٍ من هذين الاقليمين اقاليم مصغرة، بصلاحيات واسعة، وسوف تستانف عملية الاصلاح السياسي، في ضوء مخرجات الحوار الوطني. ولنا عودة للموضوع لتفصيل بعض ملامح التسوية ،
د. عبدالحميد ملهي