بقلم - عدنان الجبرني
في نهم
رأيت قائد كتيبة يحتزم تحت بدلته العسكرية بحزام قماشي بداخله تراب، وعندما سألته ما ان كان يعاني من آلام في الظهر ليحتاج لتراب مربوط بإحكام في وسط ذلك الحزام؟
أخذ نفَسا عميقا وقال لي بعد أن تجهمت ملامحه: هذا تراب من بقايا بيتي الذي فجره الحوثيون يا صاحبي!
لحظتها بدت لي صنعاء أقرب من المسافة بيني وبينه.
ولم اكن يوما اكثر إيمانا بالانتصار من تلك اللحظة، يأخذ من بقايا منزله معه في كل معركة.. يحتزم بها كعهد ووعد وراية.
إذ لا اقدس من حرب تخوضها في وجه من فجر بيتك وهجرك من اهلك.. وابتلع الدولة وحولها الى جماعة يديرها مدير مكتب ممثل الولي الفقيه.
حرب لن تنال من قداستها اخفاقات الحكومة او حسابات الخارج
ولن تنال المطابخ ومجندو السوشيال ميديا من عظمة ابطالها ووطنيتهم .. التصنيفات وحروب التغريدات والتقارير الملفقة لن تجد طريقها الا الى ادراج وخزائن ممولي تلك السخافات، وبكثير من الاحتقار.
حرب ترهق هشاشة الناشطين وناعمي الأطراف الذين تأخذهم صورة لحدث ما الى اعلى مستويات التفاؤل والوهم، وفي المقابل منشور او صورة تهوي بهم الى ادنى درجات الاحباط وتنقلهم الى هواية ممارسة الاستياء.
يريد البعض، بدافع نبيل، ان تكون الحالة مثالية، وكل شيء يجب ان يمضي كما يجب.. لكن لو ان ذلك ممكنا وشروطه متوفرة لما وصلنا للحال هذا، مراحل التحولات ترافقها انهيارات كبيرة في كل المجالات والتغلب عليها ليس سهلا.. الايمان بالهدف والعزم برغم كل شيء هما الخيار في وضع كالذي نحن فيه.
تبقى الحقيقة المؤكدة والراسخة هي أنه لا مناص من هزيمة الحوثي وسحق منظومته الاجرامية، بأي شكل أو طريقة وتحت اي ظرف.. اليوم أو غدا او بعد سنوات..
عدنان الجبرني