بقلم - وهيبة اليافعي
يامن توليتم أمور المسلمين وجعلتم على أعتاقكم الضعيفة جل من الأنفس كم ستتحملون وكم
وكيف ستكون معاناتكم ياترى.
حملتم أمانة عظيمة رغم أن السماوات والارض والجبال عجزت عن تحملها فأتيت انت يامن لاتحتمل شوكة وحملت اعظم أمانة أوكلها الله في ارضه حملتها على عاتقك الواهن الضعيف
ياريت قرأت وتدبرت هذه الاية قبل أن تقدم على هذا الأمر العظيم كان مافكرت مجرد التفكير في الأمر
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }
اشفقنا منها السماوات والارض والجبال خافين منها
أعظم المخلوقات قوة
وانت ياأنسان حملتها عجباً كيف تجرأت
ظلمت نفسك
{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
ياريت تعلمت عن رسولك وجعلته قدوتك وأخذت منه ولو القليل قبل أن تقدم
وياريت درست عن الخلفاء الراشدين وكيف حكموا
قبل أن تتولى الإمارة
ابي بكر رضي الله عنه عندما أوكلا الأمر اليه
خطب معتذراً من قبول الخلافة فقال:
«والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً ولا ليلةً قط، ولا كنت فيها راغباً، ولا سألتها الله عز وجل في سر وعلانية، ولكني أشفقت من الفتنة، وما لي في الإمارة من راحة، ولكن قلدت أمراً عظيماً ما لي به من طاقة ولا يد إلا بتقوية الله عز وجل، ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني»
وقال رضي الله عنه
فإن أنا أحسنت فأعينوني، وإن أنا زغت فقوموني.. فأجابه المؤمنون: والله لو وجدنا فيك إعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا..
ماأعظمه من قائد وماأعظمها من رعية
وما أعظمه من خوف من خشية الخالق ،كلاً يساند الأخر
ومن اقول عمر رضي الله عنه وهو في الخلافة
لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلني عنها يوم القيامة.
وانا اقول ياقادة المسلمين والله انكم مسؤلي أمام الله
عن كل مقتول وعن كل قطرة دم هدرت ظلما
وعن كل جائع وعن كل عريان وعن كل مشرد وعن كل خائف وعن كل مظلوم وعن كل ضائع
وعن كل مجنون وعن مدن نسفت وعن منشأت دمرت
وعن مصالح تعطلت وعن وعن كم نذكر وكم ياكثرها
وهذا كلام الله الشاهد
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }
عجبا ماموقفهم عند العرض على ملك الملوك فماهي الاعذار وماهي الاكاذيب وخاصة للذين أنعم الله عليهم بنعم كثيييرة فأكلوها وجعلوا منها نصيب لغير المسلمين { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}
وكانوا قادرين بكل هذه النعم توحيد الأمة الاسلامية وأعانتهم وتوفير سبل العيش الطيب لهم
وتوحيد الصفوف الم يحذر الله سبحانه المسلمين
وقال سبحانه
{وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
اين كل هذا التوجيه الرباني خليتموه وراء ظهوركم
ماأجمل هذا الموقف عندما نسمع هذا النداء المجلجل
{وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }
{ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }
وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا
ياعظمة الموقف ورهبته ومافيه من عدل
وأخذ حق.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ”
✍وهيبة اليافعي ام حمزة