انهارت مليشيا الحوثي تباعًا منذ أن أُعلن انطلاق عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن، بشكل تتضح مشاهده جليًّا في أهمية الجبهات التي يعلَن يوميًّا تحريرها. ويزداد وضوح الانهيار في مليشيات الحوثي بسقوط القيادات وأذرع عبدالملك الحوثي زعيم المليشيات الإرهابية، وهم من يمثلون دورًا كبيرًا في تنفيذ التوجيهات الإيرانية المبلَّغة لزعيم العصابة، باعتداءات إجرامية على الآمنين في اليمن، ومحاولاتهم استهداف المدنيين السعوديين، التي تتصدى لها القوات السعودية ببسالة؛ إذ يتضح من نتائج مقتلهم تدهور المليشيات في الجبهات، وارتباك زعيمهم الذي يتضح يومًا بعد الآخر على ملامح وجهه وحديثه عندما يخرج مستجديًا اليمنيين الوقوف لجانبه، والذي يخيب ظنه كثيرًا في ظل وعي الشعب اليمني بأن اليمن ليس محطة لمخطط إيران التوسعي الذي يقوده عبدالملك الحوثي.
ففي مشاهد تبرهن على حسم المعركة لصالح الشرعية اليمنية، تمكنت القوات اليمنية مسنودة بقوات التحالف من تحرير أغلب المناطق اليمنية، ودحر المليشيات منها، بمصرع العشرات منهم على مستوى القيادات أو مستوى الأفراد؛ لتتمكن من حصار معقل عبدالملك الحوثي من اتجاهات عدة، وتحرير مناطق ذات أهمية بالغة في صعدة، وهو الأمر الذي يؤكد مدى تخاذل المليشيات، وانهيارها بعد الضربات الناجحة لقطع أذرع زعيم المليشيا الإرهابية في اليمن.
وتشكل سيطرة التحالف من خلال مساندتها قوات الشرعية اليمنية على أغلب المنافذ البرية والبحرية وجعًا كبيرًا للمليشيات الإرهابية نتيجة تضييق الخناق على الدعم الإيراني لها، الذي اقترف من خلالها النظام الإيراني عمليات تهريب صواريخ باليستية وأسلحة متنوعة لتنفيذ مخططات إرهابية عبر مليشيات الحوثي؛ إذ تسيطر القوات على ميناء عدن، وجُل المنافذ البرية والبحرية، كما أنها على مقربة من ميناء الحديدة.
وتمكنت القوات أيضًا من فرض السيطرة على المنافذ البرية كافة من خلال عمليات عسكرية تكتيكية ناجحة، أثرت بنسبة كبيرة في الدعم الذي يتلقاه الحوثي، وهو من العوامل المؤثرة جدًّا في انهيار وضعف المليشيا، ودليل قاطع على الدعم الإيراني للمليشيات الإرهابية. ويتضح هذا الدليل في وضع المليشيات المتدهور بعد أن أوشك الدعم الإيراني له على النضوب.
ومن مؤشرات التأثير البالغ نتيجة مقتل القيادات، وتراجع الدعم الإيراني، قرب الحسم أيضًا نتيجة الخسائر البشرية لقيادات المليشيات. فها هي عمليات التحرير متواصلة في ساحل البحر الأحمر، ومتسارعة حاليًا؛ إذ تم تحرير ميدي، كما توجد قوات الشرعية في حيران، وكذلك تمكنت من تحرير التحيتا، كما يجري تطهير الدريهمي وكثير من المواقع اليمنية التي تعد ذات أهمية، كما تتقدم القوات الشرعية باتجاه تعز وصنعاء في تحركات متسارعة وقاصمة لظهر المليشيات.
ومن القيادات الذين تأثرت المليشيات بمقتلهم، وهم يشكلون مصدر قوة لها، وفقدها خسارة كبيرة للحوثيين منذ انطلاق عاصمة الحزم: صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي، ومنصور السعادي قائد القوات البحرية للانقلابيين، وجارالله الجعواني مسؤول قوات التدخل السريع، وناصر القوبري قائد وحدة القناصين ومشرف جبهة الحدود.
إضافة إلى خالد مبارك المشرف العام على زراعة الألغام في الجوف، وأحمد وهبي مسؤول التجنيد في البيضاء ومشرف جبهة السوادية، والعقيد أبو يحيى قائد محور جبهة علب في صعدة.
وكذلك القيادي الحوثي أبو جبريل، وهو قائد ما تسمى كتيبة “النخبة” الذي لقي مصرعه مع العشرات من عناصره في مدينة الملاحيظ بمحافظة صعدة، وعبده القعود قائد المليشيات في جبهة حيس بالساحل الغربي، وعبدالله الجبري مشرف الوحدة الصاروخية وقائد كتيبة المدفعية، وضيف الله رسام رئيس مجلس التلاحم القبلي الحوثي، وخالد سيلان مسؤول الإمدادات والتسليح في مديرية الطفة والملاجم.
كذلك لقي يوسف المداني مدير العمليات الميدانية للمليشيات الحوثية في جبهة الساحل الغربي مصرعه مع أتباعه، ولحقه طه المداني شقيق يوسف المداني المسؤول الأمني الأول ورئيس استخبارات الحوثيين، كما لقي أحمد الحربي صهر عبدالملك الحوثي وأبرز قيادات المليشيا مصرعه أيضًا.
وعبر غارة جوية لقي القيادي الحوثي العقيد علي بلذي وعدد من مرافقيه في مران مصرعهم، وهو كان من أهم القيادات، وسبق أن كلفه الهال حسين الحوثي خلال حرب سابقة بصعدة ليكون مندوبًا مرسلاً للتفاوض وإيقاف الحرب. كما لقي القيادي الحوثي أحمد جبران يتيم قائد لواء المظلات، والقيادي جابر جبران جحيز، ومعهما العشرات من العناصر الحوثية مصرعهم، بعد مقتل قائد الساحل الغربي مالك أبو هاجرة. فيما كان مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي قبل مدة، شقيق عبدالملك الحوثي، له الأثر البالغ في ارتباك شقيقه.
ويقول لـ”سبق” الإعلامي اليمني محمد المهدي إن الأشهر الماضية شهدت مصرع الكثير من القيادات في مليشيات الحوثي، ومن أقرباء عبد الملك الحوثي تحديدًا. مؤكدًا أن مقتل القيادات له دلالات بالغة في التأثير على المليشيات. مشيرًا إلى أن تأثيره بشكل كبير في نفسيات مقاتليهم، وكذلك على مسار المعارك، وخصوصًا أن بعضهم كانوا خبراء عسكريين. مبينًا أن منهم من حزب الله اللبناني، وهؤلاء تأثيرهم بالغ؛ لكونهم كانوا خبراء، ولهم توجيهاتهم في إدارة المعركة من خلال صفوف المليشيا الإرهابية. مضيفًا بأن المعارك تتجه نحو الحسم بشكل كبير.