ستنكر وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية، الدكتور أحمد عطية، ما وصفه بالأعمال التعسفيّة التي يمارسها الحوثيون بحق حجاج بيت الله الحرام.
وقال الوزير عطية، “إنّ الحوثيّين خطفوا عدداً من المواطنين القاطنين في مناطق سيطرتهم، والراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام، حين غادروا مناطقهم إلى مناطق الحكومة الشرعية للحصول على جوازات سفر لعدم اعتماد الجوازات الصادرة عن الحوثيين، مشيراً إلى أنهم يضيّقون على الحجاج اليمنيين في مناطق سيطرتهم قبل الذهاب لأداء فريضة الحج، وبعد العودة”.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد”، عن الوزير عطية قوله، “اختطف الحوثيون العاملين معنا في قطاع الحج، الذين جاؤوا من صنعاء العام الماضي، كما أغلقوا هذا العام نحو 18 وكالة حج وعمرة تعسفاً، لابتزازهم مالياً”، لافتاً إلى أن “الوزارة هي الجهة الوحيدة المخولة بالحديث عن الحج والعمرة. ونحن المسؤولون عن مواطنينا بمن فيهم القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين”.
وأوضح عطيّة، أنّ انقلاب الحوثيّين على الشرعية في أواخر عام 2014، والحرب التي شنوها على اليمنيّين، أدت إلى عراقيل ومعوقات كثيرة واجهت الحجاج، وهي عدم تعدد المنافذ التي تربط اليمن بالسعودية، ووجود منفذ واحد هو الوديعة، ما أدّى إلى كثافة الحجاج فيه خلال السنوات الماضية. وأكد حلّ هذه المشكلة العام الماضي، وإدخال نحو 25 ألف حاج في غضون عشرة أيام.
وأشار عطية، إلى أنّ الوزارة رتبت مع الجانب السعودي عمليّة تيسير دخول الحجاج خلال فترة قياسية بخلاف السابق، لافتاً إلى أن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي يتابع مسيرة الحج من البداية وحتى النهاية، ومن بين المعوّقات التي كان يواجهها بعض الحجاج، مركزية الوكالات السياحية الخاصة بالحجاج في صنعاء، ما شكل عبئاً ومشقة على بعض سكان المناطق الأخرى.
ولفت إلى أن الوزارة اعتمدت هذا العام وكالات سياحية من المناطق نفسها، سواء في حضرموت أو المهرة وسقطرى وبقية الأقاليم، إضافة إلى معالجة مشاكل النقل والتغذية والسكن التي كان يعاني منها الحجاج.
وفي ما يتعلّق بعدد الحجاج اليمنيين هذا العام، أكد الوزير، أن عدد الحجاج حتى الآن يقارب 25 ألف حاج، خصوصاً من محافظة حضرموت، لاعتبارات عدة، أهمها ظروف المناطق الأخرى التي تشهد كثافة سكانية وتخضع لسيطرة الحوثيين.
وفي ما يتعلق بالتغذية، “وضعنا شروطاً ومواصفات للمطبخ الذي سيقدم الخدمة للحجاج. ومنعاً للازدحام على مطبخ واحد، نظّمنا مناقصة لاختيار عدد من المطابخ وفقاً لهذه الشروط والمواصفات”. ويشير إلى أنّ الوزارة وافقت على ثمانية مطابخ من بين أكثر من عشرين مطبخاً، ولمدة 15 يوماً، من واحد ذي الحجة وحتى 15 منه، بخلاف العام الماضي الذي كان تأمين الغذاء فيه لمدة أسبوع واحد فقط”.
وأوضحت الوزارة أنها اعتمدت هذا الموسم نظام المرابطة في النقل ولأول مرة، لتتولى الحافلة نفسها نقل الحجاج من اليمن وإليه، وما بين المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. “كانت هناك مناقصة وفقاً لمعايير وشروط معينة لاختيار الحافلات المناسبة، من ضمنها أن تكون جديدة (عام 2015 وما فوق)، وأن تتوفر فيها كل الخدمات المريحة للركاب”.
ويبيّن عطية أن الجانب السعودي “أرسل برقيات شكر لبعثة الحج اليمنية بسبب تفوقها وحسن أدائها وتنظيمها للحج، ونشرت هذه الإشادات عبر وسائل الإعلام”، على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن. يضيف: “مهمتنا تسهيل الحج للمواطن اليمني، وتذليل الصعاب أمامه لأداء المناسك بيسر وسهولة.
وأعلن عن تسجيل الحج هذا العام في وقت مبكر لإعطاء الوقت الكافي للحجاج لترتيب أوضاعهم، وانتُهي من الترتيبات في منتصف شهر رمضان الماضي. كنا أول بعثة حج تعلن الانتهاء من الترتيبات”. ويؤكد المضي في تقديم الخدمة الأفضل للحجاج.
وعن مشكلة العمرة، يوضح عطية أنها بقيت مغلقة في وجه اليمنيين لمدة أربع سنوات بسبب تداعيات الانقلاب على السلطة الشرعية. “كنا نخاطب الجانب السعودي بفتحها أمام مواطنينا. وبعدما رأوا تميز الوزارة في العام الماضي، وراقبوا استعداداتنا للحج أيضاً في هذا العام وما نحرزه من تقدم، وافقوا على السماح لمواطنينا بأداء فريضة العمرة”. ولفت إلى أن نحو ستة آلاف معتمر أدوا مناسك العمرة خلال الفترة القصيرة الماضية، “وسيسمح لليمنيين بالعمرة مجدداً بعد موسم الحج مباشرة”.