تشهد العاصمة صنعاء موجة نزوح غير مسبوقة للنازحين من محافظة الحديدة منذ بدء عمليات عسكرية للجيش الوطني وبدعم من التحالف العربي لتحرير المدينة من مليشيا الحوثي الانقلابية المسيطرة على المدينة ومينائها الذي يعد الأكبر في البلاد ويعمل على استقبال ما نسبته 80%من الواردات التجارية والغذائية.
ومنذ مطلع الشهر الجاري جرت مفاوضات عبر المبعوث الأممي الى اليمن “مارتن غريفيث” لإقناع جماعة الحوثي بتسليم مدينة الحديدة للحكومة الشرعية دون شروط وذلك لمنع قيام حرب في المدينة التي يعيش فيها أكثر من 600 الف شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة إلا أن جماعة الحوثي رفضت الوساطات الدولية وباشرت بدفع مسلحيها والأسلحة الخفيفة والثقيلة الى المدينة.
ومع بدء تنفيذ العمليات العسكرية واشتداد المواجهات بين القوات الحكومية بدعم من التحالف ومليشيا الحوثي اضطرت معظم العائلات الى النزوح خوفاً من اتساع رقعة المواجهات الى وسط المدينة حتى بلغ عدد من غادروا المدينة أكثر من5000 نازح بحسب إحصائية للمنظمة الدولية للهجرة فيما قالت المفوضية العليا للاجئين إن30 ألفاً غادروا المدينة.
وأكد سكان محليون بأن موجة النزوح ليست بالكثيرة فما زال فيها أعداد كبيرة من السكان ليس لديهم مكان يلجؤون اليه برغم من حشد جماعة الحوثي المسلحة لتعزيزات عسكرية في الأحياء السكنية للمدينة وتهديد السكان بعدم الخروج بغرض استخدامهم كدروع بشرية.
كما اقامت نقاط تفتيش في تلك الأحياء خاصة التي يعرف فيها ما يسمى بـ” المقاومة التهامية ” كما حفرت خنادق في شوارع المدينة وحولت بعض الأحياء إلى مخازن أسلحة وأماكن لاختباء المدفعية الدبابات.
وأوضح وليد القديمي وكيل أول محافظة الحديدة في حديث مع صحيفة «الشرق الأوسط» أن المليشيات استخدمت أسلوب العقاب لسكان الحديدة الرافضين لدعمهم إذ قطعت المياه عن بعض الأحياء السكنية التي رفض أهاليها أن تعتلي المليشيات منازلهم لإجبارهم على الخروج منها واستخدامها لتوزيع القناصة وتخزين السلاح فيها وهو ما اضطر بعض الأسر للنزوح.
وتوجه النازحين قسراً الى عدد من المناطق كمحافظة صنعاء وإب وذمار وحجة والمحويت وريمة ومناطق مختلفة من الجمهورية وارتفعت بذلك أسعار أجور النقل إلى ثلاثة أضعافها في السابق كما رقع السائقون في القطاع الخاص أسعار النقل منذ بدء المعارك حتى وصلت الى 20 الف ريال للراكب الواحد من الحديدة الى صنعاء بحسب تصريحات احد النازحين.
وأكدت مصادر في صنعاء بأن أسعار الشقق المفروشة ارتفعت حتى 400 الف ريال مع بدء موجة النزوح كما ارتفعت أسعار العقارات في ظل إقبال الآلاف من النازحين.
وذكرت مصادر بأن مدرس أبو بكر الصديق في منطقة عصر مدخل العاصمة صنعاء من جهة الحديدة اكتظت بأعداد النازحين كما شهدت عدد من المساجد تواجد النازحين الذين توافدوا بشكل مستمر منذ بدء المعارك وتزايد أعدادهم خلال أيام عيد الفطر المبارك بحسب سكان العاصمة.
وتخشى الأمم المتحدة أن يؤدي تصاعد القتال إلى تفاقم أزمة هي بالفعل أكثر وضع إنساني إلحاحا في العالم إذ يعتمد نحو 22 مليون يمني على المساعدات فيما يقدر أن 8.4 مليون على شفا المجاعة.