ما زالت قضية المناهج الدراسية في اليمن -التي عملت مليشيا الحوثيين الانقلابية على تغييرها للتوافق مع مشروعها الطائفي- تتفاعل داخليا وخارجيا، حيث اتهمت الحكومة الشرعية منظمة اليونيسيف التابعة لـ الأمم المتحدة بدعم الحوثيين في طباعة تلك المناهج.
وكشف وزير التربية والتعليم اليمني عبد الله لملس عن رفض اليونيسيف التعامل مع الحكومة الشرعية لتمويل طباعة الكتب المدرسية بمطابع الوزارة في عدن والمكلا، بينما قامت بتمويل الحوثيين بألف طن من الورق ومستلزمات الكتب لطباعة المناهج في صنعاء، وهي التي تضمنت تغييرات “طائفية”.
وأوضح لملس في تصريحات صحفية أن الحكومة استدعت ممثلية اليونيسيف للاحتجاج، وأبلغت المنظمة أن هذا العمل غير مقبول وطالبتها باتخاذ موقف حازم، لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراءات “من تلك التي وعدونا بها”.
وكان الوزير وجه الشهر الماضي في تعميم وزاري بمنع توزيع طبعة كتاب القرآن الكريم والتربية الإسلامية للصف الأول أساسي، وكتاب مادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية للصف الثاني، وكتاب التربية الاجتماعية للصف الثالث الابتدائي.
وكشف أن الحوثيين حاولوا تغيير المناهج، ولكن صعب عليهم تغييرها في سنة أو سنتين، فتعمدوا استخدام أسهل الطرق عبر تعديل آيات قرآنية وأحاديث شريفة في صفحات محددة، وهو ما فعلوه مثلا في سورتيْ الشمس والنور، والإساءة للسيدة عائشة وحذف سيرتها من الكتب، وكذلك حذف أسماء الصحابة، وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان.
موقف اليونيسيف
واتصلت الجزيرة نت بالمتحدثة الرسمية لليونيسيف بالشرق الأوسط جولييت تومة المقيمة بالعاصمة الأردنية عمّان، لكنها اعتذرت عن عدم الإدلاء بأي تعليق حول الاتهامات الحكومية بدعم المنظمة للحوثيين، واكتفت بالقول “حتى الآن ما زلنا نتقصى حقيقة الموضوع”.
وكان المتحدث باسم اليونيسيف في صنعاء محمد الأسعدي قال للجزيرة نت إن ملف دعم المنظمة لطباعة الكتاب المدرسي اليمني هو بيد المتحدثة تومة.
من جهته، قال الباحث السياسي توفيق السامعي “لست متفاجئا بشأن دعم اليونيسيف للحوثيين لطباعة الكتب الطائفية، كون كثير من المنظمات الأممية تتعامل مع المليشيات الانقلابية في صنعاء وتمتنع عن التعاون مع الجهات الشرعية في عدن”.
وأشار السامعي في حديث للجزيرة نت إلى أن منظمات الأمم المتحدة رفضت دعوة الرئاسة والحكومة بتحويل مقراتها إلى عدن باعتبارها عاصمة الشرعية، مما يوحي بأن لها أجندة مشبوهة باليمن في تغذية الانقلاب وحمايته، وفق رأيه.
كما تحدث الباحث اليمني عن قيام مسؤولي ومندوبي المنظمات الأممية بالتنسيق مع الانقلابيين وزيارة بعض مناطق صنعاء، بينما يرفضون زيارة المناطق المحررة أو المتضررة بشكل كبير مثل محافظة تعز التي تحاصرها المليشيات منذ عامين.
وقال الباحث السياسي توفيق السامعي: كل تحركات مسؤولي الأمم المتحدة تثبت يقينا أنها متواطئة مع الانقلابيين وتجعل من نفسها طرفا في الصراع، متهما المنظمة بأن لها أجندة سياسية خاصة أو مكملة لأطراف دولية، وبأنها تفعل ذلك بشكل علني.