بقلم - عدنان هاشم
حسناً!
معركة الحديدة تحول في مسار الحرب يشبه انطلاق “عاصفة الحزم” ومقتل “صالح”
لم يحدث تقدم كبير في الحالتين فلم يتم استغلال موت “صالح” ولم تحقق العاصفة معظم أهدافها بل زادت الأمر تعقيداً في المحافظات المحررة.
يوم الجمعة في بروكسل قال المالكي: استعادة الحديدة في غضون أيام
الدبلوماسيون الإماراتيون في الغرب لا يرونها “أياماً” يقدمون خططهم للحلفاء المعركة ستستغرق 7-9 أسابيع في أحسن الأحوال
مندوب الرياض في الأمم المتحدة قال يوم الخميس: أوجدنا ممرات آمنة لمغادرة الحوثيين وترك سلاحهم
في مارس/آذار 2015 كانت السعودية تقنع الأمريكان والأوروبيين أن الحرب ضد الحوثيين لن تتجاوز ستة أسابيع لذلك يشكك المسؤولون في الغرب بخطط الإمارات
يرد الإماراتيون إن قوتهم ضخمة مستشهدين بمعركة “عدن” 2015 والمكلا 2016
هناك فارق كبير ظلت عدن تناضل وتواجه الحوثيين حتى وصول التحالف. كما لا حاضنة شعبية للجماعة هناك
وانسحب عناصر تنظيم القاعدة من مدينة المكلا بوصول القوات
على النقيض، كان سكان “عدن” ينظرون لوصول التحالف على أنه أمل وإنقاذ بعد ثلاث سنوات تنتشر عبارات “يرحل الاحتلال الإماراتي”
يشاهد أبناء الحديدة شبح السجون السرية والاعتقالات و”نموذج عدن” كلما سمعوا عن تقدم للقوات
تقول الإمارات إنها لن تقاتل وسط المدينة سينتفض أبناء المدينة لطرد الحوثيين، تتحدث عن أنصار “صالح” هذا الأمر ليس مضموناً
بعد السيطرة على المطار والتقدم نحو “خط صنعاء- الحديدة” سيتحركون عبر الخط الساحلي حتى الوصول إلى الميناء ثم يخوضون حرب شوارع للسيطرة على المدينة (يقدمون خطتهم بهذه الطريقة)
حرب الشوارع “سياسة أرض محروقة” تعرفون مشهد حلب 2016
يواجه التحالف معركة صعبة في الحديدة قد تستمر ثلاثة أشهر في أقل تقدير لبسط السيطرة على المدينة مع تكاليف باهظة في الأرواح والعتاد
هذا في حال نجح التحالف في حصار الحوثيين وقطع خطط الإمداد من صنعاء وذمار والمناطق الشرقية للمدينة
خلال ذلك سيغلق الميناء المسؤول عن معظم واردات اليمن، منظمة الغذاء تقول إن إغلاقه سيودي ب8.4 مليون يمني نحو المجاعة
خلال عامين يقوم الحوثيون بالتحضير لمعركة الساحل جهزوا قدراتهم البحرية جيداً وقاموا ببناء الخنادق تحت الأرض (نموذج من حزب الله وفيلق قدس) وسيجدون طريقاً لتأمين إمدادات إلى وسط المدينة
هذه المعركة بالنسبة للجماعة مصيرية وقد تؤدي إلى هلاك معظم قواتها لكنها في نفس الوقت ستنهك التحالف يدرك الحوثيون والتحالف هذه المعادلة المفزعة
لأنها ستكلف الحوثيين كثيراً وافقوا للمرة الأولى على إدارة الأمم المتحدة للميناء- كان هذا المقترح بين أيديهم العام الماضي
الإمارات تريد السيطرة على الميناء اليمني بشكل رئيس وإدارة الميناء الاستراتيجي، تعتبر هذه تكهنات لكنها حقائق في المستقبل، وهذا ما يجعلها أكثر رفضاً لإدارة ميناء الحديدة من الأمم المتحدة
إذا ما تجاوزت القوات الحكومية مطار الحديدة ونقلت المعارك للأحياء المجاورة للمطار في المدينة مثل “غليل” “الربصة” ستكون المعركة في مربع “اللاعودة” مايعني أن خُطَّة “غريفيث” في المجهول
ستكون الحديدة منطلقاً إما لـ”عاصفة حزم” جديدة يخشى فيها الجميع من نقل الإمارات التجربة من الجنوب إلى الشمال وخروج الجميع بما في ذلك الحوثيين أضعف بكثير لكنها لن تدفعهم للمشاورات
أو بداية طريق طويل من الحلول الوسط برعاية الأمم المتحدة
في كِلتا الحالتين معركة الحديدة تعتبر تحول كبير في مسار الحرب الأهلية داخل البلاد