أعلن نائب رئيس الوزراء الماليزي، أنّ منفذيْ اغتيال العالِم الفلسطينيّ فادي البطش، من القوقاز وعلى صلة باستخبارات أجنبية، مضيفاً أنّ بلاده ستطلب من الشرطة الدولية تعقبهما .
وكانت الشرطة الماليزية قالت إنها تحقق في واقعة اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش من كافة الزوايا، بينها شبهة “الإرهاب”.
وذكر روسدي إسا مساعد كبير مفوضي قطاع التحقيق الجنائي في كوالامبور، أن “الشرطة لم تحدد بعد الدوافع وراء إطلاق النار، لكنها تبحث جميع الزوايا، بينها شبهة الإرهاب”، بحسب صحيفة “نيو سترايتس تايمز” المحلية.
وأضاف أن “التحقيقات الأولية أوضحت أن الضحية لم تكن لديه أي مشكلات مالية أو أعداء معروفين”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الشرطة الماليزية اغتيال البطش، بـ “إطلاق نحو 10 رصاصات عليه أثناء توجهه إلى أحد المساجد القريبة من منزله في العاصمة كوالالمبور، لأداء صلاة الفجر”.
ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية “برناما” عن مازلان لازيم قائد شرطة كوالالمبور قوله، “أطلق شخص أو اثنان كانا يستقلان دراجة نارية الرصاص على الأكاديمي الفلسطيني (35 عاما) أثناء سيره على ممر المشاة عند السادسة صباح اليوم بالتوقيت المحلي (الجمعة 22:00 ت.غ)”.
ويعيش “البطش” المختص في الهندسة الكهربائية في ماليزيا برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة منذ 10 سنوات.
من جهتها، قالت وسائل إعلام عبرية إن البطش “مهندس في حماس وخبير طائرات دون طيار”، في إشارة إلى وجود دور للموساد في حادثة الاغتيال.
وأكد القيادي البارز في حركة حماس أسامة حمدان أن حركته تتابع مع السلطات الماليزية في عملية اغتيال البطش.
وقال حمدان في تصريح لقناة “الجزيرة” إنه من السابق لأوانه توجيه اتهام محدد خاصة أن هناك تحقيقات تجريها السلطات الماليزية ونتابع معها مسارها ونتائجها.
وأضاف أنه “لا مصلحة لأحد سوى أعداء الشعب الفلسطيني فالشهيد فادي كان شخصية محبوبة وهو أستاذ جامعي وله العديد من الأبحاث في توفير الطاقة وكان منصبًا على أدائه العلمي وعلى القيام بواجباته تجاه هذه القضية”.
وفي تعقيبه حول ما نشرته وسائل إعلام عبرية بأن الشهيد فادي كان خبيرا في مجال الطائرات المسيرة، قال حمدان إن “ما نشره الاعلام الصهيوني بحدث ذاته بمثل تهمة لهذا الكيان”.
وتابع “ندرك أن الكيان الصهيوني استهدف العلماء الفلسطينيين والعرب لا سيما في التخصصات النوعية”.
وأردف القيادي بحماس “لكننا نتريث في توجيه أصابع الاتهام بشكل قطعي، ونحن نثق أن هناك جدية لدى الجهات الماليزية في ملاحقة وكشف الفاعلين”.
انجازات
وفي وقت سابق، اتهمت عائلة الأكاديمي الفلسطيني الموجودة في في قطاع غزة، الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف حادثة اغتيال.
ولد البطش الذي يعمل محاضرا في جامعة ماليزية خاصة، في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية في غزة أواخر عام 2009، وعقب ذلك تمكن من الحصول على قبول الدكتوراه من جامعة “مالايا” الماليزية.
بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وتحقيقه إنجازات علمية، سرعان ما حصل على منحة خزانة الحكومية (Yayasan Khazanah 2016) كأول عربي، وهي الأولى في ماليزيا من حيث جودة المنحة ومن أفضل الجوائز العالمية.
وأعد الفلسطيني فادي خلال دراسته الدكتوراه في منحة الخزانة بحثا حول رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى.
ونجح فعليا في ابتكار جهاز يعتمد تصميمه على تكنولوجيا إلكترونيات القوى، ومن ثم توصيله بشبكة نقل الطاقة الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكة بنسبة تصل 18 %.
ويحقق البحث في حال تطبيق فكرته فوائد عدة، أهمها تقليل الفقد في الطاقة (Power Losses) الذي ينتج عن عملية نقل الطاقة الكهربائية من محطات توليد الطاقة الكهربائية عبر خطوط النقل إلى المستهلكين، إلى جانب تحسين كفاءة شبكة نقل الكهرباء عموما.
كما حقق البطش إنجازات أكاديمية أخرى، منها نشر 18 بحثا محكما في مجلات عالمية، والمشاركة في أبحاث علمية محكمة في مؤتمرات دولية عقدت في عدة دول، والحصول على جائزة أفضل بحث في مؤتمر (Saudi Arabia Smart Grid conference SASG – 2014) والذي عقد في السعودية.
ونعت حركة حماس العالم فادي البطش، وقالت إنه كانَ احدُ أفرادها، وتميز بتفوقه وإبداعه العلمي.كما ونعت الفصائل الفلسطينية الشهيد البطش، محملة أجهزة وعملاء “الموساد” الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن اغتياله.