كشفت مصادر خاصة مطلعة تفاصيل مقتل الرئيس السابق “علي عبد الله صالح” بعد ظهر يومنا هذا الإثنين جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وأوضحت: حاول الحوثيون إخفاء وجود وساطة عمانية، ومنع نشر مثل هذه المعلومات، التي كانت قد تسربت على نطاق بسيط، لكنهم نجحوا في منع توسعها وانتشارها أكثر، حيث أنهم أبدوا تجاوبهم مع تلك الوساطة، شريطة إخفائها وعدم إعلانها، كونهم كانوا يبيتون أمرا ما.
وأشارت المصادر: لاحقا، أصدر المؤتمر بيانا ينفى فيه وجود وساطة عمانية، لكنه قال إنه يرحب بها إذا وجدت. كان صالح على ما يبدو ينفذ شرط الحوثيين بعدم إعلانها، من جهة، ومن جهة أخرى كان ذلك مناسبا له كونه ربما لا يريد الظهور بمظهر المهزوم.
وطبقا للوساطة، تؤكد المصادر، فقد تم السماح لصالح بالخروج من المنزل الذي كان فيه، الذي يعتقد أنه في شارع “صخر” بمنطقة حدة، مع عدد بسيط من مرافقيه ودون موكب مسلح، حتى يتسنى لهم تنفيذ مخططهم الخفي.
وتابعت المصادر: وفعلا مر صالح بموكبه البسيط، وتركه الحوثيون يمضي في ظل رقابة عدد من الأطقم التابعة لهم، حتى وصل إلى ما بعد آخر نقطة تابعة لهم في تلك المنطقة، وفي تلك المنطقة الفاصلة اعترضه كمين حوثي كان جاهزا، وأنزلوه من السيارة، وحين حاول البعض الحديث عن الاتفاق المسبق، قيل له “وصلتنا أوامر بالقتل”، وفعلا أعدموه، مع نجله الطفل “مدين”، وعدد من قيادات حزبه (المؤتمر الشعبي العام)، الذين تضاربت الأنباء حول اسمائهم.
وملخص ما أفادت به المصادر، إذا، هي: أن صالح خرج باتفاق وتم اغتياله ومن معه حتى لا يتسرب خبر الوساطة العمانية. واشترط الحوثيين لخروجه عدم الخروج بموكب وأسلحة ليسهل عليهم استهدافه.
ولأن سيارته كانت مصفحة لا تخترقها الرصاص، فقد تم ضرب إطاراتها بقذائف (آر بي جي)، إلى أن توقفت، فوصلوا إليه وأنزلوه وكبلوا يديه وأعدموه برصاصة بالرأس من قرب، كما أظهرت الصور والفيديوهات المتداولة.
صورة متداولة للسيارة المصفحة التي كان بداخلها الرئيس السابق علي عبدالله صالح والتي تعرضت للكمين جنوب العاصمة صنعاء
ولم يتسنى لـ”يمن شباب نت” التأكد من تلك الرواية من مصدر آخر، إلا أن ثمة تسريبا صوتيا أنتشر الليلة على منصات التواصل الاجتماعي، يعزز ما ترتكز عليه الرواية السابقة.
والتسريب الصوتي المشار إليه، عبارة عن اتصال بين شخصيين، أحدهما من سكان المنطقة التي رُتب فيها الكمين، والذي أكد أن الحوثيين تركوا صالح يخرج من منزله بشارع “صخر”، وسط العاصمة صنعاء وفق اتفاق مسبق ووساطة، وحين وصل إلى منطقة “سيان” القريبة من حدود مديرية “سنحان” مسقط رأسه، حيث كان بانتظاره كمين تقطعوا له وقتلوه، مع نجله الطفل “مدين”، وعدد من القيادات المؤتمرية التي كانت معه.
وعلى ما يبدو فقد اختار الحوثيون تلك المنطقة القريبة من مسقط رأس الرئيس السابق صالح (سنحان)، لإعدامه، ليوعزوا إنه قتل في منطقة ليست تحت سيطرتهم.
بعدها زعم الحوثيون أن صالح قتل بينما كان في طريقه إلى مأرب، بما يعزز رغبة الحوثي في محاولته وراثة تركة صالح، حيث كان الأول يتحدث في خطابه الأخير، عقب إعدام صالح، عمن أطلق عليهم وصف “المؤتمريين الشرفاء”، ويدعوهم إلى مواصلة العمل سويا بعد إنهاء الفتنة.
يذكر ان قائد الميليشيات الحوثية، عبد الملك الحوثي، دعا في خطابه، الذي القاه مباشرة عقب مقتل صالح، المستثمرين للهروب من الإمارات والاستثمار في عمان.
الأمر الذي عد بمثابة محاولة معالجة الجريمة التي ارتكبت عمدا بحق الوساطة العمانية.