بقلم - عبدالباسط الشاجع
أعظم منجز حققته مؤسسات الشرعية في أهم الملفات “الإعلامي والحقوقي” هو إطلاق عشرات الهاشتاجات، وهذا الأمر بات محل تفاخر المسؤولين حتى صار إطلاق الهاشتاجات من اولوياتهم لتغطية اخفاقاتهم في إدارة أهم ملفات الحرب، وأعني بذلك المؤسسات الحكومية وليس الأهلية أو المراكز الإعلامية الخاصة التي تؤدي دورها المساند للشرعية بجهود ذاتية.
ما إن نستفيق من تيه الشائعات حتي تختطفنا شتات الهاشتاجات، نحارب وقتا كبيرا خلال اليوم لتحقيق النصر المنشود في هذه الحرب، ذلك النصر الذي يتحقق فقط بأن يدخل الهاشتاج قائمة الترند العالمي في ساعات قليلة، ليتبارى المغردون بنشره هنا وهناك، ولا مانع أبدا أن يكرره شخص واحد مئات المرات.
ثم نفرح بعد ذلك ونهلل في الفضائيات بأن هاشتاجنا تبوأ منزلا راقيا وارتقى مكانا عاليا بين الهاشتاجات في الترند على تويتر، مما يثبت أن قطاعا عريضا من الشعب معنا، ولكن هل سألنا أين هذا القطاع العريض على أرض الواقع؟!
بحسب إحصائية نشرت 2016 كشفت بأن 12% فقط من اليمنيين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ويتفاعلون مع القضايا العامة، وتعد هذه نسبة ضئيلة، سيخسر أي طرف أو جهة تلقي كل ثقلها في الاكتفاء بنشاطها في الاعلام الجديد، وتنسى دور الاذاعة والصحيفة الورقية وغيرها في صناعة الرأي العام وتوجيه المعركة لصالح مشروع الدولة.
لا نريد أن نسأل وإذا سألنا لا نريد أن نعرف الإجابة، لكي نوهم أنفسنا بانتصار مزيف، ونتوهم أننا حققنا نصرا في معركة الانقلاب، والحقيقة أنها معركة كانت في عالم افتراضي، وقد تكون المصيبة في أنها أذخذت منا وقتا كبيرا، قضيناه أو ضعيناه في المكان الخطأ والمعركة الخاطئة، لأن النصر فيها ليس نصرا حقيقيا؛ بل مزورا ومزيفا حتي التعداد فيها ليس نزيها.
لا أقلل أبدا من أهمية مواقع التواصل الإجتماعي كتويتر وفيسبوك وغيرهما في نشر الوعي، ولا أقلل من قيمة هاشتاج معين يخدم معركتنا، ولكن يجب أن يوضع كل شيء في مكانه وموضعه وحدوده دون مبالغة.