بقلم - ايمان صادق
فلم الموت الصامت !! ذلك الفلم الأكثر رعبا وإثارة من أفلام عام 2007 اخراج (جيمس ون )، انتاج (يونيفيرسال) بطولة ( كير جيلكريست )،
يحكي الفلم قصة ( جيمي آسن ) وهو يعود الى منزله فيجد زوجته قد تم قتلها بطريقة بشعة ومريبة ومثيرة للشكوك ولكل أنواع الاحتمالات ، ليتهم جيمي بعدها بأنه القاتل ، ويحار المحققين في ماهية الطريقة التي استخدمها جيمي لقتل زوجته ، فيقرر بعد ذلك جيمي البحث عن القاتل ليجد امامه مفاجآت عديدة ومرعبة أكبر من ان تكون مسألة قتل متعمدة او تلقائية ، ليقتل في نهاية الفلم بنفس البشاعة التي قتلت فيها زوجته وجميع افراد عائلته ، وتعود اسطورة هذا القتل الشنيع الى قصة ماري شو التي كانت تقدم عروض العرائس المتكلمة وقد أصيبت بالجنون في بلدة (رافيننزفير) التي ينتمي اليها جيمي وزوجته ليزا ، فقد اشارت أصابع الاتهام الي ماري بمقتل صبي كان يلقبها بالمحتالة مما أثار غضب أهالي البلدة ، فاتخذوا قرار قتلها وقطع لسانها ودفنها مع عرائسها التي كانت تعتبرهم اطفالها ، ومنذ لك الحين وأهالي البلدة تعيش حالات قتل غامضة ولعائلات بأكملها وفي صمت مرعب من الجميع !!
كل ذلك دار في فلم الموت الصامت خلال 85 دقيقة ، وما يدور في اليمن وخلال 39 عام أشد رعبا من تلك الاسطورة ، فهناك اشباح تطارد الشعب اليمني منذ تولي القاتل المخلوع صالح رئاسة الجمهورية والي يومنا هذا ، فمنذ توليه واليمن من حرب الى حرب ومن قرض الى اخر ومن جرعه الى أخرى ومن مجاعة الى أسوأ ، صنع صالح اشباحه في كل ناحية من البلد وفي الداخل والخارج حتى اصبحوا يتحركون كالدمى يعلمون ما تقربه عين صانعهم فيتلاعبون بالوضع اليمني اقتصاديا وسياسيا والاشد من ذلك قيادة حروب إعلامية فزادوا الرعب في البلاد، وفي صمت قاتل من الاتباع وغير الاتباع ، وفي الآونة الأخيرة شاع شبح الجوع حتى هتك البيوت وفتك بالنفوس فلم يعد العفيف عفيفا وأصبحت الأساسيات كماليات ، وفي عام 2016 اشتد الضغط على المواطن اليمني انتهاء بنهب راتبه ، وحاصرته العديد من اشباح صالح فمن رفع للأسعار وتلاعب بالعملات الى ضغوط مذهبية وحزبية وتصنيف البيت الواحد عدة أصناف الى ضغوط نفسية بسبب الحروب التي شهدها المواطن والتلاعب الاعلامي بالحقائق منذ صعود صالح على مقعده الخشبي ،وكل ذلك في ظل صمت قاتل فمن تحدث صنف واجتز هو واسرته من الجذور ، ويواصل صالح مسيرته في ظل الحروب الأخيرة الى جعل موظفي الدولة يتلقون لقمة عيشهم من الشحت في الشوارع ليقبلوا أولا بأن يمنحهم بطاقات تموينية ليحاسبوا فيها البقال والصيدلاني وأصحاب الباصات!! وقد ينتهي الامر الى التوظيف المجاني ، وكل ذلك القبول في صمت قاتل !!!
لقد حاصر صالح المواطن اليمني من كل زاوية حتى انه على وشك الاختناق فان تكلم فهو مقتول وان طالب وعارض فهو مسجون ان لم يكون مقنوص ، لذلك عليه من وجهة نظر صالح ان يقبل بان يموت في صمت ، فالدكتور الجامعي بجامعة ذمار والذي أوقف عن التدريس فيها لأسباب مذهبية وطائفية ها هو وفي صمت يخرج بعربية البطاط الى السوق ليسد شبح الجوع احد أسلحة حصار صالح على شعبه ، وها هي المعلمة القديرة (هـ . ص ) تخرج الى احد شوارع الحديدة لتمد يدها الى سائقي السيارات علهم يجودوا بشيء تطعم به أولادها ، وها هو العسكري (….) يخرج الى احد شوارع العاصة صنعاء يبيع ملابسه ليمنح اطفاله احدى الوجبات، وآخر يشاهد وهو يجمع الفتات من نفايات تجاور منزل احد المسئولين الجدد الذين يحركهم صالح لتحقيق متطلبات جنونه ، وكل ذلك مازال الشعب اليمني وحماته يفضل الموت في صمت !!
كل اشباح صالح … هي اسطورة خيالية ..وجوه دمى مرعبة ..لاتزال اقنعتها ولا تنهتي في ظل صمتك أيها الشعب وفي ظل ضعفكم يا حماة الشعب ، فالجيش الخاص والحوثية والقاعدة والتجار والاعلام المأجور والجهلة والقتلة والعملاء في الخارج، كل تلك دمى يحركها صالح .. أما آن الأوان لدفنها أو حرقها لتنتهي اسطورة صالح من اليمن !! فلا قيمة لصالح بدون دماه !!
اياك ان تقبل الموت في صمت ولا تسمح لهم ان يقتلوك في صمت …
*ايمان صادق