بقلم - مختار صادق الفهيدي
استبشر كثيرون بالخير في اليمن، عندما أعلنت العربية السعودية عن قيادة التحالف العربي وتشكيله تحت مسمّى عاصفة الحزم، لإستعادة الشرعية في اليمن من الانقلابيين الحوثيين والرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح.
رقص الشعب اليمني بهذه البشرى السارة، وكتبت المقالات الطويلة والقصيرة والعريضة عن المملكة، وعن الإمارات العربية المتحدة، وتم حينها الإعلان عن أهداف التحالف الاستراتيجية، وأهمها دعم الشرعية واستعادتها.
وبعد تحرير جنوب اليمن من الإنقلابيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، عملت الإمارات على تشكيل قوة عسكرية موالية لها تحت اسم قوات الحزام الأمني لعدن، وقوامها ما يزيد عن 12 ألف مقاتل، بقيادة شخص سلفي موال لها يدعى هاني بن بريك. وتعمل هذه القوات خارج إطار الموسسة العسكرية التي تتبع الحكومة الشرعية، وعملت هذه القوات على تضييق حريات الفكر. ولعل اغتيال الشاب الناشط ، أمجد عبد الرحمن، دليل على ذلك، إذ منعت هذه القوات أسرته من الصلاة عليه وزيارة جثته، بدعوى أنّه علماني وملحد، كما تمارس هذه القوات جرائم تحت مسمى الدين.
هناك أيضاً، الاتهامات للشباب الناشطين بالإلحاد او العلمانية، وبعد هذا كله أصدر فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي قراراً جمهورياً بتغيير محافظ محافظة عدن، عيدروس الزبيدي، الذي كان ولاؤه للإمارات، ولا يعمل تحت إطار الحكومة الشرعية، وتم استبداله بالمحافظ الجديد لعدن عبد العزيز المفلحي، لكن هذا القرار شكل ازعاجا كبيرا لحكام أبو ظبي التي عملت على تشكيل مجلس انتقالي لإدارة المحافظات الجنوبية، والدعوة الى الإنفصال، وبدعم كبير من أبو ظبي، برئاسة المحافظ المقال عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك نائبا لرئيس المجلس.
عمل هذا المجلس على إعاقة عمل الحكومة في المحافظات المحرّرة، وكذلك عملت الإمارات على عدم عودة رئيس الجمهورية إلى عدن، ومنعت أكثر من مرة سقوط طائرة رئيس الجمهوريه في مطار عدن.
وبالنسبة لقضية تعز، ظلّت الإمارات ضد عمليات استكمال تحرير ما تبقى من هذه المحافظة بذريعة أنّها تشكل الحاضنة الكبرى لحزب الإصلاح، والتي ظل أبناء هذه المحافظة يدفعون ثمن مقاومتهم للانقلاب، وقد قدمت تعز عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى من المدنيين، ووقفت الإمارات عائقا كبيرا أمام قضية صرف مرتبات موظفي تعز المتوقفة منذ أكثر من عام، عبر السلطات الموالية لها في عدن، ليبقى سؤال يمنيين كثيرين: إلى أين يسير ركب التحالف العربي في اليمن؟