في ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، يتذكر اليمنيون لحظات النضال والانتصار التي شكلت تاريخهم الحديث، لكن الذكرى هذا العام حملت معها سردًا مفصلًا لكارثة أخرى وقعت في سبتمبر أيضًا، لكنها كانت نكسة كبرى في تاريخ البلاد.
الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني السابق، نشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك منشورًا مطولًا، كشف فيه تفاصيل جديدة حول الأحداث التي أدت إلى سقوط العاصمة صنعاء في أيدي جماعة الحوثيين قبل تسع سنوات.
وأشار الأحمر إلى أن سقوط صنعاء في 21 سبتمبر 2014 لم يكن حدثًا عابرًا، بل جاء نتيجة تراكمات وتفكك داخلي، مقارنًا إياه بمحاولات سابقة للإمامة للسيطرة على العاصمة، والتي فشلت بفضل وحدة الصف اليمني، كما حدث في حصار السبعين يومًا عام 1968.
ولفت إلى أن الفارق بين انتصار اليمنيين آنذاك وهزيمتهم عام 2014 لم يكن في العدد أو العتاد، بل في التماسك الوطني، حيث توحد الجيش والمقاومة الشعبية رغم خلافاتهم لصد الهجوم الإمامي في الستينيات، بينما افتقدت القوى السياسية والعسكرية هذا التلاحم قبل سقوط صنعاء، مما سهل مهمة الحوثيين.
وكشف الأحمر عن محاولاته الأخيرة لإنقاذ الموقف عبر التنسيق مع القوى الوطنية، لكن المهادنة والخلافات الداخلية حسمت الأمر لصالح الميليشيات، مما اضطره لمغادرة صنعاء صبيحة 22 سبتمبر 2014 متجهًا إلى السعودية، التي وصف قيادتها بـ”النجيبة والأوفياء”.
وخلص الأحمر إلى أن دروس الماضي تثبت أن وحدة اليمنيين هي الضمانة الوحيدة لاستعادة الدولة وإفشال المشاريع الطائفية، داعيًا إلى استلهام روح أبطال السبعين يوماً لتحرير اليمن من الاحتلال الحوثي.
واختتم منشوره بتأكيد إيمانه بانتصار الشعب اليمني، رغم مرارة الذكرى، معيدًا التذكير بأن النصر لا يُبنى إلا بالتضحية والوحدة.