عقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة اليوم الاثنين على خلفية التصعيد الإسرائيلي الأخير، الذي شمل قصف العاصمة القطرية الدوحة واستهداف قيادات حركة حماس، بالإضافة إلى استمرار عمليات الإبادة والتدمير في قطاع غزة.
خلال كلمته أمام القادة العرب والمسلمين، استدعى الرئيس السوري أحمد الشرع بيتًا شعريًا قديمًا لعمرو بن براقة الهمداني، أحد شعراء العصر الجاهلي، ليؤكد من خلاله رؤيته لاستراتيجية تحقيق السيادة وردع العدوان. وقال الشرع: “متى تجمع القلب الذكي وصارما وأنفا حميا تجتنبك المظالم”.
البيت الشعري الذي اختاره الرئيس السوري يعود إلى قصيدة من شعر الصعاليك، الذين عرفوا بتمردهم على الأعراف القبلية وتعزيزهم لمبدأ القوة ردًا على الظلم.
ويشرح الناقدون هذا البيت بأنه يحدد ثلاثة عناصر أساسية لتحقيق المنعة: العقل الحاذق الذي يمثل الحنكة السياسية، والسيف الحاد الذي يرمز للقوة العسكرية، والعزة التي ترفض الذل والخضوع.
عمرو بن براقة، الشاعر اليمني من قبيلة همدان، عاش في فترة ما قبل الإسلام واستمر حتى عهد خلافة عمر بن الخطاب. كان من أبرز الصعاليك الذين رفضوا الخضوع للقوى المهيمنة، وعاشوا على هامش المجتمع معتمدين على قوتهم وشجاعتهم. وتعتبر قصيدته “تقول سليمى” من أشهر أعماله، ومنها الأبيات التي استشهد بها الرئيس السوري.
ويكمل الشاعر في أبياته الأخرى فلسفته في الرد على العدوان، مؤكدًا أن المال والمقدرات لا تحميها إلا القوة، وأن السلام الحقيقي لا يأتي إلا بعد حسم المعارك.
يقول في بيت لاحق: “وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم فهل أنا في ذا يالهمدان ظالم؟”، معتبرًا أن الرد على العدوان ليس ظلما بل حقًا مشروعًا.
متى تجمعُ القلبَ الذكيَّ وصارماً
وأنفاً حمياً تجتنبك المظالمُ
وكنتُ إذا قومٌ غزوني غزوتهم
فهل أنا في ذا يا لهمدانُ ظالمُ؟
فلا صلحَ حتى تقرعَ الخيل بالقنا
وتُضرَبَ بالبيضِ الرقاقِ الجماجمُ
ولا أمنٌ حتى تغشمَ الحربُ جهرةً
عبيدةً يوماً والحروبُ غواشمُ– تكملة أبيات الشعر التي قالها… pic.twitter.com/IrjFakN5QM
— مُضَر | Modar (@ivarmm) September 15, 2025
وتأتي كلمات الرئيس السوري في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تبحث القمة عن آليات موحدة للرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، والذي أسفر عن دمار واسع وخسائر بشرية فادحة.
وتعتبر استشهاداته الشعرية رسالة واضحة إلى ضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية على أساس القوة والحكمة معًا.